الإفتاء المصرية تكشف عن سموم مجلة نسائية أصدرتها "طالبان"
مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية يحلل أول مجلة نسائية تصدرها طالبان باكستان والسموم التي تبثها في عروق النساء
كشفت دار الإفتاء المصرية عن العلاقة بين المجلة النسائية الأولى التي أصدرتها حركة طالبان باكستان وبين تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدة أن الاثنين يجمعهما نفس الفكر والانحراف.
وقال مرصد الفتاوى التكفيرية والفتاوى المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية في بيان نشره على صفحته الرسمية على "فيس بوك"، الأربعاء، إن حركة طالبان الباكستانية أصدرت النسخة الأولى من مجلة نسائية تهدف إلى إقناع النساء بالانضمام إلى الحركة المسلحة والمشاركة فيما يزعمون أنه "جهاد".
ونشرت الحركة نسختها الأولى من المجلة النسائية التي أطلقت عليها اسم (سُنَّة خَوْلة) – أي طريق خَوْلَة – وعلى غلافها صورة لامرأة ترتدي البرقع.
وبحسب المرصد (هدفه رصد الفكر المتطرف وتفنيده والرد عليه)، فإنه باطلاعه على المجلة الصادرة باللغة الإنجليزية اتضح من الوهلة الأولى ضعف إخراجها الفني الذي لم يَرقَ إلى إصدارات تنظيم داعش المختلفة رغم أنه يحاول تقليدها.
واسم المجلة الموجهة للنساء يعكس الرسالة التي يحاول التنظيم المتطرف توجيهها إلى النساء في حثهن للانضمام إلى حركة الجهاد، وما يحمله من معطيات تاريخية؛ حيث تنسب إلى إحدى الشخصيات الشهيرة في تاريخ الإسلام، وهي خولة بنت الأزور التي يضرب بها المثل في الشجاعة والبطولة التي أبدتها في معركة أجنادين.
ولفت مرصد دار الإفتاء المصرية إلى أن حركة طالبان الباكستانية حاولت من خلال هذه المجلة استدعاء أحداث تاريخية من أجل تحفيز النساء على الجهاد، حيث جاء عنوان المجلة "طريق خولة … مجلة من المهاجرات في سبيل الله في خراسان".
وتابع في تحليله لمجلة طالبان النسائية الأولى أن الصفحات الداخلية يبدو التركيز فيها على القسم التحريري أكبر من المشهد البصري، حيث لم تحتل الصورة جزءًا مهمًّا في اﻟﻤﺠلة.
فالصورة السائدة في خلفية النص هي لقافلة مكونة من 3 جِمال في الصحراء، فضلًا عن صورة لزعيم التنظيم الملا فضل الله الخراساني، ثم صورة لطفل يحمل سلاحًا.
وأما القسم التحريري الذي يحتل أغلب المجلة ولا يترك إلا مساحةً صغيرة للصور، فقد بدأ بافتتاحية المجلة التي تناولت الحرب الباكستانية الهندية، حيث اعتبرت المجلة أن "عقيدة الجيش الباكستاني لن تصمد أمام الجيش الهندي الكافر، وأنه لا بد أن يعتنق عقيدة الجهاد الإسلامية من أجل دحر الأعداء وهزيمتهم".
ثم نشرت المجلة ترجمة إنجليزية لبيان زعيم التنظيم الذي جاء تحت عنوان "النساء المؤمنات" يخاطب فيه نساء المسلمين ويذكرهنَّ بقدر زوجة فرعون التي ضرب الله بها المثل في الصبر والإيمان.
كما تضمنت مقالًا مطولًا لطبيبة باكستانية تدعى "خولة بنت عبد العزيز"، بعنوان "رحلتي من الجهل إلى الوعي"، تشرح فيه قرارها بالتخلي عن التعليم الغربي، وتبني أيديولوجية التنظيم المتطرفة التي تصفها بالعقيدة الصحيحة.
كذلك دعت النساء إلى الانضمام إلى التنظيم والخروج "من ظلمة الجهل إلى نور الإسلام الصحيح".
وأجرت المجلة مقابلة مع زوجة زعيم حركة طالبان، التي لم يذكر اسمها، تحدثت فيها عن زواجها من فضل الله الخراساني عندما كان عمرها 14 عامًا، دعت خلالها إلى تشجيع الزواج المبكر.
وتضمنت المجلة أيضًا عمودًا تحت عنوان "انهضن يا بنات حواء فقد حان وقت الشهادة" يقدم النصائح للراغبات في القتال ويشدد على "تنظيم التجمعات السرية في المنزل، ودعوة أخواتكن الجهاديات اللواتي يفكرن مثلكن، وتوزيع المواد المكتوبة التي تتحدث عن القتال، وتنظيم دروس التدريبات الجسدية لأخواتكن، وتعليمهن كيفية استخدام الأسلحة البسيطة والقنابل اليدوية".
ولم ينسَ محررو المجلة أن يضيفوا قِسما خاصًّا بالأطفال، جاء تحت عنوان: "تعالوا إلى الجهاد مع المجاهد الصغير عمر".
ويحكي في هذا القسم ما يدعى بالطفل عمر البالغ من العمر بضعة أعوام كيف انضم إلى مدرسة الشريعة في خراسان وأنه يمارس التدريبات اليومية ويخدم "المجاهدين" ويساعدهم في أوقات فراغه، كما دعا الأطفال إلى التخلي عن آبائهم والهجرة "في سبيل الله والالتحاق بالتنظيم والاستشهاد".
وعلى هذا قال مرصد الإفتاء إن تنظيم طالبان الباكستاني يسير على نهج داعش في التغرير بالنساء وتحريضهن على الانضمام للتنظيم واستغلالهن لتنفيذ العمليات الانتحارية.
aXA6IDMuMTIuNzMuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز