رئيس هواوي: استهدفوا الساسة لا الشركات الأمريكية فالخلاف تجاري
مؤسس هواوي يسعى لتهدئة موجة الحماسة الوطنية في الصين ضد الشركات الأمريكية، مؤكدا أن مستقبل الصين يكمن في الانفتاح.
انتقل رن تشنغ فاي، مؤسس شركة هواوي الصينية إلى تهدئة موجة الحماسة الوطنية في الصين ضد الشركات الأمريكية، بما في ذلك "جوجل" و"أنتيل"، بعد إدراج عملاقة التكنولوجيا الصينية بالـ“قائمة السوداء" من قبل إدارة ترامب الأسبوع الماضي، مؤكدا أن "مستقبل الصين يكمن في الانفتاح".
وحذر فاي، في تصريحات للإعلام الصيني، يوم الثلاثاء، وسائل الإعلام والمستهلكين الصينيين من مساواة قرارات شراء المنتجات الأمريكية بالوطنية، وطالب بإنهاء الانتقادات الموجهة إلى الشركات الأمريكية.
وقال: "دعونا نتحدث بشكل أكثر إنصافا، فإذا كنت ستهاجم شخصًا ما، فاستهدف الساسة الأمريكيين لا الشركات نفسها“.
وأضاف: "أنا شخص عملي ولا يمكنني اعتبار أي شخص وطنيًا لمجرد استخدام منتجات هواوي أو العكس... هواوي شركة تجارية كأي شركة أخري، إذا كنت تحب المنتج، فاستخدمه فقط لا أكثر، فالأمر ليس له علاقة بالسياسة".
كما أكد فاي أنه وعائلته لا يزالون يستخدمون منتجات أبل.
وحسب شبكة أخبار "نان فانغ" الصينية، تأتي تعليقات فاي في أعقاب زيادة المشاعر الوطنية في الصين ردا على سلسلة من التحركات التي قامت بها الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة -بما في ذلك زيادة في الرسوم الجمركية على السلع الصينية بقيمة 200 مليار دولار أمريكي- والتي ركزت بشكل متزايد على المخاوف بشأن هواوي.
ووافقت شركة جوجل بالإضافة إلى شركات صناعة الرقائق إنتل وكوالكوم، على تعليق التعامل مع شركة هواوي حتى إشعار آخر، وذلك وفقا لتوجيهات وزارة التجارة الأمريكية بعدم قيام الشركات الأمريكية ببيع خدماتها ومنتجاتها لشركة التكنولوجيا الصينية العملاقة و72 من الشركات التابعة لها دون موافقة السلطات.
وفي انتكاسة عالمية لتكنولوجيا 5G المقدمة من قبل شركة هواوي، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أيضا على أمر تنفيذي يمنع الشركات الأمريكية من استخدام معدات الاتصالات السلكية واللاسلكية التي تصنعها الشركات التي تشكل خطرا على الأمن القومي –في إشارة غير مباشرة إلى هواوي- كما حث الدول الأخرى على أن تفعل الشيء نفسه.
وردت هيئة الإذاعة والتلفزيون الحكومية CCTV الصينية على الهجوم الأمريكي على هواوي من خلال بث أفلام حرب كورية معادية لأمريكا، في حين وجهت افتتاحيات عدد من وسائل الإعلام الحكومية نداءات إلى الجمهور لمضاعفة جهودهم لجعل بلادهم قوية.
وهذا الأسبوع، أعلن هو شججين، رئيس تحرير صحيفة التابلويد الصينية المملوكة للدولة، أنه انتقل إلى شركة هواوي بعد استخدام جهاز آيفون لمدة 9 سنوات.
وقال فاي: "ربما قلل الساسة الأمريكيون من قدرتنا.. إلا أن هذا لا يعني لنا شيئا ولن يؤثر علينا، وما زال لا يستطيع أحد اللحاق بنا، حتى بعد سنتين إلى 3 سنوات".
كما قال إنه على الرغم من أن شركة هواوي كانت جاهزة لخلاف تجاري ممتد، فإن الشركة ستستمر في الشراء من الولايات المتحدة، على الرغم من قدرتها على تصنيع أشباه الموصلات الأمريكية عالية الجودة في البلاد.
وكثيرا ما وقعت الشركات الأجنبية ضحية للوطنية الصينية، ففي عام 2017، قاطع المستهلكون الصينيون الشركات اليابانية والكورية، حيث أغلقت الصين مجموعة أسواق “لوت مارت" الكورية في البلاد، وسط توترات بشأن نشر نظام "ثاد" الصاروخي الدفاعي بدعم من الولايات المتحدة لضرب كوريا الشمالية.
كما شوهدت أعمال الشغب المناهضة لليابان -التي تعرضت فيها المطاعم والسيارات اليابانية للتخريب- في جزر دياويو المتنازع عليها.
وقال فاي إنه وضع حدا فوريا لشعار الهتاف الوطني خلال تجمعات الشركة، وأضاف "لا ينبغي تحريض الشعوبية بأي ثمن.. لا يمكننا اللجوء إلى الشعوبية، فهذا يضر بأمتنا لأن مستقبل الصين يكمن في الانفتاح".