ليبيا تودع حسين الكوني.. فارس ضد الاحتلال التركي
بأسى وحزن، ودعت ليبيا اللواء حسين الكوني، أحد رموز النضال الوطني، والفارس الذي تصدى للاحتلال التركي.
والكوني، رئيس المجلس الاجتماعي لقبائل الطوارق الليبية، توفي الجمعة إثر وعكة صحية، لتكون وفاته ثاني صدمة تتكبدها ليبيا بعد أربعة أيام فقط من وفاة فهدها الأسمر ونيس بو خماد.
ولآخر لحظة في حياته، ظل الكوني رافضا للتدخل التركي في بلاده حفاظا على سيادتها ووحدتها.
وقبل وفاته بساعات، أصدر المجلس الاجتماعي لطوارق ليبيا بيانا أكد فيه رفض المساعي التركية لإيجاد موطئ قدم لها جنوبي البلاد، من خلال استمالة بعض المحسوبين على الطوارق.
كما شدد المجلس رفضه، بشكل قطعي، الزيارة التي أجراها، الأربعاء، مولاي قديدي (من الطوارق) إلى العاصمة التركية أنقرة، ولقائه مع مسؤولين أتراك حول طوارق ليبيا.
بدورها، أكدت مصادر عسكرية أن القيادة العامة خصصت طائرة لنقل الجثمان اليوم من بنغازي إلى مسقط رأس الفقيد في مدينة غات جنوبي ليبيا لإقامة مراسم جنازة عسكرية بحضور اللواء مبروك سحبان قائد المنطقة الجنوبية العسكرية بالجيش الليبي نائبا عن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر.
والكوني هو أيضا أحد أبناء ليبيا الداعين إلى الحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها الوطنية في مواجهة محاولات رهنها للاحتلال الأجنبي، كما كان من المحاربين الأشداء ضد المليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية.
ويشغل الكوني منصب رئيس المجلس الاجتماعي لقبائل الطوارق بليبيا، والذي تم تأسيسه عام 2015 للحفاظ على الرباط الاجتماعي الليبي ومكوناته بعد محاولات تفكيكه على يد التنظيمات الإرهابية منذ 2011.
وتعد قبائل الطوارق من المكونات الاجتماعية المؤثرة في الجنوب الليبي.
الإخوان والطوارق
يسعى تنظيم الإخوان الارهابي وحكومة فايز السراج في طرابلس إلى شق صف مكون الطوارق الليبي، عبر خلق مظلوميات وهمية لمكون الطوارق وسكان الجنوب، للاتجار بها.
ويعمل إخوان ليبيا على تحويل المكونات الاجتماعية إلى كيانات سياسية ومليشيات مسلحة عبر أذرع موالية لهم مثل علي كنة وآخرين من المدعومين من تركيا وقطر، تمهيدا للسيطرة على ثروات الجنوب.
محاولات تصدى لها اللواء حسين الكوني وحاربها بشدة، بتعريتها أمام المجتمع الليبي والمحافل الدولية، ورفع عنها الغطاء القبلي الزائف لتنكشف حقيقتها بأنها حركات سياسية لا علاقة لها بمكون الطوارق الليبي.
وقاد الكوني حملة للمصالحات وحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية لدى أبناء الجنوب الليبي، حتى لا تكون ذريعة للإستخدام الإخواني في ضرب النسيج الوطني.
ويعد حسين الكوني، وهو لواء سابق بالجيش الليبي، من أبرز الداعمين للجيش الوطني الليبي في حربه على الإرهاب، وساهم معه في حماية حقول النفط حفاظا على ثروات البلاد حتى لا تسيطر عليها التنظيمات الارهابية الموالية لقطر وتركيا.
وشغل الكوني سابقا منصب أمين اللجنة الشعبية (محافظ) بمسقط رأسه في مدينة غات على بعد 1400 كم جنوبي غرب العاصمة طرابلس، كما تقلد منصب سفير لليبيا في النيجر، قبل أحداث فبراير شباط 2011 التي أطاحت بنظام الراحل معمر القذافي.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjYuMTI3IA==
جزيرة ام اند امز