محام تونسي لـ«العين الرياضية»: الاختبارات الطبية ستحسم مصير إيمان خليف

غابت البطلة الأولمبية الجزائرية إيمان خليف عن بطولة العالم الأخيرة للملاكمة بقرار من الاتحاد العالمي للعبة.
وكان الهيكل الدولي المشرف على رياضة الملاكمة فرض على جميع المشاركين في بطولاته إجراء اختبارات تحديد الجنس كشرط رئيسي للمشاركة.
ورفضت البطلة الأولمبية الجزائرية الاستجابة لهذا الشرط، مما أدى إلى استبعادها من بطولة العالم الأخيرة، قبل أن تتقدم بتظلم لدى محكمة التحكيم الرياضية من أجل الطعن في قرار الاتحاد العالمي.
وللحديث عن ملف إيمان خليف، تواصلت "العين الرياضية" مع المحامي التونسي صفوان بن رضا شامخ، الباحث والمختص في القانون الرياضي.
مؤشرات سلبية
في معرض إجابته عن سؤال بخصوص إمكانية استعجال محكمة التحكيم الرياضية النظر في قضية إيمان خليف، قال المحامي التونسي: "الهيكل المختص في التحكيم الرياضي رفض إيقاف تنفيذ قرار الاتحاد العالمي للملاكمة بخصوص شرط إجراء فحوصات تحديد الجنس، في خطوة يفهم منها وجود توجه للنظر في الملف وفقا للإجراءات العادية".
وتابع قائلا: "من الواضح أن محكمة التحكيم الرياضية لديها موقفها مبدئي في هذا الملف، ستتم بلورته تباعا بعد الاستماع لجميع الأطراف المتداخلة، سواء تعلق الأمر بفريق المحامين للملاكمة الجزائرية أو فريق المحامين للاتحاد الدولي للعبة".
إجراءات طويلة
وبخصوص الآجال التي ستستغرقها فترة النظر في ملف إيمان خليف لدى محكمة التحكيم الرياضية، قال صفوان بن رضا شامخ: "القضية ستخضع لجميع الإجراءات العادية، وبالتالي ستستغرق فترة زمنية تتراوح بين 9 أشهر وعام على الأقل".
وأضاف بالقول: "بعد رفض قرار إيقاف التنفيذ، سيتم اتباع جميع التدابير الاعتيادية التي تقتضي مرافعات كتابية ومرئية وحضورية من جميع الأطراف قبل الحسم نهائيا في هذا الملف".
المسألة طبية 100%
وفي معرض إجابته عن سؤال حول موقفه الشخصي من هذا الملف الشائك، قال الباحث التونسي في القانون الرياضي: "أعتقد أن الجانب الطبي والرأي الفني ستكون له الغلبة على الجانب الرياضي، باعتبار أن الأمر يتعلق بالحفاظ على مصداقية المسابقات الرياضية ونزاهة المنافسة بين الرياضيين".
وتابع قائلا: "الاختبارات الطبية التي ستُجرى ستحسم مصير هذه القضية، حيث تؤكد كل المؤشرات أن محكمة التحكيم الرياضية ستستند إلى الجوانب العلمية والفنية من أجل البت في تظلم الملاكمة الجزائرية إيمان خليف ضد الاتحاد العالمي للملاكمة".
وأتم بالقول: "صحيح أنه قد يحدث انتهاك لمبادئ الخصوصية واحترام الذات البشرية، غير أن فلسفة القرار المنتظر ستستند إلى مبادئ أخرى من بينها نزاهة المنافسة والمساواة بين الرياضيين".
سابقة في فقه القضاء بمحكمة التحكيم
وفي خاتمة حواره، أكد صفوان بن رضا شامخ على أهمية هذه القضية التي ستضاف لترسانة فقه قضاء محكمة التحكيم الرياضية.
وقال في هذا الصدد: "جميع المختصين في القانون الرياضي سيتابعون هذا الملف بشغف كبير، خاصة أن الأمر يتعلق بسابقة لم يتم التعرض لها في فترة سابقة".
وتابع حديثه: "لم تُطرح مسألة اختبار تحديد جنس الرياضيين من قبل، بعض القضايا السابقة تعلقت بإمكانية مشاركة بعض الرياضيات بسبب ارتفاع مستويات التستوستيرون، مثل قضية كاستر سيمينيا 2019 وقضية دوتي تشاند 2015".
وأتم قائلا: "قضية إيمان خليف قد تشكل سابقة، إذ يمكن أن تفتح الباب أمام بعض الاتحادات العالمية الأخرى لاعتماد اختبار تحديد الجنس".