كيف ظهر المدرب في كرة القدم؟
يعد المدير الفني عنصرا أساسيا في فريق كرة القدم وفي الكثير من الأحيان يكون صاحب الفضل في النجاحات أو السبب الرئيسي وراء الهزائم.
دور المدرب أو المدير الفني، مثل باقي عناصر كرة القدم، مر بالعديد من مراحل التطور والتغيير، حتى إنه في بداية ظهور اللعبة لم يكن موجودا من الأساس.
شكل بدائي للمدرب
كرة القدم كما نعرفها ظهرت في بريطانيا في بدايات القرن الـ19، أي قبل 200 عام تقريبا من الآن، ولم تكن للمدرب أهمية في ذلك الوقت، حيث كان العنصر الأهم هو اللاعبون.
بعد عدة عقود من ظهور اللعبة ظهرت وظيفة المدرب في عدة أندية بريطانية، وكان يتمثل في الشخص الذي يعمل على رفع اللياقة البدنية خاصة في بداية الموسم، وكان يقتصر دوره على تحديد ومتابعة التدريبات مثل الركض والجري والمشي السريع.
في عام 1874 تولى جورج رامسي مهمة مدرب أستون فيلا، وبدأ يعمل على تدريب اللاعبين على بعض الجمل التكتيكية البدائية، مثل طرق اللعب التي كانت شائعة في اسكتلندا، ومن بينهما الاعتماد على التمريرات، في الوقت الذي اعتمدت فيه أندية إنجلترا على المراوغة.
المدرب اللاعب
جاك هانتر، لاعب منتخب إنجلترا السابق، انضم إلى نادي بلاكبيرن أولمبيك كمدرب ولاعب في نفس الوقت، في عام 1882، وكان هذا هو الظهور الأول للمدير الفني كما نعرفه حاليا.
السبب في الاعتماد على هانتر في هذا الدور كان تغير شكل كرة القدم وإقرار قواعد جديدة منظمة للعبة، من بينها قوانين التسلل التي أثرت على شكل خطط وطرق اللعب.
هانتر ابتكر أساليب جديدة في ذلك الوقت، من بينها إقامة ما يشبه المعسكرات للفريق والتدريب على خطط وجمل تكتيكية محددة، وكان ذلك قبل مواجهة أولد إيتونيانس بنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، والتي حسمها بلاكبيرن أولمبيك لصالحه في النهاية.
هانتر استحدث طريقة لعب جديدة ما زالت مستخدمة حتى الآن، وهي 3-5-2، وذلك بدلا من خطة 2-2-6 التي كانت شائعة بين أندية إنجلترا في ذلك الوقت.
بعد ذلك جاء بيلي جورمان، بطل العدو السابق، الذي تولى تدريب أستون فيلا عام 1886، واتبع نفس أسلوب هانتر وقام بتطويره، واستحدث برامج تدريبية أكثر شمولا ونجاحا، حيث كانت تتطرق لعدة جوانب في أسلوب حياة اللاعبين.
فريدريك وول، الرئيس الأسبق للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، قال في كتابه "50 عاما من كرة القدم"، إن المدربين البريطانيين نقلوا اللعبة إلى بقية العالم، ومن هنا انتشرت فكرة المدير الفني بمفهومه الحالي.
الجدير بالذكر أنه عند اندلاع الحرب العالمية الأولى كان العديد من لاعبي كرة القدم المحترفين السابقين يقومون بالتدريب في ألمانيا وباقي دول أوروبا.
وفي السنوات الأولى من القرن الـ20، شاعت بين الأندية والمنتخبات فكرة الاعتماد على مدير فني يتولى إدارة تدريبات والنواحي الفنية للفريق، وبالوصول للأربعينات من القرن الماضي أصبح المنصب ضروريا ولا غنى عنه في أي فريق.
aXA6IDE4LjExNi40MC4xNTEg جزيرة ام اند امز