تدمير الإرث الحضاري اليمني على طريقة "داعش"
وكيل وزارة الثقافة اليمني يؤكد أن المليشيات الانقلابية تقتل الإرث الحضاري اليمني.
طوال فترة حكمه التي امتدت نحو 3 عقود، عمد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، إلى دفن كل أشكال الفنون والثقافة في بلد عرفها منذ عبق التاريخ، ثم جاءت سيطرة المليشيات الانقلابية على المدن اليمنية وبالاً على الإرث الحضاري والثقافي اليمني، من خلال تحويلهم للمراكز الثقافية والأدبية في البلاد إلى ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة.
في حوار أجرته صحيفة "الوطن" السعودية، مع وكيل وزارة الثقافة اليمني عبدالله باكداده، قال فيه: "لنا أكثر من 100 عام لا نملك مسرحًا يمكن لمبدع أن يقدم فيه إبداعه، ثم أتت الحرب لتكمل وتدمر الكثير من المنشآت الثقافية مثل المكتبة الوطنية في عدن، والمركز الوطني للوثائق في "كريتر" الذي تم إعداده وتجهيزه، ومسرح الجيب الذي حوله بعض المتشددين لمكان عبادة، رغم وجود المساجد، وكذلك مسرح "التواهي" الذي كان شعلة للنشاط، هذه الأحوال والظروف كانت في ظل وجود دولة مركزية، فما بالك ونحن اليوم في هذه الظروف، ولا يمكن أن تجد موقعا للقيام بأنشطة ثقافية، فهذه الأحداث تبعث المثقف والفنان على الإحباط".
وفي حديثه حول أثر ممارسات المليشيات الانقلابية وأتباع المخلوع صالح، أكد "باكداده" أن الأحزاب الدينية عند سيطرتها على موقع تأتي على الشجر والحجر وكل شيء وتحطمه، ومعظم المواقع التي سيطروا عليها ألحقوا الضرر الكبير فيها بعمد، حيث يرفضون بعض الآثار والمكونات التي تخالف توجهاتهم.
وأشار "باكداده" إلى دور الانقلابيين في تهريب وبيع الآثار حيث قال: "إن عملنا في الوقت الراهن مقتصر على التواصل مع البلدان التي تم تهريب هذه الآثار إليها، حيث تم التنسيق مع وزارات أخرى بهذا الشأن، وعدم إتاحة الفرصة لتهريب الآثار، وفي ظل الظروف الراهنة فإنه من الممكن تهريب بعض من تلك الآثار وبيعها أو إخفاؤها، ولكن هذا الموضوع محل اهتمام ومتابعة".
وعن الوثائق والمخطوطات التاريخية القديمة، قال باكاكده: "أسهمت في تأسيس المركز الوطني للوثائق في عدن، ووجدنا أكثر من مليوني وثيقة ومخطوطة يمنية مبعثرة بين مراكز البحوث في أميركا وألمانيا وتركيا وغيرها، وهناك مطالبات للحصول على صور منها، والحقيقة أن الوثائق في ظل وجود دولة لم تجد اهتماما، فما بالك الآن؟".
ويبقى السؤال المطروح حول الطريقة المثلى لمنع الجماعات الإرهابية مثل داعش والحوثي وجماعة صالح من العبث بالإرث الحضاري العربي الذي لا يقدر بثمن.