خبراء تونسيون: وثيقة الأخوة الإنسانية تؤسس دستورا جديدا للتعايش السلمي
الخبراء أكدوا لـ"العين الإخبارية" أن الوثيقة ستمثل مرجعية لنبذ العنف والتطرف وتعزيز السلام الدائم بين شعوب العالم
أكد خبراء تونسيون، إن وثيقة الأخوة الإنسانية، تعد خطوة لتعزيز التسامح الديني، وتؤسس لدستور جديد للتعايش السلمي بين شعوب العالم رغم اختلاف معتقداتهم.
وقال فاضل عاشور إمام مسجد الزيتونة المعمور في تونس، إن الوثيقة ستمثل مرجعية للحاضر وللأجيال المستقبلية من أجل نبذ العنف والتطرف وتعزيز السلام الدائم في ظل وضع عالمي متأزم بالحروب.
وأشار إلى أن "العالمين الإسلامي والمسيحي يشعران بالفخر بعد توقيع الوثيقة؛ لأنها ترمز لبدء عهد جديد يُذكرنا بأن أصل الإنسانية واحد مهما اختلفت الأديان وتباعدت الثقافات".
وثيقة نبذ الإرهاب والتطرف
من جهة أخرى، قال أحمد الرايس أستاذ الفكر الإسلامي بكلية الشريعة في تونس، إن ما تزخر به الوثيقة من حس إنساني سيسهم في مقاومة التطرف وستكون بمثابة الدستور الجديد للتعايش بين الأديان.
وأكد أن أبوظبي استطاعت أن تثبت قدرتها على بث رسائل سلام إلى العالم بتوقيع الوثيقة على أرضها التي ستكون بمثابة جدار الصد لانتشار الفكر الإرهابي.
وتابع أن صورة توقيع الوثيقة بين قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ستعطي أملا جديدا في نفوس الشباب، مؤكدا أن الاعتدال هو السبيل الوحيد لبناء سلام عالمي، وأن التطرف لا يمكن أن يُقدم للإنسانية إلا الدمار.
وأوضح الرايس أن الوثيقة تؤسس لبناء زمن جديد قوامه الانعتاق من دوائر الحروب والتطاحن ورفض الآخر من أجل الهوية والانتماء الديني.
لحظات لن تُمحى من الذاكرة
بدوره، أكد قيس البرقاوي أستاذ التاريخ المعاصر في كلية العلوم الإنسانية بتونس، أن الوثيقة استجابت لمطلب الإنسانية الأزلي وهو كيفية القضاء على الحروب، ونشر التسامح.
وأوضح أن لقاء شيخ الأزهر بقداسة البابا فرنسيس هي لحظة فارقة ستجد موقعها في كتب التاريخ، خاصة وأن إرث الصراع الإسلامي المسيحي طيلة ما يسمى بـ"الحروب الصليبية" مازال ماثلا في الذاكرة الجماعية.
وشدد على أن التسامح لا يمكن أن يكون إلا بترسيخ مفردة "التجاوز"، وهذه الوثيقة أسست لمرحلة كاملة من تجاوز الضغائن والصراعات والحروب، مؤكدا أن العالم العربي سيستفيد منها وسيجعلها مرجعا في سياساته تجاه الغرب.
وقال البرقاوي، إن مؤسسة الأزهر مشهود لها بنشر ثقافة السلم والتسامح، وتمثل صرحا إسلاميا مهما في العالم الإسلامي، ومرجعا للتصدي للإرهاب والتطرف الديني الذي انتشر في العقود الأخيرة بشكل كبير.
aXA6IDE4LjIxOC45OS44MCA= جزيرة ام اند امز