عمليات الرهائن.. كيف تجمع إسرائيل المعلومات الاستخباراتية في غزة؟
أثار انتشال إسرائيل جثث 6 رهائن في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، تساؤلات حول كيفية جمع إسرائيل معلومات استخباراتية عن الرهائن.
عملية استعادة جثث الرهائن الستة نفذت جزئياً بفضل المعلومات الاستخباراتية التي جمعتها وكالة الأمن الداخلي الإسرائيلية، المعروفة باسم "الشاباك".
وقال الجيش الإسرائيلي إن فرق المهندسين العسكريين الإسرائيليين أمضت ساعات من الحفر خلال الليل داخل نفق بطول 650 قدماً في خان يونس للعثور على جثث رهائن إسرائيليين اختطفتهم حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وجاء استخراج الجثث بعد كشف فلسطيني معتقل لدى القوات الإسرائيلية الشهر الماضي عن معلومات موقع الجثث ليصل مجمل جثث الرهائن التي تم استعادتها 30 جثة.
لكن عمليات إنقاذ الرهائن الأحياء تظل نادرة للغاية، لأنها تتطلب معلومات استخباراتية أكثر تفصيلاً، وهناك الكثير مما يمكن أن يحدث خطأ، وفق صحيفة وول ستريت جورنال.
عقب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول عززت إسرائيل بمساعدة أمريكية قدراتها في استخبارات الإشارات، وهي الاستخبارات التي يتم جمعها من خلال تتبع ومراقبة وتحليل الإشارات والاتصالات الإلكترونية مثل المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والبيانات الرقمية الأخرى.
كما كانت المعلومات الاستخباراتية البشرية المستخلصة من الفلسطينيين المعتقلين من داخل غزة وآخرين يقدمون المعلومات للقوات الإسرائيلية عاملاً رئيسياً.
وبحسب الصحيفة قامت كارين ناحون، خبيرة المعلومات الإسرائيلية من جامعة رايشمان في وسط إسرائيل، بتأسيس فريق من المتطوعين الإسرائيليين، الذين قاموا بمسح مواقع التواصل الاجتماعي، وتطوير الخوارزميات لتحليل 200 ألف مقطع فيديو لتحديد الأشخاص المفقودين، ثم شارك الفريق نتائجه مع المسؤولين الاستخباراتيين.
كما أنشأ الجيش وحدة استخبارات خاصة برئاسة الجنرال نيتسان ألون، الذي يعد أحد المفاوضين الإسرائيليين في محادثات وقف إطلاق النار، لجمع وتحليل المعلومات حول أماكن الرهائن، ولتزويد العائلات بأدلة على حياتهم.
وساعدت هذه الوحدة في تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الوكالات الأمنية المختلفة.
مساعدات استخبارية أمريكية
كما تلقت إسرائيل الدعم من الولايات المتحدة، التي زادت من اعتراض مكالمات الهواتف في غزة في الأيام التي تلت الحرب، وفقاً لما قاله ضابط استخبارات أمريكي متقاعد حديثاً، الأمر الذي ساعد إسرائيل في تحديد مكان احتجاز الرهائن.
وقال زيف، الجنرال السابق، إن الجهود الاستخباراتية الإسرائيلية تحسنت لأن العملية البرية في غزة جلبت معلومات من الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والوثائق التي عُثر عليها داخل القطاع، كما سمح الغزو لإسرائيل بالحصول على معلومات من سكان غزة الذين يقدمون معلومات استخباراتية لإسرائيل أو من خلال استجواب السجناء.
وتزايدت الاتهامات لإسرائيل خلال الأشهر الماضية بـ"إساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين"، الذين تستخدمهم تل أبيب للحصول على معلومات استخباراتية، ما أدى إلى احتجاج منظمات حقوق الإنسان الدولية، بأن الظروف في السجون الإسرائيلية "تصل إلى حد الانتهاكات"، بحسب "وول ستريت جورنال".
لكن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين يقولون إن الاستخبارات البشرية ضرورية لتنفيذ عمليات الإنقاذ لأنها "توفر معلومات دقيقة جداً".
كما وسعت إسرائيل من استخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدتها في معالجة وتحليل كميات كبيرة من المعلومات البصرية والإشارية والبشرية القادمة من غزة، لأنها لا تستطيع معالجة كل ذلك يدوياً، وفقاً لأشخاص مطلعين.
وعلى الرغم من التحسن فلا تزال جهود جمع المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية تواجه تحديات، فحماس حريصة على استخدام أساليب في التواصل تتفادى من خلالها عملية رصد الاستخبارات الإشارية.
عبر الرسائل فقط
وقد قطع السنوار التواصل مع قيادة "حماس" بسبب انعدام الثقة، واعتقاده بوجود جاسوس في الصفوف بعد اغتيال مروان عيسى نائب قائد الجناح العسكري لـ"حماس" في مارس/آذار الماضي، بحسب "وول ستريت جورنال".
وتتمثل عقبة أخرى أمام إسرائيل في عمليات تحرير الرهائن، أنهم منتشرون في أرجاء قطاع غزة، ويتم نقلهم بين أماكن مختلفة بشكل متكرر لجعل مهمة العثور عليهم أكثر صعوبة.
وقالت الرهينة المحررة أفيفا سيجل لـ"وول ستريت جورنال" إنها كانت محتجزة في 13 موقعاً مختلفاً، سواء فوق الأرض أو تحتها خلال 51 يوما قضتها في غزة.
تشكل عملية إنقاذ الرهائن الأحياء تحدياً كبيراً، إلا أن عملية العثور على جثث الرهائن ليست بالمهمة اليسيرة، إذ يتم إخفاؤها في أماكن تزيد من صعوبة المهمة.
وحتى عندما تمتلك إسرائيل جميع المعلومات الاستخباراتية اللازمة فإنها لا تختار دائماً تنفيذ مهمة إنقاذ، إذ كانت عملية إنقاذ الرهائن في رفح في فبراير/شباط الماضي جاهزة لفترة طويلة قبل تنفيذها، ولكن تم تأخيرها على أمل أن يتم التوصل إلى صفقة إطلاق سراح الرهائن.
وكان المسؤولون الإسرائيليون يتساءلون عما إذا كان يجب عليهم المخاطرة بحياة اثنين من الرهائن المسنين في عملية إنقاذ عسكرية، مقابل إطلاق سراحهم بشكل أكثر أماناً من خلال صفقة وقف إطلاق النار.
وقال مسؤول استخبارات إسرائيلي سابق "معظم الرهائن لن يعودوا دون صفقة، نحتاج إلى مستوى عميق جداً من الاستخبارات لدرجة أن إجراء جميع هذه العمليات يكون شبه مستحيل، لا يمكنك معرفة تفاصيل مكان الرهينة أو مكان الحراس أو مكان النافذة".
aXA6IDMuMTQ3LjUzLjkwIA==
جزيرة ام اند امز