"قرصنة الحوثي"..تحرير الحديدة ضرورة لتأمين الملاحة
كشفت عملية القرصنة التي نفذتها مليشيات الحوثي ضد سفينة إماراتية إغاثية عن ضرورة تحرير الحديدة، لتأمين أهم ممر بحري للتجارة العالمية.
وأثارت عملية القرصنة الحوثية الجديدة للسفينة الإغاثية "روابي" التي ترفع علم دولة الإمارات، بواعث القلق من شن هجمات إضافية عبر أكثر من 300 كيلو متر من سواحل البحر الأحمر التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي وتحت أنظار بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة.
ويرى باحثون ومسؤولون عسكريون، أن السلطات اليمنية مطالبة بمقاومة الضغوط الدولية لا سيما الأممية منها، من أجل هدف يتطلع إلى تحقيقه ملايين اليمنيين، وهو قطع شرايين الإرهاب الحوثي في البحر الأحمر، عبر تحرير مدينة الحديدة وتأمين السواحل اليمنية.
وقال متحدث المقاومة الوطنية اليمنية، العميد الركن صادق دويد، إن الحادث الإرهابي الذي استهدف السفينة قرب ميناء رأس عيسى فجر الإثنين، يعيد ربط اليمن بجرائم الإرهاب في ممرات التجارة التي سبق وتضررت منها سمعة بلادنا منذ الحادثة الإرهابية التي استهداف المدمرة الأمريكية "يو أس أس كول" في ميناء عدن جنوب البلاد من تنظيم القاعدة.
وأعرب دويد، في بيان، عن إدانة قوات المقاومة الوطنية للعبث الإيراني في اليمن، والإضرار بسمعتها وتخريب مقدراتها، مجددا التأكيد على واجب دعم الجهود الوطنية والقومية لاستعادة اليمن المخطوف بحروب إيران وأدواتها في المنطقة.
ممر غير آمن
رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن، عبدالستار الشميري، أكد أن الضربات التي حققتها قوات العمالقة في شبوة (جنوبا)، أوجعت الحوثيين وإيران، ما دفع مليشيات الحوثي لتنفيذ اختطاف السفينة "روابي" التي تحمل علم الإمارات بالبحر الأحمر.
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية" قال الشميري، إن "العملية الإرهابية كشفت أن الممرات المائية الدولية، أصبحت غير آمنة، وعلى الأمم المتحدة والدول الراعية أن تعي أن مصالحها أصبحت في خطر".
ووصف الشميري، العملية الإرهابية الحوثية بالعملية المتقدمة وهي عملية إجرام نوعية، ينبغي أن لا تمر بسلام، متوقعا أن يكون للتحالف العربي رد قوي وفاعل.
وسبق لمليشيات الحوثي- بحسب الشميري- أن قامت بنشر ألغام بحرية، وتنفيذ عمليات إرهابية وهذا يأتي ضمن عمليات التشويش التي تتعرض لها التجارة العالمية بالبحر الأحمر منذ فترة طويلة.
وأشار الخبير اليمني إلى أن تهديدات مليشيات الحوثي كانت تلاقي في السابق مواقف متباطئة واستسهالا من قبل الدول الكبرى مع هذه الجماعة التي ينبغي أن تصنف كجماعة إرهابية تشكل خطرا على الأمن العالمي.
القرصنة بالحديدة
من جانبه، يؤكد عضو الفريق الحكومي في لجنة الحديدة الأممية، وقائد اللواء الأول تهامة في القوات المشتركة، العميد ركن فاروق الخولاني، أن الإرهاب الحوثي في البحر الأحمر، يعد نتيجة طبيعية لبقاء مدينة الحديدة وموانئها الثلاثة والساحل الغربي، تحت سيطرة مليشيات الحوثي.
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية"، قال الخولاني إن تأثير العمليات الإرهابية على حرية الملاحة البحرية الدولية في جنوب البحر الأحمر، يقتضي على الشرعية اليمنية، والتحالف العربي، اتخاذ القرار السياسي والعسكري لتحرير مدينة الحديدة وموانئها والساحل الغربي، وتأمين خطوط الملاحة البحرية في جنوب البحر الأحمر
بدوره، يقول الصحفي والسياسي اليمني أمين الوائلي إن اختطاف الحوثيين للسفينة "روابي" هو تذكير باختطاف الحديدة والموانئ والبعثة الأممية.
وكتب الوائلي على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلا إن الحكومة اليمنية والتحالف العربي مطالبين بمقاومة الضغوط الدولية، من أجل تحرير الحديدة.
واستشهد الوائلي بالتسجيل المرئي الذي نشره التحالف والذي يكشف وجود خبراء من مليشيات حزب الله، يتولون إطلاق الطائرات والصواريخ الباليستية في الحديدة اليمنية، وتأكيد ضابط تابع لحزب الله اللبناني، أنه لولا الأمم المتحدة لكانوا خسروا الحديدة والبحر وخسروا تدفق الأسلحة والمقاتلين.
أما الصحفي أنور التميمي فوصف قرصنة مليشيات الحوثي للسفينة "روابي" التي تحمل علم الإمارات، أنها "حماقات ستغيّر قواعد الاشتباك حول الحديدة التي فرضتها الأمم المتحدة".
وكتب التميمي، مضيفا أن "حادثة الاختطاف جعلت التحالف العربي في حِلٍ من الالتزام بأي قواعد سابقة كانت تحول دون شن عمل عسكري على الميناء وما حوله"، مشير إلى أن "الخطوة الحوثية الدعائية ستكلّفه الكثير".
وتملك مليشيات الحوثي سجل حافل بالإرهاب في البحر الاحمر، إذ نفذت العشرات من العمليات الإرهابية ضد سفن نفطية وتجارية، ونشرت المئات من الألغام البحرية، كما حاولت مرات عدة تنفيذ هجمات إرهابية بزوارق مفخخة.
وطيلة الأعوام الماضية، أحبط التحالف العربي العشرات من العمليات الإرهابية باستخدام قوارب مفخخة، وتم تدمير تلك القوارب قبل انطلاقها، كما أعلن مرارا عن رصد زوارق حوثية مفخخة تحاول استهداف سفن شحن قبالة السواحل اليمنية.