على المجتمع الدولي أن يقف وقفة رجل واحد لمحاربة الحوثي، سواء سياسياً أو عسكرياً، لأن جميع السبل السلمية قد تلاشت.
يوماً بعد يوم يتزايد التوتر في الشرق الأوسط لأسباب عدة، ولعل أهمها إرهاب الحوثي، هذا الإرهاب الذي وصل حدود المملكة العربية السعودية، وضرب بعض مدنها ومطاراتها بالطائرات المسيرة عن بعد التي تعد من الأسلحة المتقدمة التي تدعم بها إيران مليشيات الحوثي لضرب المملكة العربية السعودية عسكرياً بالوكالة، وهذه الجرأة الإيرانية دعونا نتفق على أنها مدعومة من قوى خارجية تدعم إيران لضرب المملكة، ويأتي هذا لأسباب عدة، منها محاولة إيران فرض الهيمنة على دول الخليج، والسيطرة على مناطقها ومواردها الطبيعية من النفط والغاز الطبيعي، والسيطرة على موانئها التي تعد من أهم المحطات المائية في العالم والسيطرة على موانئ اليمن التي تمر منها السفن وناقلات النفط القادمة من البحر المتوسط عابرة قناة السويس وبعدها البحر الأحمر إلى موانئ ودول العالم، وغيرها من الأسباب التي أسهمت في خلق التوتر في الشرق الأوسط لخدمة قوى الشر العالمية.
وبعد الانقلاب على الشرعية من قبل مليشيات الحوثي المدعومة من إيران ودخول الحرب في اليمن أكثر من أربعة أعوام يعاني اليوم الشعب اليمني جراء هذا الانقلاب والانفلات الأمني وعدم الاستقرار الذي دمر اليمن، وجعلها بؤرة للإرهاب والإرهابيين، وذلك كعادة إيران عندما تتدخل في الدول تجعلها دولاً تصدر وتستورد الإرهاب لنشر أهداف الملالي في المنطقة، وهذا ليس بجديد على نظام مبني على تصدير ثورته المزعومة ونشر الإرهاب.
لا يكفي مقال واحد لسرد إرهاب مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، فعلى المجتمع الدولي أن يقف وقفة رجل واحد لمحاربة الحوثي، سواء سياسياً أو عسكرياً، لأن جميع السبل السلمية قد تلاشت بسبب نقض الاتفاقات التي تبرمها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن، ورسم خريطة السلام في الشرق الأوسط
واليوم بسبب الدعم الإيراني لمليشيات الحوثي فإن الضربات العسكرية لم تتوقف على المملكة العربية السعودية، وفي الضربة الأخيرة التي استهدفت مليشيات الحوثي الإيراني مرافق مطار أبها التي راح من جرائها ضحايا أبرياء، يتأكد للعالم أن الحوثي جماعة إرهابية هدفها استمرار هذه الحرب في اليمن من دون مراعاة للقوانين الدولية، ومن دون أدنى وازع يمنعها من ارتكاب جرائم حرب وضرب المطارات وقتل الأنفس، وهم لا يهتمون بمصالح الشعب اليمني الذي أنهكته الحرب وجعلته على أبواب المجاعة والأمراض وتوقف الحياة في بعض المناطق التي يسيطر عليها الحوثي.
إيران تدعم الحوثي لنشر هذا الإرهاب في المنطقة، مستخدمة كل ما يتنافى مع القوانين الدولية وحقوق الإنسان لإشعال الحرب ضد الحكومة الشرعية في اليمن والمملكة العربية السعودية، جندت الأطفال وجعلتهم وقوداً لهذه الحرب، ووضعتهم في الصفوف الأمامية لجعلهم دروعاً لها، وهذا الاستغلال للطفولة للأسف يجري أمام مرأى من العالم والمجتمع الدولي الذي يقف متفرجاً من دون حراك، وهذا الاستغلال المستنكر للطفولة هو من جرائم الحرب ومنافٍ لقوانين حماية الطفولة في الحروب، وقد تم إنقاذ الكثير من الأطفال من طغيان المليشيات الحوثية المدعومة من إيران من قبل جيش التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وجرى توثيق ذلك للعالم وعلى وسائل الإعلام لكي يعرف العالم مدى إرهاب الحوثي واستغلاله للأطفال في الحروب.
وعلى الرغم من التحذيرات الدولية من مخاطر زرع الألغام من قبل المجتمع الدولي، إلا أن الحوثي مستمر في زرع الألغام في المناطق والأرياف التي يسيطر عليها، وهذا يسبب خطراً كبيراً على أرواح اليمنيين وممتلكاتهم، وأيضاً تُزرع هذه الألغام على حدود المملكة العربية السعودية والمياه الإقليمية، وهذا النوع من الإرهاب يزهق الكثير من الأرواح.
لا يكفي مقال واحد لسرد إرهاب مليشيات الحوثي المدعومة من إيران، فعلى المجتمع الدولي أن يقف وقفة رجل واحد لمحاربة الحوثي، سواء سياسياً أو عسكرياً، لأن جميع السبل السلمية قد تلاشت بسبب نقض الاتفاقات التي تبرمها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن، ورسم خريطة السلام في الشرق الأوسط، فالجهود الدولية يجب أن تكون جدية أكثر لمحاربة إرهاب الحوثي الإيراني.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة