دعوات النفير.. تصعيد حوثي لوأد الإعلان المشترك باليمن
رفعت مليشيا الحوثي من وتيرة الحشد والنفير في مسعى منها لوأد التحركات الأممية لطرح "الإعلان المشترك" وإحباط أي محاولة لإنهاء الصراع.
وبدأت مليشيا الحوثي، وبتوجيهات إيرانية، مرحلة جديدة من "التعبئة والنفير" وحملات تجنيد الفقراء المهمشين وأبناء القبائل، وذلك بهدف إطالة أمد الحرب ونسف خارطة المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن جريفيث، الرامية لوقف شامل لإطلاق النار والتمهيد لتسوية سياسية بين أطراف الصراع في اليمن.
دعوات حوثية جاءت عبر محافظي ومشرفي المليشيات في أجزاء من 10 محافظات يمنية خاضعة لسيطرتها، ضمن رهانات إيرانية للتصعيد العسكري ولتخفيف الضغوط تجاه نظامها خاصة بعد انتداب رسمي لـ"حسن إيرلو" أحد ضباطها كحاكم لصنعاء.
وعلمت "العين الإخبارية"، من مصادر أمنية وقبلية يمنية، أن مليشيا الحوثي أوكلت لما يسمى "لجنة التحشيد" وزعماء "التلاحم القبلي" برفع وتيرة التعبئة على نطاق الأرياف والمدن وتجنيد الفقراء والمهمشين وابناء القبائل تحت مزاعم ضمهم رسميا كجنود في كشوفات "وزارة الدفاع" الخاضعة لسيطرة الانقلاب بصنعاء.
وأطلق القيادي الحوثي البارز المدعو، محمد البخيتي، المعين محافظا لذمار من قبل المليشيا حملة للحشد وتعبئة قبائل "الحدا" و"عتمة" ومدينة "ذمار" و"عنس" و"وصاب السافل" و"ضوران آنس" و"جهران"، وذلك بعد نحو أكثر من شهرين من استحداث معسكرات جديدة في هذه المحافظة التي تعد مخزون المتمردين الأكبر للمقاتلين.
كما دعت المليشيا الانقلابية من خلال منابر المساجد ومواقع التواصل الاجتماعي السكان إلى التعبئة والنفير العام للجبهات، لتعويض النزيف الحاد في صفوف مقاتليها، والذي تجاوز 600 قتيل بينهم 155 قياديا خلال شهر نوفمبر الجاري فقط.
وشهدت أيضا محافظات حجة وعمران وإب وصنعاء والحديدة، دعوات مماثلة وجهها قادة عسكريين وأمنيين بالمليشيا ومسؤولي الحشد والتعبئة خلال لقاءات جمعتهم مع زعماء قبلين ومسؤولين واستخدام التهديد والترغيب لإلزامهم المشاركة في حملة التجنيد الأخيرة، طبقا للمصادر.
وفي مديرية بني الحارث بأمانة العاصمة، قالت المصادر، إن القيادي الحوثي، المدعو خالد المداني، وجه تهديدات صريحة لزعماء قبلين ومسؤولين محلين حيال أي قصور في ما يسمى "رفد الجبهات" بالمال والمقاتلين.
أما في أجزاء محافظة تعز الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فوجه محافظ المليشيات المدعو، سليم المغلس، مشرفي المديريات بضرورة إلزام وجهاء وعقال مديريتي "الدمنة" و"التعزية"، وعزلتي "القطن" و"المشر" المشاركة في التحشيد إلى الجبهات بالمجندين والمال والعتاد خلال الأيام المقبلة.
وزعمت قيادات المليشيا الإرهابية المكلفة بحملة التجنيد الجديدة في دعوات على وسائل إعلامها أنها في صدد تنفيذ ما تسميه استراتيجية التحول من الدفاع إلى "المبادأة" والهجوم العسكري.
ويقول خبراء عسكريون إن الدعوات الحوثية المستميتة لاستعطاف القبائل والسكان في مناطق سيطرتها محاولة بائسة لتعويض خسائر ثقيلة في الأسابيع الأخيرة بجبهات مأرب والجوف والساحل الغربي.
كما تكشف تصاعد الغضب الشعبي والقبلي تجاه مخططات المليشيات لانعاش محارق الموت واعداد دفعات جديدة لخدمة أجندة ملالي إيران.
أوامر إيرانية
واعتبرت تقارير يمنية، أن التصعيد الحوثي، محاولة لفتح جبهات جديدة تجاه المحافظات المحررة، لإفشال ترميم بيت الشرعية وفقا لاتفاق الرياض، وتلويح بالقوة العسكرية ضد جهود السلام الدولية.
وشعر سفراء الدول الخميس الكبرى لدى اليمن بخطورة التصعيد الحوثي، وأعلنوا في اجتماع لهم، الخميس، مع وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي، تقديم الدعم الكامل لجهود المبعوث الأممي، بما فيها العودة للنقاشات حول مشروع "الإعلان المشترك"، كما أعربوا عن تطلعهم لتنفيذ اتفاق الرياض والإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة في أقرب وقت ممكن.
واعتبر الخبير اليمني، عصام محمد، دعوات التحشيد التي تطلقها المليشيات الانقلابية باستمرار تزامنا مع اي تحرك لإحلال السلام دليل على أنها أوامر إيرانية وأن القيادات الحوثية تقف خارج سياق القدرة على التعاطي مع منطق السلام.
وقال في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن النداء الحوثي المستمر بالتحشيد الى جبهات الحرب ومحارق الموت هو رد من المليشيا تجاه الدعوات والجهود التي تتحرك لبناء تسوية شاملة وآخرها "الإعلان المشترك" وتماهي للعنف مع اطماع إقليمية على حساب مصلحة اليمن.
ويدرك المجتمع الدولي أن المليشيات تفخخ دوما تحركات السلام بدورة جديدة من العنف، وحسب الخبير اليمني، فأن عدم ردع المجتمع الدولي للتصعيد الحوثي يمنح المليشيا المزيد من مساحة المناورة والإنتقال الى مربعات عسكرية أخرى، وآخرها الاستغلال العسكري لاتفاق ستوكهولم وتعقيده الكبير للأزمة اليمنية.
aXA6IDMuMTQ0LjI0NC4yNDQg جزيرة ام اند امز