كيف تستطيع الحكومات التخطيط لمدن المستقبل؟.. الإمارات نموذجا
كان عام 2020 عاما حاسما للمدن والمجتمعات بفعل أثر الوباء على جوهر الحياة الحضرية.
وكان على الحكومات المحلية الاستجابة بسرعة لحماية حياة الناس والبحث في الوقت نفسه عن أفضل الأساليب للتعامل مع الآثار طويلة المدى.
عند تقاطع هذين التحديين يبرز موضوع واحد، وهو أهمية جعل المدن أكثر إنسانية ورعاية شعور قوي بالارتباط، وإلقاء الضوء على ما يجب أن تهتم به المدن أكثر، وهو "الناس".
ونتيجة لجائحة كورونا وما سبقها من تطور رقمي، وفي ظل جهود التحول الأخضر، فإن هناك مجموعة من الاتجاهات التي اتفقت عليها وكالة الطاقة الدولية والمنتدى الاقتصادي العالمي والوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".
- التخطيط الأخضر للمساحات العامة يجري التخطيط للمدن وتصميمها للأشخاص، مع وجود شوارع "خضراء" وممرات جديدة وأماكن عامة كمراكز للحياة الاجتماعية.
- المجتمعات الصحية الذكية: تقوم المدن بتطوير أنظمة بيئية للرعاية الصحية لا تركز فقط على تشخيص المرض وعلاجه، ولكن أيضا على دعم الرفاهية من خلال التدخل المبكر والوقاية، مع الاستفادة من التقنيات الرقمية.
- مدينة 15 دقيقة: يتم تصميم المدن بطريقة تجعل وسائل الراحة ومعظم الخدمات على بعد 15 دقيقة سيرا على الأقدام أو ركوب الدراجات، مما يخلق نهجا جديدا للحي.
- التنقل ذكي ومستدام وكخدمة: تعمل المدن على تقديم تنقل رقمي ونظيف وذكي ومستقل ومتعدد الوسائط، مع المزيد من مساحات المشي وركوب الدراجات، حيث يتم توفير النقل بشكل عام كخدمة.
- الخدمات والتخطيط الشامل: تتطور المدن لتصبح لديها خدمات ونهج شاملة، وتكافح عدم المساواة من خلال توفير الوصول إلى الإسكان والبنية التحتية، والمساواة في الحقوق والمشاركة، فضلاً عن الوظائف والفرص.
- النظام الإيكولوجي للابتكار الرقمي: تجذب المدن المواهب، وتمكّن من الإبداع وتشجع التفكير الإيجابي، وتطور نفسها من خلال نهج نموذج الابتكار ومزيج من العناصر المادية والرقمية.
- الاقتصاد الدائري والإنتاج محليا: تتبنى المدن نماذج دائرية تستند إلى تداول سليم للموارد، وعلى مبادئ المشاركة وإعادة الاستخدام والاستعادة، مع التركيز على الحد من أحجام النفايات البلدية والإنتاج محليا.
- المباني والبنية التحتية الذكية والمستدامة: تهدف المدن إلى تجديد المباني؛ يستفيدون من البيانات لتحسين استهلاك الطاقة واستخدام وإدارة الموارد في المباني والمرافق "النفايات والمياه والطاقة".
- المشاركة الجماعية: تتطور المدن لتكون محورها الإنسان ومصممة من قبل مواطنيها ومن أجلهم، مما يعزز المشاركة الجماعية للنظام البيئي في عملية تعاونية واتباع سياسات الحكومة المفتوحة.
- عمليات المدينة من خلال الذكاء الاصطناعي: تتبنى المدن عمليات مؤتمتة (يتم تنظيمها بواسطة منصة مدينة) وتتبع أساليب التخطيط القائمة على البيانات.
- الوعي بالأمن الإلكتروني والخصوصية: تسعى المدن جاهدة لتعزيز الوعي بأهمية خصوصية البيانات والاستعداد لتأثير الهجمات الإلكترونية لأن البيانات ستكون سلعة مهمة في المدينة.
- المراقبة والسياسات التنبؤية من خلال الذكاء الاصطناعي: تستفيد المدن من الذكاء الاصطناعي (AI) لضمان السلامة والأمن لمواطنيها مع حماية الخصوصية وحقوق الإنسان الأساسية.
الأبرز في كل ما سبق، هو البنية التحتية الخضراء التي تخلق مدينة أكثر ملاءمة للعيش، وبدأت عديد الدول ومنها الإمارات العربية المتحدة في تحويل مدنها إلى ذكية وخضراء وأكثر إنسانية.
وهنا، نجحت تجربة دول الإمارات في أن تقود مدنها بشكل تدريجي أجندة إزالة الكربون، إذ يعد التحول إلى انبعاثات كربونية منخفضة الخطوة الأولى نحو التخفيف من انبعاثات الكربون وتحقيق مرونة النظام البيئي.