مخطط قطر وتركيا لنهب نفط الجنوب الليبي
كشف خبراء ليبيون تحدثوا لـ"العين الإخبارية" عن ملامح خطة تركية–قطرية لتنفيذ مؤامرة جديدة في جنوب ليبيا للسطو على ثرواته.
وأوضحوا في تصريحات منفصلة أن هذه الخطة تهدف إلى استيلاء الدوحة وأنقرة على الهلال النفطي وثروات الجنوب الليبي، مستخدمةً أطرافا محلية ومليشيات مسلحة.
وأشاروا إلى أن الجنوب الليبي الغني بالمعادن والمياه والأراضي الزراعية الخصبة، يشكل مصدر تمويل كبير لمن تقع تلك الثروة تحت يده.
ونشرت وسائل إعلام تركية موالية للرئيس رجب أردوغان تقريرًا حول ثروات ليبيا في جنوب البلاد.
وقال التقرير إنه توجد مناجم الحديد في منطقة "تاروت" بمدينة براك الشاطئ، جنوب غربي ليبيا، وفي منطقة العوينات الغربية بالقرب من مدينة غات الحدودية مع الجزائر توجد مناجم اليورانيوم، كما يوجد خام الذهب قرب المثلث الحدودي مع مصر والسودان بمنطقة العوينات وفي جبال تيبستي على الحدود مع تشاد.
الهلال النفطي
سعيد رشوان، الخبير الاقتصادي الليبي، قال إن تركيا وقطر تحاولان الاستيلاء على ثروات الجنوب الليبي الذي يضم حوالي 20% من ثروات ليبيا كاملة.
وأوضح رشوان، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الجنوب الليبي غني بالمعادن والمياه والأراضي الزراعية والاستيلاء على تلك الثروات يشكل مصدر قوة للتي تقع في يده.
وأشار إلى استغلال أنقرة والدوحة هشاشة الوضع الأمني في الجنوب، محاولين إذكاء الصراعات القبلية والعرقية هناك، وزرع الميليشيات المسلحة لتسهيل مخططهم بنهب ثرواته.
وأكد أن الجيش الليبي أصبح متيقظًا ويقف لتلك المحاولات بالمرصاد، فاستنفر قواته في الجنوب الشرقي والجنوب الغربي، لإجهاض أي مساعٍ تحاول النيل من استقرار البلاد.
يشار إلى أن ليبيا تذخر باحتياطيات نفطية هي الأكبر في قارة أفريقيا، كما أنها عضو فاعل في منظمة الدول المُصدرة للنفط "أوبك".
وتضم منطقة الهلال النفطي شرقي ليبيا، أهم موانئ ليبيا النفطية، وتمتد على طول 250 كيلو متر على البحر المتوسط بين سرت وبنغازي، ويفتح السيطرة على سرت الطريق لإحكام القبضة على هذه الموانئ النفطية.
وتبلغ احتياطات النفط المؤكدة في ليبيا بنهاية عام 2018 نحو 48.36 مليار برميل، وفقًا لبيانات منظمة الدول المُصدرة للنفط أوبك.
وتبلغ حصة ليبيا من احتياطات المنظمة 4.1% وتحتل المركز السابع في قائمة المنظمة لأكبر الدول من حيث الاحتياطات.
ويرى الخبير الاقتصادي الليبي سعيد رشوان أن قطر وتركيا تسعيان لإفشال اجتماعات اللجنة الليبية العسكرية المشتركة (5 + 5) في غدامس المقررة في غدامس، لأنهما يعلمان أن ذلك المسار العسكري خطوة كبيرة نحو إقصائهما من المشهد، وتلاشي حلمهما بالسيطرة على الثروات الليبية.
وأكد أن قطر وتركيا استنفرا ميليشياتهما في العاصمة طرابلس خلال الأيام الماضية، وعلى رأسهم الميليشياوي صلاح بادي، الذي أعلن في مقطع مصور أنه لا ولن يعترف باجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة.
الكعكة الليبية
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي، رضوان الفيتوري، إن تركيا تحاول تشكيل محور داخلي من ميليشياتها في طرابلس وخارجيًا باستخدام قطر، للسيطرة على الحقول النفطية ومنطقة الهلال النفطي في ليبيا، قبل خروج نتائج اجتماعات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة.
وأوضح الفيتوري، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن سعي قطر وتركيا للسيطرة على منطقة الهلال النفطي لم تتوقف منذ استخدام المليشياوي إبراهيم الجضران الذي ارتكب وعناصره المسلحة العديد من الجرائم عقب سيطرته على منطقة الهلال النفطي، وهو ما ساهم في تكبيد الاقتصاد الليبي خسائر كبيرة، قبل أن يتمكن الجيش الليبي من إنهاء تلك السيطرة.
وتمكن الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر منتصف 2018 من استعادة السيطرة بشكل كامل على الهلال النفطي الذي يضم حقولا ومنشآت نفطية. من سيطرة مليشيات الجطران.
وكانت جماعات مسلحة يقودها المليشياوي إبراهيم الجضران هاجمت محطات رأس لانوف والسدرة، وهما من المواقع الرئيسية في هذه المنطقة لتصدير النفط الليبي إلى الخارج.
والجضران هو الرئيس الأسبق لحراس منشآت النفط المسؤولين عن أمن منطقة الهلال النفطي ومن الموالين لجماعة الإخوان الإرهابية، وقد أوقف تصدير النفط من هذه المنطقة طوال عامين قبل أن يطرده الجيش الوطني الليبي في 2016.
وخلال 2019 كانت ليبيا تنتج يوميًا 1.2 مليون برميل إلا أن التوترات التي شهدتها خفضت هذه الكمية، كما أن منظمة أوبك أعفت ليبيا من تخفيضات الإنتاج التي بدأتها منذ عام بسبب انخفاض إنتاجها بالفعل.
ويقول معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إنه بإمكان ليبيا إنتاج حوالي 1.3 مليون برميل من النفط يومياً للسوق العالمية.
وكانت ليبيا تنتج1.6 مليون برميل يوميًا قبل الأحداث التي أنهت حكم الرئيس الليبي معمر القذافي.
وبلغت إيرادات بيع النفط الليبي العام الماضي، 22.5 مليار دولار في العام الماضي، وفقًا لرويترز.
ووفقًا لبيانات منظمة الدول العربية المُصدر للنفط "أوابك" فإن صادرات النفط الخام الليبي بلغت 998.6 ألف برميل يوميًا في 2018.
فيما بلغت طاقات مصافي البترول يوميا 380 ألف برميل وبلغ إنتاج المشتقات اليومية 70 ألف برميل يوميًا، وفقًا لبيانات أوابك.
تغيير ديموجرافية ليبيا
يرى المحلل السياسي الليبي رضوان الفيتوري إن قطر وتركيا يسعيان كذلك، لتغيير ديموغرافية ليبيا، عبر جلب تشاديين ونيجيريين إلى الجنوب الليبي وإعطائهم أرقامًا وطنية، وتهجير السكان الأصليين، بمباركة من ميليشيا حكومة الوفاق، لإنشاء مركز ثقل يدين بالولاء لتركيا، يمكنها من الاستيلاء على خيرات الجنوب، وثرواته الطبيعية.
وقادت قوات المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي معركة ضد عناصر المعارضة التشادية في يناير/كانون الثاني 2019 وتمكنت من إبعادها عن الشريط الحدودي.
وشكل الجنوب الليبي محور لمطامع قطر وتركيا مستعينتان بالتشكيلات الأجنبية والمجموعات الإرهابية.
وكثفت عناصر التنظيم الإخواني الإرهابي في ليبيا من رحلاتهم إلى قطر وتركيا، في الآونة الأخيرة، التي كان آخرها مساء السبت، بوصول الإخواني خالد المشري رئيس ما يعرف بالمجلس الأعلى للدولة إلى الدوحة، في زيارة تأتي بعد أيام من استقبال أمير قطر تميم بن حمد، وزيري خارجية وداخلية السراج، وتوقيع اتفاق أمني في مجال مكافحة الإرهاب، بالمخالفة لاتفاق جنيف.
والتقى فايز السراج رئيس حكومة الوفاق التابعة لتنظيم الاخوان الإرهابي، هاكان فايدان رئيس الاستخبارات التركية، قبل ساعات من إعلان الأول تراجعه عن استقالته، كما التقت المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني ويليامز، الجمعة مسؤولين أتراكًا، في أنقرة، للتباحث حول التحضيرات الجارية لملتقى الحوار السياسي الليبي المرتقب في تونس والمقرر عقده في 9 نوفمبر/تشرين الثاني، بحسب البعثة الأممية.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMjE1IA== جزيرة ام اند امز