أكاذيب "عراف الكهف" الحوثي: "الحرب إلهية والسروال مؤامرة"
قوبلت ادعاءات أطلقها زعيم مليشيا الحوثي في أحدث خطاباته بموجة تهكم واسعة في الأوساط الثقافية والسياسية اليمنية.
واعتبر ساسة يمنيون ومتابعون أن حديث عبدالملك الحوثي يكشف وجه التطرف العقائدي ويغذي الحرب الطائفية.
وهاجم "عراف الكهف" الحوثي ردود الفعل الدولية والقلق حيال النازحين في محافظة مأرب، مكذبا تحذيرات المنظمات والأمم المتحدة بشأن تهديد حربه لحياة النازحين، ووجه أتباعه ضمنيا بمواصلة الهجوم على مأرب باعتبارها مسرح حرب منذ 6 أعوام.
ويميط زعيم المليشيا الانقلابية عبدالملك الحوثي اللثام لأول مرة عن شكل جماعته، بزعم أنها ليست "منظمة أو حزبا" ولكن "مشروع للعالم كله"، واعتبر نفسه أنه يمثل الصلة بالله، في تطرف يكشف خطر التعبئة الحوثية والتي تهدد ثقافة التعايش باليمن والمنطقة.
وعلى مدى اليومين الماضين تواصلت سخرية النشطاء اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما ذهب البعض إلى تعمد زعيم الحوثيين إثارة الرأي العام كجزء من سياسة إلهاء تمارسها المليشيا لإشغال الشارع اليمني بعيدا عن المطالبة بالمرتبات والكهرباء والماء.
أما البعض فذهب إلى أن "عراف الكهف" كما وصفوه سعى لحرف أنظار اليمنيين عن الهزائم الميدانية التي تتوالى في المعارك الميدانية شرقا وجنوبا وغربا.
وكشف الخطاب الحوثي عن حقيقة معتقدات الجماعة المتطرفة المعادية للسلام، والتي أفشلت كل فرص التهدئة، كان آخرها رفضها للمقترح الأمريكي باعتبار أن وقف إطلاق النار بـ"مؤامرة جديدة" لواشنطن.
تحريض وتأجيج للحرب
عقب نحو عقدين من قيادة الإرهابي عبدالملك الحوثي العمليات العسكرية للمليشيا خرج يستذكر بدايات النكبة التي لحقت باليمن مروجا أكاذيب لا تنتهي، أحدها أن حربه كانت تنفيذا لأوامر القرآن.
ففي خطاب مطول مدته 90 دقيقة، قال زعيم المليشيا الحوثية الإرهابية الكثير من الكلام والقليل من الحقيقة في وضع كان يعاني الرجل من حالة صحية سيئة، بدت من صوته المنهك أو السعال الذي تكرر خلال التسجيل المصور والذي يعد بمثابة توجيهات لأتباعه.
وبرر الإرهابي الحوثي التمرد في جبال صعدة ضد الدولة، وإعلان الحرب على الجيش اليمني مرورا بالحروب الست، كا تصفه جماعته، وصولا إلى نكبة الانقلاب والحرب المفتوحة ضد الشعب الفقير أنها تهدف لـ"إنقاذ اليمن والأمة الإسلامية"، حسب قوله.
وأسهب زعيم المليشيا الإرهابية في سرد مخاطر كل ما يأتي من الخارج أو من الغرب بما فيه المساعدات الدوائية "الملقحة بالإيدز والسرطان وفيروس الكبد وكثير من أمراض العصر الفتاكه".
وحاول زعيم المليشيا الحوثية منح أتباعه جرعة معنوية بتكثيف الهجوم على أمريكا وإسرائيل بالوقوف وراء كل ما يحدث في اليمن، وتأكيده على مواصلة الحرب إلى مالا نهاية، مدعيا أنها حرب"أوامر سماوية والنصر فيها محتوم" تزامنا مع هزائم موجعة تتلقاها مليشياته في مأرب وبقية جبهات القتال وغارات التحالف.
وحرض زعيم مليشيا الحوثي بقوة ضد كل المنظمات الحقوقية والمدنية ولفق لها تهمة "إفساد المجتمع وتفكيكه وإفقاده لهويته الإيمانية"، حسب قوله.
في اعتراف صريح، أقر زعيم المليشيا الحوثية بجرائمه بحق اليهود اليمنيين، بادعاء أن تهجيرهم كان لأنهم تحولوا إلى أدوات صهيونية لتنفيذ مخططات واشنطن وتل أبيب.
كما ادعى أن استهداف مليشياته الأقليات الدينية في اليمن يأتي لحماية الإسلام، في تطابق واضح مع تنظيمي القاعدة وداعش والإرهابيين.
وحمل خطاب زعيم المليشيا الحوثية الكثير من المفاهيم والتوجيهات والتوجهات التي تكشف عن تطرف ظلامي يعيشه، جعله نسخة من زعماء تنظيمات الإرهاب كداعش والقاعدة بل يفوقها تطرفا.