خبراء يكشفون لـ"العين" كيف يمكن إخفاء أدلة الكيماوي في دوما
"العين الإخبارية" تحدثت إلى خبراء أمنيين حول إمكانية إخفاء أدلة السلاح الكيماوي في بلدة دوما بغوطة دمشق الشرقية.
تفاوتت آراء خبراء أمنيين، تحدثت إليهم "العين الإخبارية" حول إمكانية إخفاء أدلة السلاح الكيماوي، إذا تم استخدامها بالفعل من قبل النظام السوري في بلدة دوما بغوطة دمشق الشرقية.
إمكانية العبث بأدلة الكيماوي وإخفائها
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية"، قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز الوطني للدراسات الأمنية، وعضو المجلس القومي المصري لمكافحة الإرهاب والتطرف، إنه من الممكن إخفاء بعض أدلة السلاح الكيماوي أو العبث بها بعد استخدامها، مؤكداً أن آثار السلاح الكيماوي، إذا تم استخدامه تظهر في التربة وعلى الزرع والمباني والبشر والهواء.
وأوضح عكاشة أن السلاح الكيماوي يتم عبر عبوة تتلاشى بعد قذفها، لكن المادة الكيماوية تظل اّثارها لأسابيع او شهور أو ربما سنوات.
وتابع الخبير الأمني، أنه في حال استخدم السلاح الكيماوي في دوما من قبل النظام السوري، فإنه يمكن إخفاء أدلته أو طمس آثارها، خصوصاً أن المنطقة أضحت تحت السيطرة الكاملة للرئيس السوري بشار الأسد وقواته.
وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية النظام السوري باستخدام السلاح الكيماوي في غاراته على بلدة دوما يوم 7 أبريل/نيسان الجاري، وهو ما تنفيه سوريا وحلفاؤها.
ويرى محققون أنه يمكن إخفاء بعض أدلة الكيماوي عبر إزالة أحياء سكنية ودفن الأنقاض على عمق مترين على الأقل.
دمشق تسمح بالتفتيش وتعرقل المفتشين
وكان مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار الجعفري، أعلن في 13 أبريل/نيسان الجاري، أن بلاده ستسهل وصول فريق حظر الأسلحة الكيماوية إلى أي نقطة في دوما، لكن واشنطن تصر على أن دمشق تعرقل وصول المحققين.
وبعد 4 أيام من وصول فريق أمني تابع للأمم المتحدة للعاصمة السورية دمشق، للتحقيق في هجوم دوما، لم يبدأ الفريق الأممي عمله الميداني، وتعرض أعضاؤه، الثلاثاء الماضي، لإطلاق نار خلال مهمة استطلاعية، ما دفع الأمم المتحدة لمناقشة الترتيبات الأمنية مع النظام السوري وروسيا، ما يسمح بنشرها وتواجدها في دوما.
وأشار عكاشة لـ"العين الإخبارية"، إلى أن تأثير السلاح الكيماوي وإخفاءه، يتوقف على كمية المادة المستخدمة ونوع المادة الكيماوية وعوامل أخرى يحددها المفتشون الأمميون.
صعوبة إخفاء الأدلة
على صعيد آخر، قال العقيد حاتم صابر، خبير مقاومة الإرهاب الدولي، إنه إذا ثبت استخدام السلاح الكيماوي من قبل النظام السوري، فإنه لا يمكن إخفاء أدلة استخدامه لها.
وتابع صابر، في تصريحات لـ"العين الإخبارية" بالقول أن "الغازات الكيماوية يتم إطلاقها من صواريخ لها منصات أو قذائف هاون، ومن ثمَّ فلن يكون صعباً على فرق التفتيش أن تستطيع من خلال تحليل وكشف تلك المنصات أن تعرف بقذف الكيماوي".
وأوضح أن الغازات الكيماوية "تترك آثارها بعد استخدامها على الماء والهواء والمباني والبشر، ومن ثم من المستحيل إخفاء الأدلة، فإذا أمكن إخفاؤها في المباني كيف يتم إخفاؤها في البشر!".
من أين يأتي الكيماوي إلى سوريا؟
وتتزايد التساؤلات حول مصدر السلاح الكيماوي في سوريا، بعد تأكد الدول الغربية على رأسها الولايات المتحدة من تدمير الترسانة الكيماوية السورية بموجب اتفاق عام 2013.
ومن ذلك المنظور، يقول العميد خالد عكاشة إن هناك 3 احتمالات؛ الأول؛ إن النظام السوري خبأ بعض من مخزونه الكيماوي، والثاني: إعادة تصنيع الكيماوي من جديد، فيما يدور الاحتمال الثالث، وفقاً لعكاشة، حول تهريب الكيماوي إلى سوريا، سواء من روسيا أو إيران أو الدول الداعمة لهم.
واستهدفت كل من واشنطن وباريس ولندن عدداً من القواعد والمقرات العسكرية في دمشق ومحيطها، صباح السبت 14 أبريل/نيسان الجاري، رداً على هجوم دوما الكيماوي.