اقتصاد الصافي الصفري.. مسار عالمي يرسمه الذكاء الاصطناعي
استخدام الذكاء الاصطناعي لمحاربة تغير المناخ
لقد خرج الذكاء الاصطناعي من مختبرات البحوث ومن صفحات روايات الخيال العلمي، ليصبح جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
ليس من المستغرب أن تصبح بعض هذه الحلول ممكنة بفضل الذكاء الاصطناعي، بحسب ما ذكره "جيم بيلينجهام"، الرائد في أنظمة الروبوتات المستقلة والمدير التنفيذي لمعهد جونز هوبكنز، حيث أوضح أن مجموعات البيانات المناخية توجد بصورة هائلة وتستغرق وقتًا طويلاً لجمعها وتحليلها واستخدامها لاتخاذ قرارات مستنيرة، وأضاف أن استخدام الذكاء الاصطناعي -بشكل خاص- في عوامل تغير المناخ التي تتطور باستمرار يساعد على إجراء تنبؤات أكثر استنارة حول التغييرات في البيئة، ومن ثمًّ نشر جهود التخفيف.
الذكاء الاصطناعي: ما هو؟
الجانب المثير للاهتمام في الذكاء الاصطناعي هو أنه ينطبق على العديد من الأشياء، بما في ذلك المهام التي كانت في السابق أنشطة لا يمكن إلا للبشر إنجازها، فهو مصطلح واسع جدًا، يغطي في الأساس أي خوارزمية حسابية بإمكانها أن تؤدي نوعًا من أنواع المهام المعقَّدة.
هذا، ويُعرَّف التعلم الآلي بأنَّه نوع من تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تركِّز بشكل كبير على استخلاص الأفكار من مجموعات البيانات الكبيرة.
استخدامات الذكاء الاصطناعي للتصدي لتغير المناخ
أشار "بيلينجهام" إلى أن تغير المناخ يُعُّد من أصعب المشكلات العلمية التي واجهها الإنسان على الإطلاق، وأنه نظام معقد بشكل هائل مع عدد هائل من المتغيرات. فعندما يتحدث الأفراد عن تغير المناخ، فإنهم يميلون إلى التركيز على الجوانب الفيزيائية للمناخ، مثل كمية ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ودرجات الحرارة، ومستويات هطول الأمطار، وأنماط الرياح. لكن كل هذه الخصائص تتشكل من خلال كوكب حي يتغير باستمرار، إذا تم إزالة الحياة من كوكب الأرض، فسوف تتشكل بيئة مختلفة تمامًا.
ومن هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي في المساعدة في تقليل الكربون الذي يتم إطلاقه في الغلاف الجوي، حيث أن الذكاء الاصطناعي يُغذي السلسلة الكاملة من الأنشطة المتعلقة بالانتقال من الاقتصاد القائم على الكربون إلى الاقتصاد الصافي الذي لا ينبعث منه أي انبعاثات كربونية. فعلى سبيل المثال، تعتمد القدرة على بناء طواحين هواء أكبر وأكبر على وجود مواد خفيفة للغاية وقوية بشكل غير عادي ولكن يمكنها تحمل الظروف الجوية القاسية، وبالتالي فقد تم استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تصميم وإنشاء تلك المواد الخفيفة للغاية.
هذا، ويُعُّد الذكاء الاصطناعي جنبًا إلى جنب مع الاتجاهات الأخرى، مثل كهربة النقل، والتصنيع الإضافي، والتحولات في الزراعة، والشبكات الكهربائية الذكية، قدرة تمكينية قوية لحلول أكثر كفاءة في استخدام الطاقة (وتوفير التكاليف)؛ حيث يُعُّد البدء في توصيل مجموعات البيانات من الأقمار الصناعية والملاحظات بتنبؤات النماذج جزءًا مهمًا جدًا من المشروع الذي يضمن رؤية جميع ما يحدث في البيئة، ومن ثمَّ تقليل عنصر المفاجأة.
- البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي تحت السيطرة.. حلم الطاقة النووية
- ضجيج الذكاء الاصطناعي.. بريطانيا تغرد خارج السرب
الذكاء الاصطناعي مناسب تمامًا لتطبيقات تغير المناخ
يجمع الذكاء الاصطناعي بين التنبؤات بناءً على الاتجاهات والأنماط مع البيانات الشاملة التي تم جمعها. فالنماذج هي جوهر التنبؤ، ولكن للاعتماد على هذه النماذج لاتخاذ القرارات، يجب أن يثق الأفراد في النماذج، التي تعتمد على طرح أسئلة 'ماذا لو'، ومن خلال البيانات التي تم جمعها وتحليلها من قبل النماذج، يوازن صانعو السياسات بين التكاليف والعوائد.
وبالتالي فالذكاء الاصطناعي هو إحدى الأدوات التي توفر رؤى حول مصدر عدم اليقين المتعلق بتغير المناخ.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتغير المناخ
تُركز التطبيقات على كيفية استخدام الأقمار الصناعية التي تدور في الفضاء لإجراء عمليات الرصد وتقييم التغييرات التي تطرأ على الأرض؛ حيث يُمكن أن تساعد الأقمار الصناعية في مراقبة حرائق الغابات وتحديد المصادر المحتملة لثاني أكسيد الكربون الموجودة في البيئة. ومع ذلك، مع زيادة عدد الأقمار الصناعية في المدار، من المهم التأكد من أن الفضاء يمكن أن يحتفظ بأمان ويحافظ على جميع الأقمار الصناعية التي تجمع المعلومات.
تحديات استخدام الذكاء الاصطناعي
تتمثل أحد التحديات في فهم المناخ ولا سيما المحيطات؛ حيث تحوي المحيطات عددًا من الصعوبات، بما في ذلك حقيقة أن نشر وصيانة عدد السفن التي يتم نشرها لمراقبة المحيطات وجمع البيانات المطلوبة أمر مكلف للغاية، واستعاضة عن ذلك، يتم استخدام الروبوتات بشكل متزايد لهذا الغرض.
هذا، وتعتبر المراقبة الإضافية والتنبؤ التي يوفرها الذكاء الاصطناعي للباحثين ذات قيمة، ولكن هناك نفقات يجب أخذها في الاعتبار لتقييم الفوائد الحقيقية من حيث العمل المتعلق بتغير المناخ. أحد الأمثلة هو أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على أجهزة الكمبيوتر، وأن أجهزة الكمبيوتر تحتاج إلى طاقة كهربائية لتعمل، والكهرباء تستخدم موارد غير متجددة. وبالتالي يجب على العلماء والباحثين مراعاة استخدام الكهرباء المتجددة لتشغيل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي عند تقييم مدى فائدة التكنولوجيا في معالجة تغير المناخ.
aXA6IDMuMTM1LjE4OS4yNSA= جزيرة ام اند امز