بدعم من شركات عالمية.. خطة دولية للإسراع باعتماد وقود الطيران المستدام
أعلن الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" اليوم خلال اجتماعه السنوي الثمانين المنعقد في دبي، عن خطته لتأسيس سجل لوقود الطيران المستدام.
يأتي ذلك لتسريع عملية اعتماد وقود الطيران المستدام من خلال احتساب تخفيضات الانبعاثات الناجمة عن استخدام وقود الطيران المستدام والإبلاغ عنها بشكل موثق.
وتحظى الخطوة بدعم من 17 شركة طيران، وهيئة وطنية واحدة، وستة شركات مصنعة للمعدات الأصلية، وشركة واحدة منتجة للوقود، ومن المتوقع إطلاق السجل في الربع الأول من عام 2025.
وتشير التوقعات إلى أنّ استخدام وقود الطيران المستدام يحد من انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 65% من المستويات اللازمة لتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية في قطاع النقل الجوي بحلول عام 2050.
- «أوبك+» يمدد تخفيضات إنتاج النفط حتى نهاية 2025.. ويقر هدفاً جديداً للإمارات
- كيف يؤدي تغير المناخ لارتفاع حرارة الأرض؟.. مستوى لا يُطاق في 2050
وقال ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" إن شركات الطيران أعربت عن رغبتها في استخدام المزيد من وقود الطيران المستدام، واستعدادها للاستفادة من كل الكميات التي يتم انتاجها، وسُيسهم سجل وقود الطيران المستدام في تلبية الاحتياجات الضرورية لجميع الأطراف المعنية، وذلك في إطار الجهود العالمية لتعزيز مستويات إنتاجه.
وأشار إلى أن الحكومات تحتاج إلى نظام موثوق لتتبع جودة وقود الطيران المستدام المستخدم وكمياته، كما يجب على منتجي وقود الطيران المستدام إجراء عمليات حساب دقيقة لكل ما يتم تسليمه، وقياس مدى فعاليته في تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية.
وأكد أن على العملاء من الشركات إجراء عمليات حساب شفافة لانبعاثات النطاق الثالث الخاصة بهم مضيفا: “ لا بد أن تكون شركات الطيران واثقة من قدرتها على الاستفادة من المزايا البيئية لوقود الطيران المستدام الذي تقوم بشرائه، وستتمحور مهمة السجل تلبية هذه الاحتياجات”.
وأوضح أنه من خلال تنفيذ هذه الإجراءات، سيساعد السجل على تأسيس سوق عالمية لوقود الطيران المستدام عن طريق ضمان قدرة شركات الطيران على الحصول على هذا الوقود أينما تم إنتاجه، والتأكد من وصول منتجي وقود الطيران المستدام إلى شركات الطيران بصرف النظر عن مكان تواجدها.
ويتيح السجل لشركات الطيران شراء وقود الطيران المستدام أينما تم إنتاجه، وتتبع الخواص البيئية لكلّ دفعة من الوقود وتخصيصها لشركة الطيران التي تشتريها.
ويتميز السجل بالحيادية بما يتعلق باللوائح التنظيمية وأنواع وقود الطيران المستدام وغيرها من المحددات المنصوص عليها في الاختصاصات القضائية والأطر ذات الصلة، مما يجعله قادراً على التعامل مع متطلبات المستخدمين بالكامل.
ويساعد السجل شركات الطيران على استيفاء شروط اللوائح التنظيمية، مثل خطة خفض تعويض الكربون للطيران الدولي، وخطة تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي، بما يضمن الامتثال لمجالات استخدام وقود الطيران المستدام، ويوضح مستويات الانخفاضات في الانبعاثات لدى السلطات بكل شفافية.
ويضمن السجل الامتثال لمبادئ احتساب وقود الطيران المستدام وإعداد التقارير الخاصة به والمتفق عليها على مستوى القطاع، بما ينسجم بشكل كامل مع البروتوكولات الدولية وأفضل الممارسات في القطاع. كما يوفر ضمانات تحول دون ازدواجية العد والمطالبة، ويضمن ثبات وسلامة جميع التدخلات في إطار السجل.
ويجري تطوير السجل بالتشاور مع شركات الطيران والسلطات الحكومية والمنظمات الدولية وشركات تصنيع المعدات الأصلية ومنتجي الوقود ومورديه والمطارات وشركات إدارة السفر المؤسسي.
وتلعب الحكومات دوراً محورياً إلى جانب شركائها في المشروع، لا سيما من حيث ضمان الامتثال لمتطلبات هيئات الطيران المدني.
ويمكن للسلطات المعنية التحقق من صحة المطالبات والموافقة عليها بسرعة، وتحديث قوائم جرد الانبعاثات الوطنية، وموائمة إجراءاتها مع المعايير الدولية كتلك التي وضعتها منظمة الطيران المدني الدولي “إيكاو”.
زيادة الإنتاج
توقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي "إياتا" زيادة إنتاج وقود الطيران المستدام في عام 2024 بواقع ثلاثة أضعاف الكمية التي يتم إنتاجها ليصل إلى 1.9 مليار لتر (1.5 مليون طن) وهو ما يمثل 0.53% من احتياجات وقود الطيران خلال هذا العام.
وقال ويلي والش، المدير العام لــ"إياتا" وفق بيان صادر اليوم أن أمام الحكومات فرصة اتخاذ العديد من الإجراءات للتشجيع على استخدام وقود الطيران المستدام الذي يحد من انبعاثات الكربون بنسبة تصل إلى 65% من المستويات اللازمة لتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050، ما يجعل زيادة إنتاجه خلال عام 2024 بواقع ثلاثة أضعاف عما كان عليه في العام السابق مؤشراً إيجابياً.. وأضاف : "رغم أن الطريق أمامنا لا يزال طويلاً، فإن التركيز بدأ ينصب على الزيادة المتسارعة في الإنتاج".
وأوضح "إياتا" في بيان صادر اليوم أن عدد مشاريع الوقود المتجدد المعلن عنها وصل إلى 140 مشروعاً، والتي يمكن أن تسهم في إنتاج وقود الطيران المستدام وستدخل حيز الإنتاج بحلول العام 2030.. مؤكدا أن المضي في هذه المشاريع يمكن أن يرفع إجمالي الطاقة الإنتاجية للوقود المتجدد إلى 51 مليون طن بحلول عام 2030، مع انتشار الطاقة الإنتاجية في جميع المناطق تقريبا.
ويمكن أن تتجاوز إمكانات إنتاج الوقود المتجدد هذا التقدير مع تزايد اهتمام المستثمرين بوقود الطيران المستدام، والأخذ بعين الاعتبار وجود فارق زمني نموذجي يتراوح بين ثلاث وخمس سنوات من التخطيط إلى الإنتاج، وبالتالي فإن الإعلان عن استثمارات حتى عام 2027 يمكن أن يصل إلى مرحلة الإنتاج بحلول عام 2030، لكن يجب مراعاة أن بعض المشاريع لا تصل إلى مرحلة قرارات الاستثمار النهائية.
ويتطلب تحقيق الهدف الذي وضعته منظمة الطيران المدني الدولي (إيكاو)، والمتمثل بخفض الانبعاثات بواقع 5% باستخدام وقود الطيران المستدام، زيادة إنتاج هذا الوقود من نسبة 3% من إجمالي إنتاج الوقود المتجدد حالياً إلى حوالي 27% في عام 2030.
وحول الإجراءات السياسية الممكنة لتعزيز إنتاج وقود الطيران المستدام، أشارت "إياتا" إلى توفر العديد من الحلول الممكنة لتسريع عملية حصول قطاع الطيران على وقود الطيران المستدام على نطاق واسع، ومنها تنويع المواد الأولية، إذ تشير التوقعات إلى أن 80% من إجمالي وقود الطيران المستدام المتوقع إنتاجه على مدى الأعوام الخمسة المقبلة يأتي من الأحماض الدهنية المهدرجة، بما فيها زيوت الطهي المستعملة والدهون الحيوانية وغيرها، ومن شأن تسريع اعتماد أساليب الإنتاج والمواد الأولية الأخرى، بما في ذلك المخلفات الزراعية ومخلفات البلديات، أن يعزز إلى حد كبير من إمكانات إنتاج وقود الطيران المستدام.
ومن ضمن الحلول وفق "إياتا" تقديرات المعالجة المشتركة وذلك باستخدام معامل التكرير الحالية في المعالجة المشتركة للمواد الأولية المتجددة المعتمدة بنسبة 5% إلى جانب تدفقات النفط الخام، وتقديم حوافز لتعزيز التوازن في إنتاج مرافق الوقود المتجدد، وحوافز لتعزيز الاستثمارات في إنتاج الوقود المتجدد.