كيف يؤثر تزايد أعداد السكان على الاستدامة؟
في عام 1900، كان يسكن الأرض 2 مليار نسمة، وبعد 122 عاما، تحديدًا في عام 2022، تزايدت أعداد السكان إلى أن وصلت إلى 8 مليارات نسمة، ومن المتوقع أن يزداد النمو في الفترة المقبلة.
ربما تكون الزيادة في أعداد البشر على سطح الأرض تعني المزيد من العقول والأيدي العاملة والعمل من أجل إعمار الأرض وتطوير حياتنا.
لكن في نفس الوقت، يُمثل النمو السكاني تحديًا كبيرًا أمام الاستدامة. قبل الانتقال إلى الآثار السلبية للنمو السكاني، لننظر قليلًا إلى إيجابيات الاستدامة.
إيجابيات النمو السكاني
- القوى العاملة: كما ذكرنا، المزيد من السكان، يعني زيادة القوى العاملة، ما يسرع عملية النهوض بالاقتصاد، وهذا يعزز التنمية المستدامة.
- التنوع الكبير: تزايد أعداد السكان، يعني انتشار أوسع للبشر من الأصول العرقية والثقافية المختلفة، ما يعزز التنوع والاختلاف الذي يقود في النهاية إلى خلق الإبداع والارتقاء بالمجتمعات.
- الابتكار: زيادة في أعداد السكان، يعني زيادة في الاحتياجات، ما يعزز الحاجة إلى الابتكار من أجل سد احتياجات السكان، الذي بدوره يساهم في النمو الاقتصادي.
- تعزيز التعاون: يؤدي النمو السكاني إلى التعاون والتنسيق بين الأفراد، ما يُحسن القرارات المتعلقة بإدارة الموارد وحماية البيئة.
كيف يؤثر النمو السكاني على الاستدامة؟
كما أنّ للنمو السكاني إيجابيات؛ فهناك أيضًا الكثير من النقاط التي يجب أخذها بعين الاعتبار، لعل أبرزها:
التغير المناخي
باتت التغيرات المناخية حديث المدينة والعالم بأسره، وارتفعت أصوات الناشطين البيئيين بصورة غير مسبوقة؛ بسبب تفاقم ظاهرة الاحترار العالمي، التي أثرت على حياة البشر بصورة ملحوظة عن السابق.
ومع زيادة أعداد السكان، تزداد حاجة البشر إلى استهلاك الموارد، يمكن أن تكون تلك الموارد تخص الأمن الغذائي من زراعة وتربية ماشية أو القطاع الصناعي وغيرهم، كل تلك القطاعات تؤدي إلى زيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، ما يساهم في تغير المناخ.
فقدان التنوع البيولوجي
ورد في تقرير صادر عن «الصندوق العالمي للطبيعة» (WWF) عام 2020، أننا فقدنا خلال 68% من أعداد الطيور والأسماك والزواحف والبرمائيات والثدييات منذ عام 1970.
كان هذا بسبب تدمير الموائل الطبيعية لإفساح المجال أمام مباني الإنسان، ما يعود بالسلب على الحياة البرية.
استنزاف الموارد
مع زيادة أعداد السكان، تزداد حاجة البشر إلى الموارد الطبيعية من الغذاء والماء والطاقة للبقاء على قيد الحياة، وفي كثير من الأوقات، لا يستخدم البشر الموارد بصورة مستدامة.
اضطرابات الحياة الاجتماعية
الهدف الأول في أهداف التنمية المستدامة الـ17 التي وضعتها الأمم المتحدة، هو القضاء على الفقر، لذلك زيادة أعداد السكان التي من الصعب التحكم فيها، قد يؤدي إلى تفاقم الفقر وانعدام الأمن الغذائي، وهو ما يتعارض مع أهداف التنمية المستدامة.
تدهور البيئة
لا يُدرك كثير من البشر أهمية إدارة النفايات والمخلفات بفعّالية، لذلك ينتشر التلوث في كثير من المناطق حول العالم، وبالطبع تتدهور تلك البيئات، ما يؤدي إلى تآكل التربة وتلوث المياه، وبالتالي التدهور البيئي.
رعاية صحية ضعيفة
تُعد الرعاية الصحية هدفًا رئيسيًا من أهداف التنمية المستدامة الـ17، ومع زيادة أعداد السكان، تضعف الرعاية الصحية.
أعداد سكان العالم في زيادة مستمرة. لذلك فهناك العديد من التحديات للتوفيق بين الزيادة السكانية وأهداف التنمية المستدامة.