معركة هواوي.. لندن تنتصر لترامب وتضحي بالشركات البريطانية
بريطانيا ستحظر مشاركة هواوي في شبكة الجيل الخامس في بريطانيا من خلال إصدار تعليمات لشركات الاتصالات بسحب معداتها بحلول عام 2027.
رغم اعتراف عدد من الشركات البريطانية بعدم قدرتها على الاستغناء عن خدمات هواوي، فجرت الحكومة في لندن مفاجأة وقررت حظر مشاركة الشركة الصينية في شبكة الجيل الخامس.
وفي تصعيد للسجال الدائر منذ عدة أشهر، ألزمت بريطانيا، اليوم الثلاثاء، شركات الهواتف المحمولة بعدم شراء شبكات الجيل الخامس الخاصة بشركة هواوي الصينية بعد 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
الخطوة التي اتخذتها الحكومة البريطانية، ستكبد الشركات خسائر ضخمة، وقدرت "فودافون" البريطانية حجم خسائر إزالة المعدات التي صنعتها هواوي بنحو 10 مليارات دولار.
لكن خبراء يرون أن القرار البريطاني هو سياسي بالدرجة الأولى قبل أن يكون اقتصاديا، وأن بريطانيا انصاعت لتحذيرات ترامب ومخاوفه من الشركة الصينية، وتجاهلت مصلحة شركاتها.
ويخوض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معركة شرسة ضد شركة هواوي التي يعتبرها تمثل خطرا على الأمن القومي الأمريكي لارتباطها بالحكومة الصينية.
وفي منتصف مايو/أيار الماضي، مدد ترامب لمدة عام آخر الأمر التنفيذي الذي وُقِّع في شهر مايو/أيار 2019، وبه مُنعت الشركات الأمريكية من التعامل مع شركة هواوي الصينية.
وقال وزير الإعلام البريطاني أوليفر دودن اليوم الثلاثاء إن حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون ستحظر مشاركة هواوي في شبكة الجيل الخامس في بريطانيا من خلال إصدار تعليمات لشركات الاتصالات بسحب معداتها بحلول عام 2027.
ولن يكون بمقدور الشركات المشغلة شراء مكونات الجيل الخامس من هواوي اعتبارا من نهاية العام، وأُبلغت بالتخلص من أي معدات من إنتاج شركة الاتصالات الصينية العملاقة في شبكة الجيل الخامس بحلول عام 2027.
وقال دودن لمجلس العموم بعد اجتماع لمجس الأمن القومي البريطاني ترأسه جونسون "مركز الأمن القومي السيبراني أبلغ الوزراء الآن بأنه عدل بشكل كبير تقييمه الأمني لمشاركة هواوي في شبكة الجيل الخامس في المملكة المتحدة".
وأضاف "هذا لم يكن قرارا سهلا، ولكنه سليم بالنسبة لشبكات الاتصالات البريطانية، وبالنسبة لأمننا القومي واقتصادنا، الآن وعلى المدى الطويل على السواء".
اعتراض صيني
وبعد قرار بريطانيا، توالت ردود الأفعال ما بين مؤيد ومعارض، حيث أكد سفير الصين في لندن أن قرار المملكة المتحدة بشأن هواوي مخيب للآمال وغير عادل ، في حين قال السفير الأمريكي في المملكة المتحدة إ حظر بريطانيا لهواوي يحمي أمنها والتجارة وحقوق الإنسان
وقال سفير الصين لدى بريطانيا إن قرار إزالة معدات هواوي من شبكة اتصالات الجيل الخامس مخيب للآمال وغير عادل ويثير شكوكا بشأن انفتاح بريطانيا أمام المستثمرين الأجانب.
وكتب ليو شياو مينغ على تويتر "قرار المملكة المتحدة بشأن هواوي مخيب للآمال وغير عادل".
وأضاف أنه يثير شكوكا بشأن ما إذا كانت المملكة المتحدة يمكنها إتاحة بيئة أعمال مفتوحة ونزيهة وغير تمييزية أمام الشركات من الدول الأخرى.
ترحيب أمريكي
ورحب السفير الأمريكي لدى بريطانيا وودي جونسون بقرار البلاد حظر مشاركة هواوي الصينية في شبكتها لخدمات الهواتف المحمولة بتكنولوجيا الجيل الخامس.
وقال عبر تويتر الثلاثاء "قرار بريطانيا حماية أمنها القومي عن طريق حظر مشاركة هواوي في شبكتها للجيل الخامس هو أيضا انتصار للتجارة العادلة وحقوق الإنسان".
القضية التي استمرت عدة أشهر وشهدت تدخلات من أطراف أخرى وتحديدا الرئيس الامريكي دونالد ترامب، لا يبدو أنها وصلت لخط النهاية خاصة مع شركة عملاقة مثل هواوي التي تمتلك الكثير للدفاع عن حقوقها.
وبالعودة لمطلع العام الجاري، نجد أن رئيس الوزراء، بوريس جونسون، خلص بناء على نصيحة وكالات الاستخبارات البريطانية إلى أنه سيكون من الآمن توظيف هواوي في شبكات الـ5G المستقبلية، ما لم يعلن أن الشركة الصينية "مورد عالي المخاطر" وبالتالي تخضع لسقف 35٪ من حصتها في السوق.
وبالفعل، سمحت الحكومة البريطانية لهواوي ببناء 35% من البنى التحتية المطلوبة لنشر شبكة جديدة من الجيل الخامس في البلاد.
لكن رئيس الوزراء البريطاني أعاد تقييم علاقة بلاده مع هواوي، بعد تعرضه لضغوط شديدة من أعضاء معسكره الذين يرغبون في اتباع سياسة أكثر صرامة تجاه الصين، وكذلك من حليفه الأمريكي الذي يتهم هواوي بالتجسس لصالح بكين، الأمر الذي نفته على الدوام.
ولكن هواواي لم تقف مكتوفة الأيدي، ففي 8 يونيو/حزيران الماضي، أطلقت مجموعة هواوي عملاق التكنولوجيا الصينية حملة إعلانية واسعة النطاق في المملكة المتحدة، لإقناع الحكومة بعدم استبعاد معداتها من شبكة الجيل الخامس لأنظمة الاتصالات.
وأشارت هواوي في هذه الحملة التي نشرت في وسائل الإعلام، إلى مساهمتها في شبكة الاتصالات البريطانية واقتصاد البلاد.