أيادي الإمارات الإنسانية «سحب خير» تتجاوز الخرائط ووجهتها «الإنسان»
من الفلبين إلى البرازيل، مروراً بأوكرانيا وفلسطين واليمن وسوريا والسودان وكينيا وإثيوبيا، تمتد أيادي الإمارات البيضاء بالدعم الإنساني والإغاثي عبر مختلف قارات العالم.
جهود إماراتية إنسانية متواصلة لتخفيف أوجاع العالم الناتجة عن الحروب والصراعات والكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية، تجسد أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية.
يستذكر العالم تلك الجهود، فيما يحيي، الإثنين، اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يصادف 19 أغسطس/ آب من كل عام.
تحل هذه المناسبة فيما تتدفق المساعدات الإماراتية كأنهار عطاء جارية لمد يد العون والمساعدة لإغاثة جميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين، سيراً على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير، وتنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات.
ويحل اليوم العالمي للعمل الإنساني، فيما تتواصل مساعدات الإمارات لضحايا الحروب والنزاعات، للتخفيف من وطأة الأزمة عليهم، حيث تتدفق المساعدات الإماراتية على فلسطين والسودان واليمن وأوكرانيا.
على صعيد إغاثة ضحايا الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل، كانت الإمارات حاضرة دائماً لمد يد العون والمساعدة ودعم المتضررين والمنكوبين، الأمر الذي ساهم في إنقاذ حياة الملايين من البشر والتخفيف من معاناتهم.
وبرز حضور المؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية في عدد من الدول والمناطق التي تعرضت للأزمات والطوارئ خلال العام الجاري مثل البرازيل والفلبين وإثيوبيا وغيرها من الدول.
دعم غزة.. ملحمة إنسانية
تلك الجهود الإنسانية تبرز بشكل جلي في فلسطين، عبر مبادرات متتالية تربُت بها دولة الإمارات وقيادتها على قلوب أهل غزة، وتحاول عبرها مداواة جروحهم وتخفيف آلامهم في القطاع الذي يئن تحت قصف إسرائيلي متواصل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ورسمت دولة الإمارات عبر تلك المبادرات ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة لأهل غزة بشكل خاص والعمل الإنساني بشكل عام، في مسار توثقه الحقائق على أرض الواقع وتؤكده لغة الأرقام، التي تبرز جهود الإمارات القياسية في دعم القطاع.
وفي إطار الجهود الإغاثية التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع غزة واصلت عملية "الفارس الشهم 3" -الذي أمر بإطلاقها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات- حملة تقديم المساعدات الإنسانية في مختلف محافظات قطاع غزة، لإغاثة الأسر الفلسطينية المنكوبة وتوفير الطعام وخيام الإيواء والمستلزمات الأساسية لهم في ظل الأوضاع الكارثية الصعبة التي يمر بها القطاع منذ عدة شهور.
بلغة الأرقام
- قدمت دولة الإمارات لقطاع غزة حتى نهاية يوليو/ تموز الماضي ما يزيد على 40000 طن من المساعدات الملحّة، تشتمل على المواد الغذائية والإغاثية والطبية عبر 8 بواخر و337 رحلة جوية و50 عملية إسقاط جوي و1,271 شاحنة.
- افتتحت دولة الإمارات مستشفى ميدانيا داخل قطاع غزة بطاقة أكثر من 200 سرير بإشراف فريق طبي إماراتي يضم أكثر من 100 طبيب وممرض وصيدلي وفني معمل، ومستشفى عائما آخر في العريش المصرية بطاقة 100 سرير.
- أقامت الإمارات 6 محطات لتحلية المياه (تعمل بقدرة إجمالية تبلغ 1.2 مليون غالون من المياه)، يستفيد منها ما يصل إلى 600 ألف شخص يوميا لإمداد سكان القطاع بمياه الشرب.
- كذلك أقامت 5 مخابز أوتوماتيكية لتأمين الاحتياجات اليومية من الخبز لأكثر من 72 ألف شخص، وتوفير الدقيق لـ8 مخابز قائمة بالفعل في غزة لتوفير الخبز لأكثر من 17 ألفا آخرين.
- أيضا أعلنت دولة الإمارات، استضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاج وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات دولة الإمارات.
إضافة إلى استضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة، لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الإمارات إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
تجسد هذه المبادرات نهج دولة الإمارات وقيادتها والتزامها التاريخي بدعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من حدة الأزمة الإنسانية التي يواجهها.
السودان.. دعم متواصل
ومن فلسطين إلى السودان، تمتد جسور الإنسانية الإماراتية لدعم ضحايا الصراعات والحروب، حيث خصصت الإمارات 70 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة في السودان من خلال وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، بالإضافة إلى مبلغ 30 مليون دولار للدول الإقليمية من أجل دعم اللاجئين السودانيين في دول الجوار.
ويمثّل هذا التمويل - الذي عقدت الإمارات سلسلة اتفاقيات مع منظمات أممية خلال يونيو/حزيران الماضي بشأن تنفيذه – ضمن تعهد دولة الإمارات، الذي أعلنته خلال مشاركتها في "المؤتمر الإنساني الدولي للسودان والدول المجاورة"، الذي عُقد في باريس أبريل/نيسان الماضي، الذي تبلغ قيمته 100 مليون دولار.
ويأتي هذا بالإضافة إلى 130 مليون دولار سبق أن قدمتها الإمارات كمساعدات منذ اندلاع الأزمة منتصف أبريل/ نيسان من العام الماضي.
وبتلك المساعدات ترتفع قيمة المساعدات الإماراتية للسودان منذ بدء الأزمة الحالية إلى أكثر من 230 مليون دولار، في حين ترتفع قيمة المساهمات الكلية المقدمة من دولة الإمارات إلى السودان، خلال الأعوام العشرة الماضية إلى ما يزيد على 3.5 مليار دولار.
وتأتي المساعدات الإماراتية للسودان ولدول الجوار في إطار حرص القيادة الإماراتية المستمر على تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للشعب السوداني الشقيق، والاهتمام الكبير الذي توليه للتحديات الإنسانية والتزامها بمواصلة مد يد العون والمساندة والدعم الإنساني له.
أوكرانيا.. إنجازات دبلوماسية وإنسانية
ومن السودان إلى أوكرانيا، واصلت الإمارات، للعام الثاني على التوالي، دعمها الإغاثي المستمر للمساهمة في التخفيف من حدة التداعيات الإنسانية، التي تواجه الأوكرانيين نتيجة الأزمة الحالية.
وضمن أحدث تلك الجهود، أرسلت دولة الإمارات في 27 مارس/أذار الماضي طائرة تحمل على متنها 50 طنا من المواد الغذائية إلى أوكرانيا.
وخصصت الإمارات 105 ملايين دولار كمساعدات إنسانية لأوكرانيا، تشمل الغذاء والمستلزمات الطبية وسيارات الإسعاف والمولدات الكهربائية والحواسيب المحمولة ومستلزمات التعليم لتقديم الدعم للمدنيين في أوكرانيا ولا سيما الأطفال.
واكب تلك الجهود الإنسانية، نجاح وساطة الإمارات في إنجاز 6 عمليات لتبادل أسرى حرب خلال العام الجاري فقط، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى 1558، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيد متواصل بين طرفيها.
ضحايا الكوارث الطبيعية.. إغاثة عابرة للحدود
ومن دعم ضحايا الحروب والصراعات إلى مواصلة دعم المتضررين من الكوارث الطبيعية، تكمل الإمارات مسيرتها الإنسانية.
وضمن أحدث جهودها في هذا الصدد، بدأت خلية الأعمال الإنسانية في المقاومة الوطنية باليمن، قبل أسبوع، حملة إغاثية لمتضرري الفيضانات في الحديدة، بدعم من دولة الإمارات.
وقالت الخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية، في بيان، إن الحملة الإغاثية الممولة من الذراع الإنسانية لدولة الإمارات "الهلال الأحمر" استهدفت المناطق المتضررة في مديريتي الخوخة وحيس المحررتين في الريف الجنوبي من محافظة الحديدة (غرب).
تأتي تلك الحملة فيما تواصل الإمارات عبر أذرعها الإنسانية وشركائها باليمن سد الفجوة الغذائية في البلاد ضمن جهود إنسانية لدعم استقرار المحافظات المحررة من مليشيات الحوثي وحلفائها من التنظيمات الإرهابية.
ومؤخرا، ضاعف الهلال الأحمر الإماراتي جهوده في تنفيذ العديد من المشاريع الإنسانية والإغاثية في مختلف المناطق المحررة، للتخفيف من تأثير الأزمة الإنسانية التي تعصف بالبلاد، بسبب الحرب الحوثية منذ نحو عقد.
الفلبين
ومن اليمن إلى الفلبين، حيث أرسلت دولة الإمارات مطلع الشهر الجاري، بتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، طائرة محملة بالمساعدات الإغاثية، عقب الانهيارات الأرضية والفيضانات التي تسبب بها الإعصار كارينا ما أسفر عن وقوع خسائر في الأرواح وأضرار كبيرة في الممتلكات.
جاء هذا بعد أيام من إرسال دولة الإمارات 27 يوليو/ تموز الماضي مساعدات إغاثية إلى جنوب إثيوبيا عقب الانهيارات الأرضية التي تسببت فيها الأمطار الغزيرة، ما أسفر عن وقوع خسائر في الأرواح وأضرار كبيرة في الممتلكات.
كينيا
وقبيل ذلك بأسابيع، أرسلت دولة الإمارات إلى كينيا مايو /أيار الماضي 5 طائرات تحمل على متنها 200 طن من المساعدات الإغاثية، والتي تشمل المواد الغذائية الأساسية والمستلزمات الطبية، وذلك ضمن توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتخصيص مبلغ 15 مليون دولار لمساعدة المتضررين من الفيضانات وتداعيات الأمطار الغزيرة التي اجتاحت كينيا مؤخراً، وأدت إلى مقتل مئات الأشخاص الأبرياء ونزوح الآلاف من السكان.
البرازيل
وفي الشهر نفسه، أرسلت دولة الإمارات طائرتي مساعدات إغاثية تحملان 200 طن من المواد الغذائية والطبية والإغاثية لمساعدة المتضررين من الفيضانات وتداعيات الأمطار الغزيرة التي اجتاحت البرازيل مؤخراً.
سوريا
على صعيد جهودها الإنسانية المستدامة، دشنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، في مايو /أيار أيضا مرحلة جديدة من مشاريعها التنموية للمتأثرين من الزلزال في محافظة اللاذقية السورية، تضمنت افتتاح عدد من المشاريع الخاصة بتمكين الأسر المتضررة وتعزيز القدرات، ضمن جهودها لبلوغ مرحلة التعافي من التداعيات الإنسانية للزلزال الذي ضرب سوريا في فبراير من العام الماضي.
كما وقعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والأمانة السورية للتنمية، اتفاقية تعاون، تشمل عددا من المجالات الإنسانية والإغاثية والتنموية.
وكانت دولة الإمارات قد دشنت فبراير/شباط الماضي مرحلة جديدة من مبادراتها الإنسانية والتنموية لصالح المتأثرين من الزلزال ضمن عملية فارس الشهم 2 تضمنت افتتاح 300 وحدة سكنية في ثلاثة مواقع مختلفة يستفيد منها 1500 شخص، وذلك ضمن مشروع الألف منزل الجاري تنفيذها لإعادة إعمار المناطق المتأثرة من الزلزال في محافظة اللاذقية.
مساعدات تتوالى تجسد القيم الإنسانية لدولة الإمارات وسعيها الدائم إلى تقديم يد العون والمساعدة للمجتمعات المتضررة في مختلف أنحاء العالم.
لبنان
ومن سوريا إلى لبنان المجاورة، قدمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مايو/أيار الماضي مساعدات طبية متنوعة لدعم القطاع الصحي في لبنان، وذلك ضمن مبادراتها الإنسانية المستمرة على الساحة اللبنانية، وانطلاقا من حرصها على المساهمة في تعزيز الخدمات الصحية الموجهة للشعب اللبناني الشقيق.
وسلمت الهيئة، كميات كبيرة من الأدوية والأجهزة والمستلزمات الطبية للصليب الأحمر اللبناني، في إطار التعاون الثاني والشراكة الإنسانية بين الجانبين.
وكانت الأدوية والمستلزمات الطبية قد وصلت إلى العاصمة بيروت على متن طائرة خاصة حملت عشرات الأطنان من تلك المواد.
جهود تتواصل عبر مختلف قارات العالم تؤكد أن دولة الإمارات أصبحت من أهم ركائز العمل الخيري والإنساني على الصعيد العالمي، وذلك لمبادراتها المتنوعة التي تساهم بها في مواجهة التحديات الإنسانية التي تشهدها مناطق عدة في العالم، لتتوج بحق عاصمة عالمية للإنسانية وعمل الخير، حيث بلغت حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيس الإمارات أكثر من 320 مليار درهم حتى أغسطس/ آب 2021.
aXA6IDE4LjE4OC4xMTAuMTUwIA== جزيرة ام اند امز