روسيا تعترف بقصف سوري وتحمل المعارضة مسؤولية الغاز السام
روسيا تقول إن غارات للجيش السوري أصابت مستودعا للأسلحة الكيماوية تملكه المعارضه في إدلب ما أدى إلى تسرب الغاز السام
أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الأربعاء، أن التلوث بالغاز السام الذي انتشر في بلدة خان شيخون بمدينة إدلب السورية ناجم عن تسرب غاز من مستودع للأسلحة الكيماوية تملكه المعارضة المسلحة بعد أن أصابته ضربات جوية نفذتها قوات الحكومة السورية.
وصرح المتحدث باسم وزارة الدفاع، إيجور كوناشنكوف، بأن الأسلحة في المستودع تم نقلها إلى البلاد من العراق.
وأضاف المتحدث في بيان نشرته وكالة سبوتنيك الروسية أن "الذخائر والمواد السامة التي تم تدميرها من قبل القوات الجوية السورية في إدلب كان يستخدمها الإرهابيون في حلب". وأشار إلى أن المستودع كان يستخدم كمصنع لتصنيع قنابل تحمل مواد سامة، وخانقة.
وحمّل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الرئيس السوري، بشار الأسد، المسؤولية عن الهجوم الكيميائي الأخير في خان شيخون جنوب إدلب، من جهته، صرح وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، بأن الولايات المتحدة تدعو روسيا وإيران للضغط على الأسد، فيما يتعلق بالهجوم الكيميائي في إدلب.
وفي الوقت الذي نفت فيه روسيا وسوريا صحة ما تردد عن قيامهما باستخدام أسلحة كيميائية تحوي مواد سامة في خان شيخون في إدلب، وجّهت قوى المعارضة أصابع الاتهام إلى دمشق. وأضافت الوزارة أن الأعراض التي ظهرت على الضحايا تماثل الأعراض التي ظهرت عندما نشرت المعارضة المسلحة أسلحة كيماوية.
من ناحيته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض مقره لندن يقول إنه يستقي أخباره من نشطاء) إن عدد ضحايا القصف ارتفع إلى 72 قتيلا.
ووفق المرصد فإن مسعفين وعمال إنقاذ تحدثوا عما يشتبه في أنه هجوم كيماوي شنته القوات السورية على مواقع خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في إدلب، الثلاثاء.
ونقل المرصد عن مصادر طبية قولها إن الهجوم تسبب في العديد من الاختناقات أو الإغماءات وإن البعض كانت تخرج رغاوي من فمه.
وذكر مصدر بالحكومة الأمريكية أن الحكومة تعتقد أن غاز السارين الكيماوي استخدم في الهجوم، مضيفا أنها "متأكدة تقريبا" بأن القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد هي التي نفذت الهجوم.
ونفى الجيش السوري المسؤولية، وقال إنه لم يستخدم قط أسلحة كيماوية. وقال الجيش السوري في بيان: "الجيش العربي السوري ليس لديه أي نوع من أنواع الأسلحة الكيميائية والسامة، ولا يستخدمها ولم يستخدمها لا سابقا ولا لاحقا لأنها بالأساس غير موجودة". ويتهم الجيش السوري المعارضة بتنفيذ مثل هذه الهجمات وإلصاقها به.
وقدمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، الثلاثاء، مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي يندد بالهجوم الذي يلقون باللوم فيه على القوات السورية. وقال دبلوماسيون إن من المرجح طرح مشروع القرار للتصويت اليوم الأربعاء.
ويتضمن مشروع القرار أنه يتعين على الحكومة السورية أن تقدم للجنة تحقيق دولية خطط الطيران والسجلات ليوم الثلاثاء، بالإضافة إلى أسماء جميع قادة سرب الطائرات الهليكوبتر والسماح بدخول القواعد الجوية التي يعتقد المحققون أنها ربما استخدمت لشن هجمات باستخدام أسلحة كيماوية.
ومن ناحيته، ندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بما وصفها "بالأعمال الشائنة التي يقوم بها نظام بشار الأسد"، لكنه ألقى باللوم أيضا على "الضعف" الذي أبداه سلفه باراك أوباما بشأن سوريا.
وأصدر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون نداء لروسيا وإيران "لممارسة نفوذهما على النظام السوري وضمان عدم تكرار مثل هذا الهجوم المروع مرة أخرى أبدا."
في المقابل، ألقى وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك أيرو، باللوم على الإدارة الأمريكية، قائلا إن الهجوم يمثل اختبارا لإدارة ترامب، وحث واشنطن على توضيح موقفها بشأن الأسد.
وإذا تأكد الهجوم الذي يقال إنه وقع في بلدة خان شيخون فسيكون أكبر هجوم بالأسلحة الكيماوية من حيث عدد القتلى في سوريا منذ أن أدى هجوم بغاز السارين إلى قتل مئات المدنيين في الغوطة على مقربة من دمشق في أغسطس/ آب عام 2013.
وقال مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، لرويترز إن التقييمات بأن طائرات حربية تابعة للحكومة السورية هي التي نفذت الهجوم تستند إلى عدة عوامل مثل نوع الطائرات التي نفذت الهجوم ومنها مقاتلات سوخوي 22.
aXA6IDE4LjIyMS4xODMuMzQg جزيرة ام اند امز