بعد غياب 18 عاما.. من يحاول إشعال فتنة زكريا بطرس؟
تسعى خفافيش الظلام في مصر إلى استغلال تصريحات زكريا بطرس، القمص المفصول من الكنيسة الأرثوذكسية، في إشعال الفتنة الطائفية بالبلاد.
ويأتي ذلك بعد التصريحات العدائية التي أطلقها زكريا بطرس وأساءت للنبي محمد.
ورغم أن بطرس قد فصلته الكنيسة في مصر منذ 18 عاما، روجت صفحات تابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل جماعي ومكثف مقطوعات مصورة قديمة وحديثة للقمص الذي جردته الكنيسة المصرية من منصبه منذ عام 2003 مطالبة بمحاكمته رغم كونه يقيم خارج مصر منذ سنوات طويلة.
أسلوب معتاد
الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية صبرة القاسمي، قال في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن الإخوان دأبوا منذ سنوات على استغلال أي حدث لإحداث فتنة طائفية في مصر، لأن الجماعة تتصور أنها ستحقق من وراء ذلك مردودات سياسية تستغلها لصالحها.
وأشار القاسمي إلى أن الإخوان وإن كانوا يعلمون علم اليقين أن الكنيسة والأقباط في مصر تبرأوا من هذا القمص المفصول من الكنيسة إلا أنهم يروجون للأمر كأنه لا يزال تابعاً للكنيسة في محاولة يائسة منهم لإشعال فتنة طائفية في مصر هم كانوا سبباً رئيسياً فيها أثناء وجودهم في البلاد.
من جهتها أكدت الكاتبة الصحفية فاطمة ناعوت أن "الفتنةُ" عدوُّ النماء،. كلُّ محاولات الإنماء التي تبذلها الدولةُ الآن للنهوض بمصر لإخراجها من نفق العالم الثالث إلى مصافّ العالم الأول وبناء الجمهورية الجديدة التي نحلم بها، تعرقلُها عواملُ عديدة، أخطرُها الفتنة التي يحاولُ البعضُ الآن إشعالها بين أبناء مصر المسلمين والمسيحيين".
وتابعت في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية": "ابحثْ عن المستفيد من عرقلة بناء مصر في هذه المرحلة التاريخية المهمة التي نشهدُ فيها، ويشهدُ العالمُ معنا، عُرسَ إشراق مصر الوشيك؛ لتدركَ أن هناك مَن يستميت لوأد مسيرة التنمية ببذر بذور الفتن. إذا أردت هدم مجتمع في غمضة عين، لا تلجأ إلى القنبلة الهيدروجينية، بل انثرْ بذورَ الفتن والشقاق، فيأكل المجتمعُ نفسَه، مثلما يأكلُ السرطانُ جسدَ المريض".
ترابط
في نفس السياق ذهب الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم، مؤكداً لـ"العين الإخبارية" أن العلاقة التي تربط مسلمي مصر بمسيحييها أكبر بكثير من أي تدخل أو فتنة تهدمها، مشيرا إلى أن المصريين فطنوا للمنتفعين من تلك الفتنة التي يروج لها أناس لا يدينون بالولاء لمصر نهائياً.
واتهم شاهين جماعة الإخوان الإرهابية بمحاولة الوقيعة بين أبناء الشعب المصري المترابط، وإصرارهم الشديد على ذلك من خلال إعادة نشر تجاوزات المدعو زكريا بطرس المغضوب عليه من المسيحيين أكثر من المسلمين.
تبرؤ
وكانت الكنيسة الأرثوذكسية في مصر، قد أصدرت بيانا للرد فيه على تصريحات الكاهن السابق زكريا بطرس، حيث أكدت أن علاقتها به انقطعت منذ أكثر من 18 عاما.
وعبرت عن رفضها لـ"أساليب الإساءة والتجريح لأنها لا تتوافق مع الروح المسيحية الحقة"، وأضافت: "نحن نحفظ محبتنا واحترامنا الكامل لكل إخوتنا المسلمين".
وأشارت الكنيسة في بيان رسمي لها إلى أن "زكريا بطرس كان كاهنا في مصر وتم نقله بين كنائس عدة، وقدم تعليما لا يتوافق مع العقيدة الأرثوذكسية لذلك تم وقفه لمدة، ثم اعتذر عنه وتم نقله لأستراليا ثم المملكة المتحدة حيث علم تعليما غير أرثوذكسي أيضا، واجتهدت الكنيسة في كل هذه المراحل لتقويم فكره".
وتابعت: "الكاهن السابق قدم طلبا لتسوية معاشه من العمل في الكهنوت وقبل الطلب المتنيح قداسة البابا شنودة الثالث بتاريخ 11 يناير 2003 ومنذ وقتها لم يعد تابعا للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أو يمارس فيها أي عمل من قريب أو بعيد".
aXA6IDMuMTM1LjIwMC4xMjEg جزيرة ام اند امز