إيمان اليوسف لـ"العين": بفضل الكتابة نتحمل العالم
الكاتبة والروائية الإماراتية الشابة إيمان اليوسف تكشف في حوارها الخاص لـ"العين" انتظار صدور مجموعتها القصصية الأحدث "بيض عيون"
الكاتبة والروائية الإماراتية الشّابة إيمان إقبال اليوسف نجحت في وقت قياسي في تثبيت اسمها على خريطة المشهد الثقافي المحلي بقوة، بعد أن صدر لها روايتان، الأولى بعنوان "النافذة التي أبصرت"، والثانية "حارس الشمس"، والأخيرة حازت عنها الجائزة الأولى في النسخة الثالثة لمسابقة الإمارات للرواية 2016، مناصفة مع رواية الكاتب سعيد البادي "مدن ونساء". كما صدر لها أيضا مجموعتان قصصيتان هما "وجوه إنسان" و"طائر في حوض الأسماك"، وكتاب حوارات ثقافية بعنوان "خبز وحبر".
تصدر اليوسف في نشاطها الإبداعي عن قناعة راسخة بأن "الكتابة تدعك تستمر، تتحمل بفضلها العالم".
اليوسف كشفت لـ"بوابة العين الاخبارية" في حديث خاص في أبوظبي، أنها ما زالت تقرأ وتبحث وتكتب، وتنتظر مولودها الجديد؛ مجموعتها القصصية الأحدث بعنوان "بيض عيون" التي ما زالت قيد الطبع. اليوسف بددت غرابة عنوان مجموعتها الجديدة بقولها:
خطر لي أن أغيّر في الكتابة السائدة، فالمجموعة تتفق مع سابقتيها بأن ليس لشخصياتها أسماء وتختلف في المواضيع التي تناقشها إذ تجنح إلى السوريالية وتميل إلى الجنون الذي يختلط بشكل غريب مع الواقع حتى لتضيع الخطوط الفاصلة بينهما.
عن محتوى المجموعة أوضحت اليوسف أنها تحتوي على جملة من القصص؛ منها: "قميص بطعم الفراولة"، "طقوس دفن الأظافر"، "باب الكرز"، "أرجوكم لا تعبثوا بدوائري"، و"أنا إبريق الشاي" وعنوانها مستمد من أغنية قديمة للأطفال غنّاها الفنان المونولوجست المصري الراحل سيد الملاّح، والقصة قام المخرج أحمد يوسف بتحويلها إلى مسرحية عُرضت على مسرح القصباء في الشارقة، في إطار مهرجان الفن والأدب الخليجي الخامس الذي اختتم في 31 مايو من العام الماضي.
بسؤالها عن سر نجاحها في ظل زحام المشهد الثقافي في الإمارات، أجابت: أنا أرتحل بالكلمة إلى ضفاف الأدب لأصنع عالما يأخذ بي إلى المستقبل، فتجدني أسير حثيثا وسط هذا الزحام الذي أتمنى أن يتسع وأسعد بولادة كاتب جديد كل يوم. لي بصمتي الأدبية الخاصة التي تميزني عن سواي، كما أن ما أنجزه مختلف من حيث المضمون والقضية والفكرة والزاوية التي أقدمها منها. أنا لست بكاتبة فقط، إنما أتنفس الأدب والثقافة وأعيش بهما معا.
أيضا، تقول اليوسف، إنني مؤمنة بمقولة الكاتب الأمريكي الشهير مارك توين: "النجاح عبارة عن خليط بـ 1% من الإبداع و99% من الاجتهاد"؛ لذا أحرص على متابعة الأعمال الجديدة والمبادرات والفعاليات الأدبية في المشهد الثقافي الإماراتي والعربي على حد سواء كما أُكثر من القراءة في شتي مجالات الفكر والأدب والعلوم الإنسانية، لكنني في النهاية أكتب ما أحس به بأسلوب ولغة خاصة بي.
تقرأ اليوسف المشهد الثقافي الإماراتي بحماس وتفاؤل: "تجاوز المبدع عندنا اليوم مرحلة البداية والانتشار، ليصبح مؤثراً وعلى عتبات العالمية، وإن لم نتدارك ذلك بالترجمة الصحيحة المدروسة سنخسر الاستثمار جيداً في هذه القفزات الأدبية والثقافية المتلاحقة".
تتابع: بعد عام القراءة 2016 وبعد كل هذه المبادرات التي نشهد، وصولاً إلى مكتبة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومجمع اللغة العربية الذي يقام بتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، أضحت الإمارات منصة للأدب والثقافة على مستوى العالم".
وتؤكد اليوسف، المنشغلة حاليا بكتابة سيناريو فيلم قصير عن ثلاث نساء إماراتيات، أن قضيتها في الكتابة هو الإنسان، "فمثلا في روايتي حارس الشمس ناقشت قضية الآثار والحضارة، وضياعها بسبب الإرهاب والتطرف، وأن ما يلهمها في الكتابة مواسم المطر، فحالة الجو لها تأثير كبير على مشاعري".