التايمز: تكلفة حروب الحرس الثوري العبثية تثير غضب الإيرانيين
الصحيفة قالت إنه بينما يعيش ملايين الإيرانيين تحت وطأة الفقر، أنفقت إيران عشرات مليارات الدولارات على مغامراتها في سوريا
في الوقت الذي يعاني فيه ملايين الإيرانيين من الفقر، تواجه طهران احتجاجات متزايدة بشأن عشرات مليارات الدولارات التي تنفقها على مغامراتها الخارجية العبثية.
وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية في تقرير لها أن الاحتجاجات والفوضى الاقتصادية في لبنان، والتراجع التدريجي للحرب في سوريا، ووجود رئيس وزراء معتدل في العراق، ألقت بظلالها على قدرة النظام الإيراني على استخدام نفوذه في الخارج.
أما داخل إيران، رأى محللون أن الضغط الاقتصادي المتزايد الناتج عن العقوبات الأمريكية يدفع الإيرانيين العاديين لطرح تساؤلات بشأن كم الدماء والثروات التي تنفق على حروب الحرس الثوري في الشرق الأوسط.
وفي الوقت الذي يستنزف فيه فيروس كورونا المستجد خزائن البلاد، يواجه النظام ردود فعل عنيفة من بعض قطاعات المجتمع.
وقال شاب من طهران، فضل عدم ذكر اسمه: "الناس جياع هنا في هذا البلد. الناس غير قادرين على شراء العلاج لأطفالهم.. إنهم ينفقون (النظام) كل ما نملك على القتال في دول أخرى".
وأشارت "التايمز" إلى مقاطع مصورة لاحتجاجات في إيران على الأوضاع الاقتصادية ردد المشاركون فيها شعارات تنتقد مشاركة بلادهم في المغامرات الخارجية.
وقالت الصحيفة إنه بينما يعيش ملايين الإيرانيين تحت وطأة الفقر، أنفقت إيران عشرات مليارات الدولارات على مغامراتها في سوريا، بحسب تقديرات للولايات المتحدة، كما تقدم ما يصل لـ570 مليون جنيه إسترليني في العام لحزب الله.
مغامرات وضحايا
وفي ظل ارتفاع منسوب الغضب، لم يكن لمخاوف الإيرانيين أثرًا يذكر على عمل الحرس الثوري بالخارج. وبالرغم من صعوبة الحصول على أرقام موثوقة، ترجح التقارير المتوفرة أن آلاف من الشباب الإيراني قتلوا في سوريا والعراق منذ عام 2012.
وقال ميسم بهرافيش، مستشار سياسات إيراني سابق والباحث بجامعة لوند في السويد إن "الهدف الأساسي لإيران في محاولتها لكسب النفوذ الإقليمي هو ضمان أمنها القومي. كما أنها تعمل على تصوير نفسها كدولة لا غنى عنها، ووزن جيوسياسي ثقيل يحق له استعرض القوة بالمنطقة".
وفي الوقت الراهن، تبدو الصورة مختلفة حيث يواجه النظام الإيراني تحديات غير مسبوقة بعد الأضرار التي لحقت به جراء العقوبات الأمريكية، التي زادت حدتها تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، والآثار السلبية الناتجة على جائحة فيروس كورونا المستجد التي شلت الاقتصاد المحلي.
وأوضح مايكل نايتس الزميل بمعهد واشنطن ومقره في بوسطن إن حملة الضغط الأقصى الأمريكية سيكون لها تأثير في النهاية.
وأشار إلى أن "أحد الأشياء التي ربما تحدث في إيران هو أن هناك مزيد من الجدل حول حجم الموارد والجهود والمخاطر التي يستهلكونها فيما يفعلونه بالخارج. هذا ما كان يحاول براين هوك (المبعوث الأمريكي لإيران) فعله. لكن لا يمكنك القول بشكل قاطع إن الإيرانيين توقفوا عن أعمال الشيطنة بالخارج. لم يتوقفوا".
aXA6IDMuMTQ3Ljg5LjUwIA==
جزيرة ام اند امز