البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي تحت السيطرة.. حلم الطاقة النووية
تعادل حجم الطاقة المطلوبة لنماذج الذكاء الاصطناعي الفريدة ما يوازي 125 رحلة ذهابًا وإيابًا بين نيويورك وبكين، فكيف نقلص بصمته الكربونية؟
يعتبر البعض أن مستقبل قطاع الطاقة العالمي هو في أيدي الذكاء الاصطناعي، وقد أثبت الذكاء الاصطناعي أنه عنصر أساسي بشكل متزايد في مسارات إزالة الكربون وحل المشكلة الثلاثية في إنتاج الطاقة بأن تكون كافية للتنمية العالمية، ومتوفرة بأسعار مناسبة متاحة للجميع وأن تكون مستدامة بيئيًا.
ووفقا لتقرير نشره موقع أويل برايس فإن حل المشكلة الثلاثية وتحقيق الأهداف المناخية بالضرورة يقتضي تحويل الأنظمة على نطاق غير مسبوق، والذي سيعتمد على نظام حوسبة ذكي وسريع الاستجابة وقادر على التعرف على الأنماط المعقدة للإنتاج والاستهلاك والتنبؤ بها.
الذكاء الاصطناعي
ويلعب الذكاء الاصطناعي دورًا رئيسيًا في التنبؤ بالطاقة المتجددة، والشبكات الذكية، وتنسيق الطلب على الطاقة وتوزيعها، وزيادة كفاءة إنتاج الطاقة، والبحث عن مواد جديدة وتطويرها.
لكن العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والطاقة تسير في اتجاهين.. فلا يقدم الذكاء الاصطناعي فرصًا لقطاع الطاقة فقط؛ لكنه قد يمثل تحديات كبيرة أيضا. أحد هذه التحديات هو الكمية الهائلة من الطاقة التي يحتاجها الذكاء الاصطناعي نفسه للأغراض التشغيلية.
وفي بعض الحالات، تعادل حجم الطاقة المطلوبة لنماذج الذكاء الاصطناعي الفريدة ما يوازي 125 رحلة ذهابًا وإيابًا بين نيويورك وبكين ولذلك يجب أن يكون استخدام الذكاء الاصطناعي في أسواق الطاقة استراتيجيًا لتقليل آثار الطاقة بدلاً من تضخيمها.
الطاقة النووية
ويعتقد سام ألتمان، مؤسس شركة شركة أوبن أيه آي الناشئة -المطورة لبرنامج الذكاء الاصطناعي شات جي بي تي - أن الطاقة النووية يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في إبقاء البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي تحت السيطرة.
وقال ألتمان لصحيفة وول ستريت جورنال إن "أنظمة الذكاء الاصطناعي ستحتاج في المستقبل إلى كميات هائلة من الطاقة ويمكن أن يساعد هذا الانشطار والاندماج في توفيرها".
ويشير ألتمان أيضًا إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون له بعض الآثار الإيجابية على تصميمات النظام النووي أيضًا، مما يخلق نوعًا من العلاقة التكافلية بين الذكاء الاصطناعي والطاقة النووية.
وهذه ليست فكرة جديدة - منذ سنوات وحتى الآن، كان الباحثون ينظرون في الطرق المختلفة التي يمكن من خلالها دمج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في إنتاج الطاقة النووية من أجل قطاع طاقة نووية أكثر كفاءة وأقل تكلفة وأكثر أمانًا.
وتم بالفعل الإعلان عن طرح شركة أوكلو للاكتتاب العام، في عام 2024 وهي شركة ناشئة تدمج الذكاء الاصطناعي في "المفاعلات النووية وتقدر قيمة أوكلو بحوالي 850 مليون دولار، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.
الشركة تقدم مفاعلات مثالية
وتتوقع الشركة أن تكون مفاعلاتها الدقيقة المبتكرة مثالية للتطبيقات العسكرية وكذلك للشركات التي تبحث عن مصادر طاقة بديلة للمساعدة في تحقيق أهدافها في إزالة الكربون.
وقد حصلت أوكلو بالفعل على تمويل بقيمة 50 مليون دولار، و420 ألف دولار في شكل منح من وزارة الطاقة الأمريكية، وتصريحًا لبناء أول مفاعل صغير في مختبر أيداهو الوطني، المركز الرائد في البلاد للأبحاث النووية. ومن المقرر أن يبدأ المشروع التجريبي بحلول عام 2026 أو 2027
وتُعد هذه المفاعلات الدقيقة، ابتكارًا مهمًا في قطاع الطاقة النووية لأنها تعمل على الوقود النووي المستهلك الذي كان لولا ذلك منتج نفايات مشعة.
ويعد ألتمان هو الأحدث في سلسلة طويلة من أصحاب المليارات في مجال التكنولوجيا يستثمرون في الطاقة النووية.
ومن بين أنصار الطاقة النووية البارزين إيلون ماسك وبيل غيتس كما أن الجمهور أيضًا يدعم بشكل متزايد حيث وجد استطلاع أجرته مؤسسة جالوب مؤخرًا أن دعم التكنولوجيا في أعلى مستوياته منذ 10 سنوات.