الجوع يأكل ملايين النيجيريين.. عملاق النفط الأفريقي ينهار
تعاني نيجيريا القوية نفطيا في أفريقيا من كارثة جوع تضرب البلاد تزامنا مع تداعيات كورونا المدمرة، وسط تضخم اقترب من 70%.
المأساة يرويها شيحو إسماعيلا جباديبو الذي يعمل حلاقا منذ نحو 20 عاما في محل صغير مُستأجر بإحدى الضواحي المزدحمة لمدينة لاجوس النيجيرية الكبيرة. ولقد كان المال الذي يجنيه من عمله وافرا بحيث يكفي لتغطية نفقاته هو وأسرته وادخار بعضه للزمن.
- من يملك الذهب في العالم؟.. بريق الفقر ينتصر بأفريقيا
- في خطاب مفتوح لزعماء "مجموعة العشرين".. أفريقيا تطلب 30 مليار دولار
وقامت نيجيريا بخفض إنتاجها من النفط بمقدار 313 ألف برميل نفط يوميا منذ يناير/كانون الثاني الماضي ليتم إنتاج 1.516 مليون برميل يوميا بدلا من 1.929 مليون برميل.
والآن أصبح جياديبو يعتمد على الطعام الذي يجود به متبرعون بل ويمتنع عن تناول بعض الوجبات لكي يتسنى له إطعام أُسرته.
نيجيريا أكبر دولة أفريقية
فمنذ بدأت جائحة كوفيد-19 في نيجيريا، وهي أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان وصاحبة أكبر اقتصاد في القارة، ارتفعت أسعار بعض السلع الغذائية الرئيسية مثل البيض والبصل وزيت النخيل نحو 30 في المئة أو أكثر.
وقل عدد الناس الذين بمقدورهم دفع ثمن قص شعرهم، كما أصبح من يقدرون على الدفع يطلبون خصما من جياديبو الذي يبلغ سعر قص الشعر عنده 500 نايرا (1.22 دولار).
وقال جياديبو (38 عاما) لرويترز "المال الذي لديّ غير كاف لتلبية احتياجاتنا".
ولم يعد ملايين النيجيريين أمثال جياديبو، الذين كانوا يكسبون مالا يكفيهم وذويهم، قادرين الآن على إطعام أنفسهم أو عائلاتهم. وبحسب البنك الدولي هناك بين 18 في المئة من العائلات النيجيرية شخص بالغ واحد على الأقل لا يأكل ليوم كامل في وقت ما، مقارنة مع ستة في المئة قبل الجائحة.
ويبلغ التضخم قرب أعلى مستوى له على الإطلاق وتمثل أسعار الغذاء نحو 70 في المئة من الزيادة.
(فاو) تحذر من كارثة
وحذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) من أنه من المتوقع أن ترتفع تكاليف استيراد المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم إلى معدلات قياسية هذه السنة، حيث تتسبب الزيادات في أسعار جميع السلع الزراعية تقريبا وارتفاع أسعار الطاقة في رفع تكاليف الإنتاج والشحن.
لكن في نيجيريا يتكاتف التضخم المتسارع والاقتصاد المترنح مع تزايد معدلات البطالة وانعدام الأمن في المناطق الزراعية لوضع حتى أبناء الطبقة المتوسطة سابقا في حالة يُرثى لها.
ويحذر بعض الخبراء من تفاقم سوء التغذية واحتمال حدوث اضطرابات.
وقال إيادات حسن، مدير مركز أبحاث الديمقراطية والتنمية ومقره أبوجا: "ما نشهده في نيجيريا يختلف عما يشهده العالم بأسره"، مضيفا أن ضعف شبكة الضمان الاجتماعي في البلاد تركت الملايين دون مساعدة تُذكر.
وأردف "معدل الجريمة يزيد في الواقع بسرعة الصاروخ يوميا لأن الناس يحاولون تدبير أمورهم".
ويقدر البنك الدولي أن صدمات الأسعار في 2020 دفعت سبعة ملايين نيجيري آخرين إلى دائرة الفقر بزيادة عشرة في المئة تقريبا.
وقال ماركو هيرنانديز، كبير اقتصاديي البنك الدولي في نيجيريا، إن ضعف النايرا والقيود التجارية وإغلاق الحدود البرية التي تستهدف التهريب رفعت الأسعار أيضا.