بين القلب والدم.. كيف يؤثر الاحتباس الحراري على أجسادنا؟
عندما يتحدث العلماء عن تغير المناخ والاحتباس الحراري، ينصب التركيز على متوسط درجة الحرارة على الأرض، ومتوسط درجة حرارة المحيط، ولكن لا يتم التطرق كثيرا لتأثير الارتفاع في درجات الحرارة على صحة الإنسان، بما في ذلك ردود أفعال القلب والدم.
هذا التأثير الذي يعالجه لاري كيني، أستاذ علم وظائف الأعضاء وعلم الحركة في جامعة ولاية بنسلفانيا، في تقرير نشره الموقع الرسمي لجامعة ولاية بنسلفانيا الأمريكية في 17 يوليو/تموز الجاري.
واهتم كيني بأحد أبرز تأثيرات الحرارة الشديدة، وهي الرطوبة، وقال إن الوسيلة الأساسية التي يتخلص بها البشر من حرارة الجسم المتراكمة هي تبخر العرق، وكلما كانت الرطوبة أكثر، قل تبخر العرق الذي ننتجه، وبالتالي قلت آلية التبريد القوية التي تحت تصرفنا.
وبخلاف التعرق، فإن الطريقة الأخرى التي نتعامل بها مع زيادة درجة حرارة الجسم، وهي طريقة فريدة للبشر، حيث نقوم بضخ الكثير من الدم إلى الجلد لتبديد الحرارة إلى البيئة، لذلك في ظل الظروف شديدة الحرارة، قد نضخ الدم إلى الجلد، بقدر ما نضخه إلى باقي أجزاء الجسم.
ويقول إنه "بينما نقوم بضخ المزيد والمزيد من الدم إلى الجلد، يجب على القلب أن يعمل بجهد أكبر ويزيد معدل ضربات القلب، وفي بعض الحالات، خاصة بعض الفئات السكانية الضعيفة، يمكن أن يشكل ذلك ضغطا كبيرا على قلب متضرر بالفعل".
وحذر كيني من أن الأطفال معرضون بشكل خاص للحرارة المرتفعة والرطوبة، ذلك لأن ليس لديهم نظام تنظيم حراري جيد التطور، وقدرتهم على تبديد الحرارة، بمجرد ارتفاع درجة حرارة الجسم، أقل من تلك التي لدى البالغين، لذلك يحدث في كل صيف، عدد من وفيات الأطفال الذين تُركوا في سيارات ساخنة عن طريق الصدفة، وهي مأساة حقيقية.
وتابع أن "كبار السن يعانون أيضا نفس المشكلة، حيث تحدث تغيرات فسيولوجية مع التقدم في السن، بما في ذلك انخفاض القدرة على ضخ الدم إلى الجلد، مصحوبة بمزيد من الضغط على القلب وانخفاض القدرة على إنتاج العرق وتبخر هذا العرق للتبريد".
aXA6IDMuMTQzLjIzNS4xMDQg جزيرة ام اند امز