يوم العمل الإنساني.. عطاء إماراتي مستدام ومسيرة خير متواصلة
تحتفل دولة الإمارات، الجمعة، باليوم العالمي للعمل الإنساني فيما تمضي قدما لتعزيز ريادتها الإنسانية وتكريس عطائها المستدام.
وتعزز جهود نجاح دولة الإمارات في تعزيز ريادتها واستدامة عطائها الإنساني في المستقبل 6 أسباب تجعل تجربة العمل الإنساني في الإمارات متميزة وفريدة، أولها وجود قاعدة أساسية لذلك العمل ممثلة في إرث ومبادئ المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي تعلي قيمة التضامن الإنساني وتحث عليه.
السبب الثاني وجود قائد ملهم مثل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، داعم بمبادراته وجهوده وتوجيهاته العمل الإنساني والخيري والتنموي في الإمارات والعالم.
السبب الثالث وجود حكومة داعمة للخير يقودها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والتي رسمت أطراً تشريعية وتنفيذية لترسيخ دور الإمارات كعاصمة إقليمية وعالمية للعمل الإنساني، وخدمة البشرية، وتعزيز قيم وثقافة الخير في مجتمعنا.
أما السبب الرابع فهو شعب الإمارات المعطاء المحب للخير والعطاء والذي يعد قيمة إنسانية مستدامة تتجاوز حدود الجغرافيا لتمد يد العون للمحتاجين في مختلف أنحاء العالم.
السبب الخامس هو تميز العمل الإنساني في الإمارات بأنه عمل مؤسسي يقوم على النهوض به عشرات من الجهات الرسمية والأهلية.
والسبب الأخير هو وجود خارطة طريق لتعزيز ريادة الإمارات إنسانيا تظهر في توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان و"مبادئ الخمسين" التي تعد خارطة طريق استراتيجية لتحقيق الريادة الإماراتية بمختلف المجالات، للخمسين سنة المقبلة.
وتحتفل دولة الإمارات، باليوم العالمي للعمل الإنساني، الذي يصادف 19 أغسطس/ آب من كل عام، والذي يحمل هذا العام شعار "يد واحدة لا تصفق"، للتعبير عن أهمية الجهد الجماعي وتعزيز التحالف الدولي للعمل الإنساني.
شعار تطبقه الإمارات بجهودها الإنسانية ومبادراتها التنموية التي تأتي سيرا على نهج المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العطاء ومواصلة أعمال الخير، وتنفيذا لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأن تبقى الإمارات رائدة في العمل الإنساني على مستوى المنطقة والعالم.
نهج المؤسس
ويعتبر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رمزا للعطاء وتقديم العون لكل محتاج في أي منطقة بالعالم، وقد تبوأت دولة الإمارات بفضل جهوده ومبادراته الإنسانية في مناصرة الضعفاء ومساعدة المحتاجين وإغاثة المنكوبين، الصدارة والريادة في ميادين العمل الخيري والإنساني إقليمياً ودولياً.
وبدأ نموذج العطاء الإنساني الذي تقدمه دولة الإمارات إلى العالم مع نشأتها عام 1971، واستمد مبادئه من رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان التي تعلي قيمة التضامن الإنساني وتحث عليه، حيث أسس خلال عام 1971 صندوق أبوظبي للتنمية، ليكون عوناً للأشقاء والأصدقاء بالإسهام في مشروعات التنمية والنماء لشعوبهم.
كما أنشأ خلال عام 1992 مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية لتكون ذراعاً ممتدة في ساحات العطاء الإنساني ومجالاته جميعها داخل الدولة وخارجها.
وتؤكد الحقائق والأرقام مواقف الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الساطعة، وتوجيهاته السامية وحسه الإنساني، فقد بلغت قيمة المساعدات التنموية والإنسانية التي تم توجيهها من الإمارات خلال الفترة من العام 1971 حتى العام 2004، ما يقارب نحو 90.5 مليار درهم، فيما تخطى عدد الدول التي استفادت من المساعدات والمعونات الإنمائية والإنسانية والخيرية التي قدمتها الإمارات حاجز الـ 117 دولة تنتمي لجميع أقاليم العالم وقاراته.
وتحرص الإمارات منذ رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على المضي قدما على دربه وتخليد إرثه الإنساني ومواصلة نهجه في العطاء ومد يد العون لجميع الدول والشعوب بدون تمييز أو تفرقة.
قائد ملهم
يحيي العالم يوم العمل الإنساني وهو يستذكر بامتنان وتقدير مبادرات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات.
مبادرات في دعم العمل الإنساني والخيري والإغاثي وتعزيز الأخوة الإنسانية، ساهمت في تعزيز ريادة الإمارات إنسانيا وترسيخ مكانتها عالميا كعاصمة للخير والعمل الإنساني.
تلك الريادة الإنسانية تعهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، بالحفاظ عليها خلال كلمات مؤثرة وجهها في 13 يوليو/تموز الماضي ضمن أول خطاب شامل يتناول فيه رؤيته لسياسة دولة الإمارات الداخلية والخارجية منذ توليه مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في خطابه: "على نهج زايد الخير.. سنعمل على تعزيز دورنا ضمن الدول الرائدة عالمياً في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري.. والاستمرار في مد يد العون إلى المجتمعات في جميع أنحاء العالم دون النظر إلى دين أو عرق أو لون".
كلمات رسم من خلالها خارطة طريق لتعزيز ريادة الإمارات في تقديم المساعدات التنموية والإنسانية والعمل الخيري.
ويسجل تاريخ الإنسانية بأحرف من نور للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عددا من المبادرات التاريخية والمواقف الإنسانية التي تعزز ريادة الإمارات إنسانيا.
ولا تكاد تمر فترة قليلة، إلا ويحصد العالم ثمار المبادرات الإنسانية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، التي تترجم مفهوم الأخوة الإنسانية ونشر التسامح والسلام.
ومع كل أزمة يواجهها العالم، وفي كل موقف تواجهه دولة صديقة أو شقيقة، كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حاضرا دائما لتقديم يد العون والمساعدة، ليرسخ بأفعاله وأقواله صورة الإمارات كمنارة للتسامح وواحة للإنسانية ومظلة للأمن والأمان لكل المقيمين على أرضها.
حكومة خير
أيضا تتميز الإمارات بوجود حكومة داعمة للخير والعمل الإنساني يقودها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
ورسمت حكومة دولة الإمارات أطراً تشريعية وتنفيذية لترسيخ دور الدولة كعاصمة إقليمية وعالمية للعمل الإنساني، وخدمة البشرية، وتعزيز قيم وثقافة الخير في مجتمعنا.
وقال الشيخ محمد بن راشد في تدوينة عبر حسابه على "تويتر" بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني: "نستقبل يوم العمل الإنساني بتجديد التزامنا ببذل كل الجهد وتوفير كل الإمكانيات في مجال العمل الإنساني وسنواصل تمكين وتأهيل ودعم الكوادر وحشد الطاقات من أجل ازدهار صناعة الخير والعمل الإنساني، وتوسيع دائرة ثماره وآثاره في مختلف أنحاء العالم، وحيثما وُجد أخ لنا في الإنسانية بحاجة إلى الدعم والمساعدة".
وبين أن "العاملين والمتطوعين في المبادرات الإنسانية يحدثون بتكامل جهودهم التأثير الإيجابي الأكبر والأهم في حياة الملايين من البشر لأنهم يمنحون وقتهم وطاقاتهم واهتمامهم لمن هم أولى بالدعم والعون والمساندة، وتحركهم وتحفزهم أسمى الروابط وأجلها.. روابط الإنسانية".
وأضاف مثمناً دور العاملين في مجال الخدمات الإنسانية: "فخور برواد العمل الإنساني، وجميع العاملين والمنتمين إلى هذا الميدان المشرف، أفراداً ومؤسسات، في دولة الإمارات، أفكاركم وجهودكم وعطاءاتكم أسهمت في ترسيخ مكانة الدولة وتميّزها كعاصمة عالمية وساحة دولية لانطلاق العمل الإنساني وتفعيل الشراكات الناجحة لإغاثة ودعم المحتاجين والضعفاء والأقل حظاً والأولى بالمساعدة".
شعب معطاء
أيضا تتميز الإمارات بوجود شعب معطاء كريم محب للخير، يبرز ذلك جليا في حجم التبرعات والتفاعل مع الحملات الخيرية والإنسانية من رجال الأعمال والمؤسسات الحكومية والخاصة والمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات.
تفاعل يكشف نهج الخير والعطاء الإماراتي الراسخ والذي يعد قيمة إنسانية مستدامة تتجاوز حدود الجغرافيا لتمد يد العون للمحتاجين في مختلف أنحاء العالم.
ولطالما ارتبط اسم دولة الإمارات بالعطاء عبر إطلاق حملات إغاثية تساهم فيها الجهات المعنية بالعمل الإنساني إضافة إلى العديد من الحملات الإغاثية التي يفتح فيها الباب للمشاركة من قبل شعب دولة الإمارات، والتي تتوزع على مختلف قارات العالم، مستهدفة الدول الأشد احتياجا.
مبادئ الخمسين
تحتفل الإمارات، باليوم العالمي للعمل الإنساني فيما تسارع الخطى لتنفيذ "مبادئ الخمسين" التي تعد خارطة طريق استراتيجية لتحقيق الريادة الإماراتية بمختلف المجالات، للخمسين سنة المقبلة، والتي يأتي على رأس أهدافها ترسيخ هذه المناسبة.
وتعكس المبادئ العشرة الواردة في وثيقة "مبادئ الخمسين"، روح اتحاد الإمارات وقيمه السامية المتمثلة في التسامح والتعايش والخير والعطاء الإنساني التي شكلت ركائز أساسية في مسيرة دولة الإمارات، كما تعبر عن تطلعاتها للمستقبل وطموحها الكبير لتحقيق الريادة العالمية، وصولا لتحقيق هدفها في "مئوية الإمارات 2071" بأن تكون أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدماً.
وتضمنت تلك المبادئ في موضعين، على التزام الإمارات بترسيخ الأخوة الإنسانية، أحدهما أكد أن "منظومة القيم في دولة الإمارات ستبقى قائمة على ترسيخ الأخوّة الإنسانية"، ما يعني أن ترسيخ الأخوة الإنسانية يأتي ضمن الأسس والقواعد العامة لمنظومة القيم في مبادئ الدولة.
وفي موضع آخر، يعلن الالتزام بتطبيق هذا النهج في السياسة الخارجية، قائلا إن الإمارات "ستبقى داعمةً عبر سياستها الخارجية لكل المبادرات والتعهدات والمنظمات العالمية الداعية للسلم والانفتاح والأخوّة الإنسانية".
فيما يحدد المبدأ التاسع مبادئ إنسانية راقية في سياسة الإمارات المتعلقة بالمساعدات الخارجية، حيث ينص على أن " المساعدات الإنسانية الخارجية لدولة الإمارات هي جزء لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية تجاه الشعوب الأقل حظاً. ولا ترتبط مساعداتنا الإنسانية الخارجية بدين أو عرق أو لون أو ثقافة والاختلاف السياسي مع أي دولة لا يبرر عدم إغاثتها في الكوارث والطوارئ والأزمات".
مأسسة العمل الإنساني
يكتسب العمل الإنساني في دولة الإمارات تميزه وريادته من عدة سمات، أبرزها أنه عمل مؤسسي يقوم على النهوض به العديد من الجهات الرسمية والأهلية والتي فاق عددها الـ43 مؤسسة وهيئة، والشمولية حيث لا يقتصر على تقديم المساعدات المادية وإنما يمتد أيضا إلى التحرك لمناطق الأزمات الإنسانية والتفاعل المباشر مع مشكلاتها، إضافة إلى أنه يمثل بعدا مهما من أبعاد السياسة الخارجية للدولة.
وتمتلك دولة الإمارات تجربة فريدة في مجال العمل الإغاثي والإنساني قائمة على استمرارية التأثير وذلك من خلال استبدال عمليات الإغاثة النمطية بتنفيذ مشروعات تنموية تصب في مصلحة شعوب الدول المستفيدة كبناء المساكن والمستشفيات وشق الطرق وبناء محطات الكهرباء وحفر الآبار وهو ما وفر استدامة توافر الموارد الأساسية والمساهمة في تحسين الظروف المعيشية في الدول المستهدفة.
وتجسد دولة الإمارات روح الأخوة الإنسانية في أسمى معانيها، في سياستها الخارجية، من خلال مبادراتها وجهودها الإنسانية والإغاثية التي لا تتوقف على مدار العام، ضمن استراتيجية تنتهجها وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.
الأمر الذي ترجم على أرض الواقع باحتلال الإمارات لسنوات عديدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي، فيما بلغت حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ تأسيسها وحتى عام 2021 نحو 320 مليار درهم في 201 دولة.
ووفقاً لبيانات حديثة صادرة عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي فقد بلغ إجمالي قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات خلال الفترة منذ بداية العام 2021 وحتى منتصف أغسطس/ آب الجاري نحو 13 مليار درهم.
واستحوذ اليمن على النصيب الأوفر من المساعدات الخارجية لدولة الإمارات بمبلغ إجمالي تجاوز المليار و160 مليون درهم، فيما ضمت القائمة عدداً من الدول العربية والآسيوية والأفريقية والغربية، في ترجمة واضحة لشمولية الدعم الإماراتي للمشاريع والاحتياجات الإنسانية حول العالم، والتي لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية أو العرق أو اللون أو الطائفة أو الديانة.
وأظهرت البيانات استهداف المساعدات لمجموعة واسعة من المجالات والقطاعات بما يعكس تنّوع برامج المساعدات المقدمة من دولة الإمارات واستجابتها لطبيعة احتياجات الدول المستهدفة.