تغير المناخ يقتل الشعاب المرجانية.. دراسة تكشف تفاصيل صادمة
بعض الشعاب المرجانية أكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ من غيرها. وقد يكون أحد العوامل هو وجود بعض الطحالب التي تعيش داخل المرجان.
يبدو أن قدرة الشعاب المرجانية على التكيف مع التغيرات في بيئتها والبقاء على قيد الحياة، مثل الارتفاع القياسي الأخير في درجات حرارة سطح البحر المرتبط بأزمة المناخ، أكثر تعقيدًا مما كان يعتقده العلماء سابقًا.
ففي دراسة جديدة، توصل الباحثون إلى اكتشافات مفاجئة حول نوع شائع من الشعاب المرجانية في منطقة البحر الكاريبي يمكن أن يساعد في الجهود المبذولة لحماية الشعاب المرجانية من التلف وغيره من الآثار الضارة لتغير المناخ.
- صفر نفايات.. مدينة «كيل» الألمانية تحل لغز المعادلة المفقودة
- كيف يربح العالم «قضية» امتصاص الكربون؟.. «الطبيعة» تجاوب
أفادت الدراسة بأنه"تشهد النظم البيئية العالمية تغيرات هيكلية ووظيفية غير مسبوقة مع استمرار ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي ودرجة الحرارة في عصر الأنثروبوسين". وأوضح الباحثون في نتائج الدراسة أن أحد الأنظمة البيئية المعرضة بشكل خاص لهذه التغييرات هي الشعاب المرجانية، لأن معظم الشعاب المرجانية توجد في المناطق الاستوائية وتعيش بالفعل بالقرب من حدودها الحرارية العليا.
وأضافت الدراسة: "إن زيادة طفيفة في درجة الحرارة، بمقدار درجة مئوية واحدة فقط فوق الحد الأقصى لمتوسط درجة الحرارة الشهرية لمدة 4 أسابيع، أو 4 درجات مئوية لأسابيع التدفئة، يمكن أن تؤدي إلى انهيار العلاقة التكافلية بين الشعاب المرجانية وجهاز التمثيل الضوئي داخل خلايا المرجان. وتعرف هذه الظاهرة عادة باسم "ابيضاض المرجان".
ترأس فريق البحث الأستاذ المساعد للعلوم البيولوجية كارلي كينكل في كلية دورنسيف للآداب والفنون والعلوم التابعة لجامعة جنوب كاليفورنيا. وقالت جامعة "جنوب كاليفورنيا دورسيف": إنه من أجل معرفة ما إذا كانت مجموعات المرجان التي تمكنت من البقاء على قيد الحياة في درجات حرارة أعلى يمكن أن تنقل قدرتها على تحمل الحرارة إلى ذريتها، ركز الفريق على Orbicella faveolata، المرجان النجمي الجبلي.
وقد تفاجأ العلماء عندما اكتشفوا أن نسل المرجان الأقل تحملاً للحرارة كان أفضل حالًا في ظل التعرض لدرجات حرارة عالية من الأنواع التي تنتمي إلى المرجان الذي يتحمل الحرارة.
وتتعارض النتائج مع الاعتقاد السائد بين العلماء بأن نسل الشعاب المرجانية التي تتحمل الحرارة يجب أن تكون متحملة للحرارة أيضًا.
وقال كينكل: "إن نتائج الدراسة لها آثار مهمة على كيفية تفكيرنا في إنقاذ الشعاب المرجانية".
وقد نُشرت الدراسة في مجلة Global Change Biology. حيث توصلت لنتيجة مفادها: يؤدي تبييض المرجان بسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات إلى إضعاف المرجان، مما يجعله أكثر عرضة للأمراض.
ومن أجل معرفة أي الشعاب المرجانية ستكون قادرة على التعامل بسهولة أكبر مع درجات الحرارة المرتفعة، قام فريق البحث بجمع الخلايا التناسلية المرجانية، أو الأمشاج، من اثنين من الشعاب المرجانية في فلوريدا. يقع أحدهما بالقرب من الشاطئ والثاني بعيدًا.
واستخدم الفريق بيئة خاضعة للرقابة لتكاثر الشعاب المرجانية، وتعريض اليرقات لظروف محاكاة للإجهاد الحراري. وبعد قياس مدى بقاء الشعاب المرجانية على قيد الحياة، بالإضافة إلى نشاطها الجيني، فوجئوا عندما اكتشفوا أن يرقات المجموعة المعروفة بأنها أقل تحملاً للحرارة كانت لديها معدلات بقاء أفضل وعلامات أقل للإجهاد الحراري.
ويشير هذا إلى أن قدرة نسل المرجان على التعامل مع درجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تتأثر بعدد من العوامل، بما في ذلك ما إذا كانت الشعاب المرجانية الأصلية قد تعرضت للتبييض من قبل أو واجهت ضغوطًا بيئية أخرى، وكم مرة.
وقال العلماء أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث، حيث أنهم ركزوا على نوع معين من المرجان، في حين أن الأنواع المختلفة يمكن أن يكون لها استجابات مختلفة. تؤثر عوامل أخرى غير درجة الحرارة أيضًا على الشعاب المرجانية في البرية والتي لم تكن موجودة في بيئة المختبر الخاضعة للرقابة.
ويأمل الفريق في التعمق أكثر في كيفية تكيف الشعاب المرجانية ونقل مرونتها إلى النسل، مع الأخذ في الاعتبار كيفية تأثير تاريخها وعلاقاتها مع الحياة البحرية الأخرى، وكذلك صحة الشعاب المرجانية بشكل عام.
وقال كينكل إن الحفاظ على الشعاب المرجانية قد يحتاج إلى نهج أكثر شمولاً. وأضاف أنه "بدلاً من التركيز فقط على تربية المزيد من الشعاب المرجانية التي تتحمل الحرارة، قد نحتاج إلى النظر في عوامل أخرى تؤثر على بقاء الشعاب المرجانية وتدخلات أكثر تنوعًا"، بما في ذلك تنوعها الوراثي، فضلاً عن الضغوطات الخارجية التي تؤثر على نموها.