منظومة النقل في دبي.. اتجاه نحو المستقبل بأعلى المعايير العالمية

"العين الإخبارية" تلقي الضوء في التقرير التالي على أهم مظاهر هذا النجاح في قطاع النقل في دبي.

لم تتبوأ دبي صدارة المدن العالمية من فراغ، لكن عوامل عدة ساهمت في تحقيقها هذه الريادة، بدءا بالرؤية الثاقبة والتخطيط والمتابعة والجهد المستمر، وهو ما أنتج بيئة جاذبة للاستثمارات وبنية تحتية ذات معايير عالمية، إذ بلغت استثمارات الحكومة في تشييد بنيتها التحتية للطرق والنقل في دبي وحدها قرابة 100 مليار درهم، حتى حصلت على المركز الأول عالميا في جودة الطرق لأربعة أعوام متتالية 2014 حتى 2017، وهو ما ساهم في توفير نحو 125 مليار درهم في تكاليف الوقود والوقت، حسب ما أكد مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات.

كل ذلك وأكثر جعل منها وجهة تتجه نحو المستقبل في قطاع النقل والمواصلات بمختلف أنواعه بخطى ثابتة برا وبحرا وجوا،

 "العين الإخبارية" تلقي الضوء في التقرير التالي على أهم مظاهر هذا النجاح في قطاع النقل، خاصة بعد افتتاح أول محطة عائمة ذكية للنقل البحري، إضافة إلى إطلاق مشروع وحدات النقل المُعلقة في سماء دبي على مسافة 15 كيلومترا.

دبي عاصمة الطيران العالمية

"أن تصبح دبي عاصمة الطيران العالمية بما يساهم في رخائها وتحقيق مزيد من النمو"، تلك هي الرؤية التي تعمل من خلالها هيئة دبي للطيران المدني، التي أخذت على عاتقها تطوير صناعة قطاع النقل الجوي في الإمارة.

وقد شهد هذا القطاع ازدهارا ضخما خلال السنوات القليلة الماضية، فوفق أحدث التقارير يساهم بنسبة 28% من الناتج المحلي الإجمالي في دبي، حيث تنطلق أكثر من 300 رحلة جوية يومية إلى مختلف المدن حول العالم، ويعمل هذا القطاع حسب رؤية ممنهجة لتوسيع المطارات وزيادة قدرتها الاستيعابية، وما زال هناك توجه لتوسيع شبكة الوجهات.

تطوير شبكة انتشار النقل الجماعي

تعزز هيئة الطرق والمواصلات في دبي شبكة انتشارها داخل الإمارة، بهدف تحقيق سعادة وراحة لرواد المواصلات العامة، بما يسهل عليهم تخطيط رحلتهم والوصول إلى أي منطقة فيها، من خلال التكامل مع باقي أنواع المواصلات الأخرى مثل مترو دبي والترام، إلى جانب تعزيز الربط مع باقي الإمارات والمدن.

ومن هنا تطلق الهيئة خطوطا جديدة بشكل مستمر داخل وخارج الدولة، كان آخرها افتتاح 9 خطوط في شهر أبريل/نيسان الماضي، لتقليص المسافات في المناطق الحيوية خصوصا في ساعات الذروة، من بينها خطوط منطقة الراشدية والورسان والنهدة.

وعلى المستوى الخارجي، إطلاق خط "دبي عُمان الدولي" الجديد الذي تم تدشينه ضمن اتفاقية النقل الجماعي الموقعة بين كل من هيئة الطرق والمواصلات بدبي ومواصلات عمان في مجال النقل البري، لتسهيل تنقل الركاب ما بين الإمارات وسلطنة عمان.

مترو دبي عالم آخر

هو ليس مجرد وسيلة مواصلات تنقلك من منطقة إلى أخرى، وتتاغم فيها سبل الراحة والرفاهية مع التقنيات الحديثة فحسب، بل عالم مميز داخل دبي تستطيع منه أن تراها بشكل مختلف، وأن تستمتع بالمعالم المتنوعة من شرقها بغربها ببضعة دراهم.

ويعد مترو دبي أحد أبرز مشاريع هيئة الطرق والمواصلات التي ساهمت في تخفيف الزحام وخفض الملوثات البيئية مع تحقيق مردود اقتصادي كبير، فطبقا لدراسة أجرتها هيئة الطرق مع جامعة ريدنغ البريطانية حقق المترو 66 مليار درهم تراكميا في 7 سنوات.

وتعمل هيئة الطرق حاليا على استكمال الخط الجديد للمترو، الذي سيتم افتتاحه مع معرض إكسبو 2020، ويعمل وفق أعلى معايير العالمية، ابتداء من استخدام نظم الإضاءة الحديثة الموفرة للطاقة، وتصميمات داخل القطارات تساهم في زيادة القدرة الاستيعابية مع تحقيق الراحة للركاب، وصولا إلى بتطوير نظم التحكم في القطارات.

خدمات ذكية وتفعيل للذكاء الاصطناعي

على صعيد الخدمات الذكية تعد الإمارات بشكل عام ودبي على وجه الخصوص على قائمة أوائل المدن الذكية عالميا لتفعيلها الذكاء الاصناعي في مختلف خدماتها، حتى أصبحت أحدث التقنيات جزءا أصيلا من الحياة اليومية، وقد استخدمت هيئة الطرق والمواصلات في دبي أحدث وسائل تقنية في خدماتها.

كان أحدث هذه النماذج في الفترة الأخيرة ابتكار "روبوت عامل نظافة"، بهدف توفير خدمات نظافة ذات جودة عالية في محطات مترو دبي، إذ يعمل من خلال تقنيات البرمجة على تنظيف الأرضيات والطوابق المتعددة، وفق أعلى المعايير العالمية من حيث التعقيم، إضافة إلى ترشيد استهلاك المياه بشكل أكبر عن التنظيف التقليدي دون الحاجة إلى تدخل بشري.

وفي السياق ذاته تستخدم دبي نظما جديدة لتحديد المواقع داخل الإمارة من خلال خريطة إلكترونية تفاعلية، عبر تطبيق "مكاني" الذي أطلقته بلدية دبي يستخدم أرقاما لتحديد المواقع.

النقل البحري

تتنوع وسائل النقل البحري في إمارة دبي ما بين التاكسي المائي، والباص المائي، والعبارات، إلى جانب البواخر السياحية، إذ يعد هذا القطاع الأبرز والأهم من حيث دمج الابتكار مع مفاهيم الأمان والرفاهية.

المحطة العائمة الذكية للنقل البحري في دبي فستيفال سيتي كانت الأحدث مؤخرا، وهي أول محطة عائمة في الدولة، تستوعب 25 راكباً لتتكامل مع وسائل النقل الجماعي في الإمارة، وذلك بربط خدمة وسائل النقل البحري من خط الجداف - دبي فستيفال سيتي، مع خدمة حافلات المواصلات العامة، ومحطة الخور لمترو دبي.

تطبيقات ذكية لتأجير الدراجات

حتى محبو ركوب الدراجات الهوائية سيجدون خيارات متنوعة توفرها لهم دبي بطرق مبتكرة كالعادة، من خلال تطبيق ذكي تتيحه شركة "كريم" العالمية، بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي، حيث ستعمل هذه الخدمة من خلال تشغيل 3500 في 350 محطة منتشرة في مختلف أرجاء الإمارة.

ومن المقرر أن تعمل الدراجات من خلال تشغيل رفوف تعمل بالطاقة الشمسية مُوصلة بشبكة لاسلكية، ويمكن للعملاء استئجارها عبر التطبيق مباشرة.

وعلى الجانب الآخر، صُممت شوارع دبي بشكل يسهل السير لمحبي ركوب الدراجات، من خلال تخصيص مسارات ومضامير آمنة لهم.

موانئ دبي ومفاهيم مبتكرة لنقل البضائع

موقع دبي الاستراتيجي على مفترق طرق التجارة العالمية، جعل منها وجهة أساسية رائدة لعبور البضائع والمسافرين على حد سواء، تقدم خدمات ملاحية ذات جودة عالية، مع توسعات مستمرة لتزيد من الطاقة الاستيعابية يوما بعد يوم.

بجانب ذلك تتيح موانئ دبي خدماتها بأحدث الوسائل التكنولوجية، ومن بين الابتكارات المُخطط لها تستعد الموانئ لمعرض إكسبو 2020 بمشروع لتخزين الحاويات رقميا، وهو تعاون مع شركة "إس إم إس"، يهدف إلى مناولة اللفائف المعدنية التي يصل وزنها إلى 50 طنا ضمن وحدات تخزين يبلغ ارتفاعها 50 مترا.