كيف أتعامل مع الطفل المتنمر وطرق تهذيبه؟ 7 نصائح للوالدين
إذا كان الطفل المتنمر المؤذي لغيره هو ابننا، فعلينا أن نتحلى بالهدوء والقدرة على اتخاذ قرارات سليمة تُحسن من صفاته وسلوكه دون تهوين لفعله أو تهويل مبالغ به.
بالتأكيد، يؤلمنا أن يتعرض أطفالنا للتنمر وإساءة المعاملة من زملائهم والمحيطين بهم، ولكن كيف يبدو الوضع إذا كان ابنك هو الطفل المتنمر الذي يؤذي غيره بالتعليقات السلبية أو التعدي عليهم! أوضح خبراء التربية أن هذا السلوك يرجع إلى أسباب معينة يمكن للآباء معالجتها وتعديل سلوك أطفالهم حتى يكونوا أكثر رحمة ولطفا مع الآخرين.
ما أبرز العلامات العامة للطفل المتنمر؟
التنمر ما تشرحه منظمة اليونيسيف هو: "هو أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل آخر أو إزعاجه بطريقة متعندة ومتكررة. وقد يأخذ التنمر أشكالا متعددة منهها: نشر الإشاعات، أو التههديد، أو مهاجمة الطفل المُتنَمَّر عليه بدنيا أو لفظيا أو عزل طفلٍ ما بقصد الإيذاء أو أي أفعال أخرى تحدث بشكل غير ملحوظ".
من الممكن أن يتعرض الأطفال للمضايقات من قِبل زملائهم، أحيانا بسبب اختلافاتهم أو عدم قدرتهم على التواصل، وفي أغلب المدارس يشيع ظهور مجموعة من الأطفال يتملكهم شعورا بالقوة والاستعلاء على الأطفال الآخرين، ويتعمدون إيذاء الأضعف منهم بشكل متكرر سواء بدنيا أو لفظيا، وهؤلاء هم المتنمرون.
اقرأ أيضا: في اليوم العالمي للسعادة.. 5 أسرار لتربية طفل سعيد
يمكن أن تظهر على ابنك بعض العلامات التي تشير أنه الطفل المتنمر- كما توضح بعضها مبادرة stomp out bullying- ويمكن ملاحظتها من خلال:
- ظهور سلوك عدواني داخل المنزل مع أشقائهم.
- التصرف بعدائية ودفاعية تجاه المعلمين والآباء والأشخاص الأكبر منهم.
- لا يُظهر الطفل المتنمر التعاطف مع الآخرين أو من يتعرضون للعنف والتنمر.
- غالبا ما يكون سريع الانفعال والغضيب، ولا يمتلك القدرة على التحكم في انفعالاته.
- يحاول باستمرار كسر القواعد والحدود التي تُفرض عليه.
- تصدر عنه تعليقات سلبية تجاه المختلفين عنه.
- استغلاله لقوته الجسدية بشكل عدواني.
- غالبا ما تريد الفتيات المتنمرات الحصول على كل ما يردن فوق أي اعتبار.
- شكاوى إدارة المدرسة المتكرر بسبب سلوكه العدوني وعدائيته.
- قضاء وقت طويل على الهاتف الذكي وتصفح الإنترنت.
كيفية التعامل مع الطفل المتنمر؟
إذا كان ابنك أو ابنتك هو الطفل المتنمر فعليك أن تفهم أنه ضحية لوضع وحالة نفسية غير سليمة أو سوية، فسلوكه العدواني تجاه الآخرين قد يكون نتيجة عدد من الأسباب التي أوضحها معهد child mind على موقعه الإلكتروني، والتي يجب على الأباء والمدرسين اكتشافها لتبين الطريقة الأفضل للتعامل معه.
ومن هذه الأسباب:
1- اكتساب صداقات معينة
قد لا يكون هذا السلوك المتنمر هو طبيعة طفلك، ولكنه مدفوع بالرغبة في أن يكون ضمن مجموعة معينة من الأصدقاء الذين يمارسون التنمر على الآخرين، فيحاول أن يفعل مثلهم لينل ثقتهم وإعجابهم ويضمونه إليهم.
2- التعرض للعنف
في كثير من الأحيان، قد يكون التنمر حيلة دفاعية يقوم بها الأطفال تجاه الأضعف منهم، لأنهم يحاولون استعادة الشعور بالقوة بعد أن تعرضوا هم أنفسهم للعنف البدني أو النفسي في المنزل على يد أحد الوالدين أو من أطفال آخرين، فمن الممكن أن تكون إساءة معاملة الأطفال نواة لتقديم أطفال متنمرين للمجتمع.
3- لفت الانتباه
يلجأ بعض الأطفال في المدرسة إلى التميّز بأي طريقة عن زملائهم كي يلفتوا انتباه المعلمين أو كمحاولة بائسة لجذب اهتمام آبائهم، خاصة إذا كانوا منشغلين عنهم فترات طويلة، ولا يملكون القدرة على التعبير عن مشاعرهم ورغبتهم في اهتمام والديهم بصورة أفضل.
4- عدم الوعي
اعتياد الأطفال على إطلاق الصفات السخيفة على أقرانهم أو إيذائهم من باب التسلية والضحك، نتيجة لعدم وعيهم بتأثير سلوكهم على الأطفال الآخرين، وعدم توعيتهم بخطورة الاستهزاء والسخرية من غيرهم.
5- انعدام الثقة بالنفس
تنشئة طفل فاقد الثقة بنفسه، قد يولد لديه رغبة في حماية نفسه من التعرض للمضايقة أو التقليل منه، فيخلق حول نفسه حاجزا بالبدء بانتهاك الآخرين والعداء تجاههم حتى يخشونه.
نصائح للوالدين للتعامل مع الطفل المتنمر
بسبب صدمة الآباء أحيانا أو عدم قدرتهم على فهم دوافع أبائهم للتنمر على الآخرين، قد يتخذون طريقة غير صحيحة للتعامل مع الطفل المتنمر ولكن استيعاب الموقف والقدرة على معرفة ما وراءه يساعد الوالدين على تحسين سلوك ابنهم أو ابنتهم، وذلك من خلال نصائح قدمها معهد child mind للآباء، وهي:
1. التواصل
يجب أن يُمهد الآباء جسرا للتواصل مع أبنائهم، على أن يمنحوهم مساحة يمكنهم فيها التعبير عن مشاعرهم وأفكارهم ودوافعهم، ومع معرفة سلوكهم المتنمر من المدرسة أو بشكوى من الأطفال أنفسهم، من الأفضل التحدث معهم بهدوء ورغبة حقيقية في فهم الدافع وراء ذلك.
بشكل تدريجي قد يتم ملاحظة السبب وراء سلوكه، الذي يتم توعيته لخطورته عليه وعلى زملائه، وعلى علاقاته بالآخرين واحترامه لنفسه.
2. راجع أفعالك
من المهم أن يراقب الآباء أنفسهم تصرفاتهم وسلوكهم داخل المنزل، وهم ينصحون أطفالهم بعدم التنمر، فعلى الأب أو الأم متابعة الطريقة التي يتعاملون بها مع أبنائهم، ومدى مراعاتهم لمشاعر المحيطين بهم والتعاطف معهم، ومعاملتهم أيضا لأزواجهم ونبرة الصوت والكلمات التي يستخدمونها.
من الممكن أن يكتشف الوالدين أنهم يتنمرون داخل المنزل، وأن أطفالهم ما هم إلا انعكاس لهم، ولذلك عليهم البدء بأنفسهم وتعديل سلوكهم وتغيير التعليقات السلبية والبعد عن استخدام العنف بدنيا أو لفظيا.
3. عقاب حقيقي
لا يجب أن يقتصر الأمر على معاتبة الأطفال وتوجيههم نحو السلوك السليم، فالأفضل أن يكون هناك عواقب تحذر من تكرار هذا السلوك، وتوضح عدم الاستهانة في تكراره واتخاذه على محمل الجد، مثل المنع من مشاهدة التلفزيون أو اللعب لمدة معينة، أو الحرمان من المصروف.
4. إصلاح الخطأ
اعتذار ابنك أو اينتك هو الطريقة المناسبة للتعامل مع الموقف، والتي تجعله يستوعب أن التنمر مؤذي ويجب أن يخفف عن مَنْ أذاه باعتذار صادق، كما أن هذا يعلم الأبناء مستقبلا على مواجهة مشكلاتهم وينمي داخلهم ثقافة الاعتذار.
5. الدعم المستمر
يحتاج الأبناء دوما إلى دعم آبائهم، فالطفل الذي لا يحصل على الاهتمام الكافي والمحبة من والديه، سيحاول تعويض فجوة هذا الشعور بطرق أخرى منه التنمر ومحاولة اكتساب أهمية غير خقيقية، ولذلك احرصوا على تشجيع أبنائكم والبقاء إلى جانبهم ومدحهم وتعظيم الفعل الحسن لديهم.
6. المراقبة والحكم
لا بدّ من مراقبة تصرفات الطفل المتنمر دون أن يشعر بأنه مُراقب، ولكن عن طريق المتابعة مع المدرسة وملاحظة سلوكه في المنزل لفهم مدى تطوره بشكل إيجابي وتخليه عن العنف والإيذاء.
7. طلب المساعدة
في بعض الأحيان يبدو الأمر أكبر من قدرة الآباء على التصرف بشكل سليم، ويتطلب مساعدة مختصين من الأطباء النفسيين واستشاريي التربية بتقويم سلوك الطفل والتعرف على النهج السليم للتخلص من العدائية.
تأثير التنمر على الصحة النفسية
تبدو آثار التنمر جلية على الأطفال الذين يتعرضون له، ويجعلهم في وضع نفسي وبدني سئ، وقد يظهر ذلك في صورة عدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة مما يعطل تطورهم الدراسي، كما يفقدون الثقة في أنفسهم ويكونون صورؤة سلبية عن ذواتهم قد تستمر لمراحل متقدمة من العمر.
يُصاب مَنْ يتعرضون للتنمر بالخوف من المجتمع والخجل وعدم الرغبة في التواجد داخل مجموعات، وينعزلون في المنزل، وقد يواجهون مشكلات نفسية منها: الاكتئاب، والقلق، وقد يؤدي في بعض الحالات إلى الإقدام على الانتحار.
كيف اتعامل مع طفلي المتنمر عليه؟
وفي حال كان طفلك هو مَنْ يتعرض للتنمر، هناك علامات يمكن ملاحظتها عليه، سواء في انعزاله أو رفضه للطعام وفقدانه الرغبة في الذهاب إلى المدرسة، ولديه صورة مشوهة عن نفسه ويعبر عنها بسلبية، كما أنه قد يواجه صعوبة في النوم، وحينها يجب على الوالدين اتخاذ مبادرة بالحديث إليه.
وتنصح منظمة اليونيسيف أن يقوم الوالدين بـ:
- تشجيع الأبناء على الحديث دون خوف من الحكم عليهم أو الاستهانة بما سيقولونه.
- الاستماع إلى الابن أو الابنة جيدا للنهاية، ووصفهم بالشجاعة والقوة لأنهم ما زالوا صامدين أمام المرور بموقف صعب وقاسي.
- عدم إظهار التوتر والفزع حتى لا يخفي الطفل بعض التفاصيل التي قد تكون مزعجة لك.
- لا تلوم ابنك/ ابنتك واحرص على أن تتعرف على تفاصيل المواقف التي يتعرض لها.
- التعاطف مع الطفل ودعمه معنويا بالحب والتحفيز المستمر.
- من المهم أن تشركه في الحل، ولا تتصرف دون أن تعرف ما يريد فعله للتخلص من الأذى والتنمر.
- إطلاعه على طرق حماية نفسه من التنمر، والأشخاص المسئولين في الندرسة أو النادي الذين عليه أن يتوجه إليهم ليُيبلغ عن التنمر.
- الاتفاق على مرحلة معينة، يمكن للآباء التدخل فيها بشكل مباشر لوقف العنف والإيذاء تجاه أبنائهم.
- إذا كان تأثير التعرض للتنمر على طفلك لم يتم التخلص منه باتباع الخطوات السابقة، يجب اللجوء لمختص نفسي وتربوي.
كيفية دعم الأطفال المتضررين من التنمر؟
دعم الطفل الذي تعرّض للتنمر يجب أن يكون من المدرسة أيضا، لذلك علينا تعليم أطفالنا التوجه إلى المعلمين المسئولين للإبلاغ عن الواقعة التي تعرّض لها أو الإيذاء الذي واجهه من أطفال آخرين، كما على الأم أو الأب التواصل مع المسئولين بهدوء وتجنب الانفعال، مع ضرورة الاتفاق على التوعية في المدارس بالتنمر وتأثيراته.
الطفل المتنمر أو الأطفال الذين يتعرضون للتنمر غالبا ما يكونون ضحايا أوضاع اجتماعية مؤذية وغير سوية، ولذلك على الآباء والمدارس والمجتمع الحرص على التخلص من آفة التنمر لتقديم أجيال نافعة ومتطورة وسليمة صحيا ونفسيا.
aXA6IDMuMTQxLjIuMTkxIA== جزيرة ام اند امز