تقنيات مبتكرة لعزل الكربون.. ماذا تعرف عن تعزيز الانبعاثات السلبية؟
في عام 2015، اجتمعت الدول الأطراف في اتفاقية المناخ بالعاصمة الفرنسية، وبعد مفاوضات استمرت لأيام، خرجت "اتفاقية باريس"، التي تُعد واحدة من أبرز الاتفاقيات التي ألزمت الموقعين عليها بخفض انبعاثاتهم الكربونية.
وتضمنت الاتفاقية خفض 45% من انبعاثات الغازات الدفيئة بحلول عام 2030، والوصول إلى صافي صفر انبعاثات بحلول عام 2050، ودخلت حيز التنفيذ في عام 2016.
ومع ذلك، وفي ظل اقتراب تعداد سكان العالم إلى 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، وارتفاع احتياجاتهم الغذائية، من المتوقع أنّ تزداد الانبعاثات الكربونية ما لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة.
لذلك ذهبت مجموعة بحثية إلى البحث في أفضل الطرق الممكنة لتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة، خاصة تلك الناتجة عن النظام الغذائي العالمي، وتوصلت إلى تقنيات "تعزيز الانبعاثات السلبية".
توليد الانبعاثات السلبية
النظام الغذائي العالمي من ضمن الأنظمة الأبرز في الانبعاثات العالمية، وهو مسؤول عن ثُلث انبعاثات الغازات الدفيئة؛ إذ يُولد ما بين 21 و37% من الانبعاثات العالمية سنويًا، وإذا استمر الوضع كما هو عليه، بدون أي تدخل؛ فمن المرجح أن تزداد انبعاثات الغازات الدفيئة بين 50 و80% بحلول 2050.
وذهب الباحثون إلى تعزيز "توليد الانبعاثات السلبية"، بما يعني أنّ كمية غاز ثاني أكسيد الكربون المعزولة من الغلاف الجوي، تكون أكبر من الكميات المنبعثة.
وخلصت المجموعة البحثية إلى أنّ التحوّل الكامل للنظام الغذائي، قد يساعد في إزالة ما يعادل 33 غيغاطن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وذلك عبر تعزيز استخدام التكنولوجيا الجديدة واتباع البشر لنظام غذائي مرن.
ونُشرت الدراسة في دورية «بلوس كلايمت» (PLOS Climate) في 6 سبتمبر/أيلول 2023.
تقنيات فعّالة
ونظر الباحثون في عدد من التقنيات والأساليب المطروحة؛ لتوليد انبعاثات سلبية، وحللوا مدى فعالياتها. من ضمنها:
تدعيم التربة
وجد الباحثون أنّ تعزيز بنية التربة، ومساعدتها على الاحتفاظ بالمياه، وتوفير المغذيات لها، وإمدادها بالفحم الحيوي والسماد، هي الطريقة الأكثر فاعلية في مواجهة التغيرات المناخية، وتبعاتها من الجفاف والفيضانات والظواهر الطقسية المتطرفة؛ فاستخدام الفحم الحيوي وحده في الأراضي الزراعية، قد يقلل من انبعاثات أكسيد النيتروز بمقدار 2.3 مليار طن سنويًا.
التجوية المعززة
وهي عملية يتم من خلالها نشر بعض المواد الصخرية المطحونة مثل صخور السليكات على الأسطح، ما يساعد في تسريع التفاعلات الكيميائية بين الماء والهواء والصخور.
وعند تطبيقها على التربة كل 5 سنوات مثلًا؛ فهذا يُسرع تكوين الكربون.
وتستهلك هذه العملية غاز ثاني أكسيد الكربون، ما يساعد في عزل مليارات الأطنان من الكربون سنويًا.
تعديل العلف
تدخل الماشية في النظام الغذائي العالمي؛ إذ يحتاج جسم الإنسان إلى البروتين الحيواني، لكن تكمن المشكلة في انبعاثات الميثان الصادرة عن الماشية، ويرى الباحثون أنه مع إضافة بعض المواد إلى علف الماشية، قد تقلل انبعاثات الميثان بمقدار 1.7 مليار طن.
أعشاب بحرية
واحدة من الاستراتيجيات المطروحة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، هي زراعة أعشاب بحرية على سطح المحيط، ثم دفنها في الأعماق؛ ويُقدر مؤلفو الدراسة أنّ هذا يمكنه إزالة ما يقرب من 10.7 مليار طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا.
الحراجة
انطلقت العديد من المبادرات لزراعة الأشجار، باعتبارها أحد العناصر الرئيسية لامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو وتخزينه في التربة.
نظر الباحثون في هذا أيضًا، ووجدوا أنّ زراعة الأشجار في الأراضي الزراعية غير المستخدمة، من شأنه احتجاز ما يقرب من 10.3 مليار طن من الكربون سنويًا.
يرى الباحثون أننا يمكننا استخدام النظام الغذائي العالمي في توليد انبعاثات سلبية كبيرة من الغازات الدفيئة، والوصول إلى هدف صافي الصفر العالمي بحلول 2050، فقط إذا طبقت الدول الأطراف هذه الحلول بجدية.
aXA6IDE4LjE4OC4xNDAuMjMyIA== جزيرة ام اند امز