بسبب 18 دولة.. صندوق النقد الدولي متهم بالإقراض "المتهور"
حملة اليوبيل للديون المساهمة في الحراك العالمي لإلغاء الديون تقول إن الصندوق خرق قواعده من خلال عدم ضمان إمكانية تحمل عبء الديون
اتهم نشطاء حملة عالمية متعلقة بالإعفاء من الديون، صندوق النقد الدولي بـ"تشجيع الإقراض المتهور"، عبر تقديم قروض بقيمة 93 مليار دولار إلى 18 دولة تعاني من مشكلات مالية من دون برنامج لإعادة هيكلة الديون أولاً.
وقبيل الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي في واشنطن، الأسبوع المقبل، قالت "حملة اليوبيل" المتعلقة بالديون، إن الصندوق يخرق قواعده من خلال توفير الدعم المالي دون ضمان إمكانية تحمل عبء الديون.
- الأرجنتين.. طوابير أمام المصارف مع بدء تقييد سوق العملات الأجنبية
- بعد انهيار البيزو.. التضخم في الأرجنتين 55%
وحذرت الحملة المساهمة في الحراك العالمي لإلغاء الديون العالمية، من أن صندوق النقد الدولي يشكل خطرا أخلاقيا لأن المقرضين يعلمون أنه سيتم دعمهم ماليا بغض النظر عن مدى خطورة قروضهم.
وأشارت إلى أن القدرة على تحمل الديون أصبحت تحت دائرة الضوء خلال العام الماضي بعد أن قدم صندوق النقد الدولي بشكل مثير للجدل رقماً قياسياً بلغ 56 مليار دولار للأرجنتين على الرغم من أن سداد ديونها السنوية تجاوز بكثير حد الصندوق.
وقال صندوق النقد الدولي إن الأرجنتين، ثاني أكبر اقتصاد في أمريكا الجنوبية، كانت حالة خاصة.
لكن "حملة اليوبيل" للديون اعتبرت أن الأرجنتين كانت مجرد المثال الأخطر لمشكلة أوسع نطاقا، حيث يشجع صندوق النقد الدولي أيضًا على الإقراض المتهور في 17 دولة أخرى، صنفتها وكالات الائتمان على أنها عالية المخاطر.
وقالت مديرة الحملة سارة-جين كليفتون: "لدى صندوق النقد الدولي سياسة تتمثل في عدم إقراض حالة استدانة يتعذر تحملها، لكننا نرى أنه ينتهك هذه السياسة في كثير من الأحيان، ويكفل المقرضين المتهورين. هذا يخلق خطرا أخلاقيا في نظام الديون السيادية. والمقرضون والمقترضون مسؤولون بشكل مشترك عن ضمان منع أزمات الديون".
"من خلال إنقاذ البلدان التي تعاني أزمة ديون باستمرار دون الحاجة إلى إعادة هيكلة الديون، يضع صندوق النقد الدولي عبء الأزمة على عاتق مواطني بلد مدين، ما يترك المقرضين في مأزق، ويضمن استمرار دائرة أزمات الديون".
في المقابل، دافع صندوق النقد الدولي عن نهجه، وقال متحدث: "المنهجية المستخدمة في تقرير حملة اليوبيل معيبة، بدءاً من العنوان الرئيسي المضلل البالغ 93 مليار دولار. أكثر من نصف هذا المبلغ يستأثر به برنامج واحد هو الأرجنتين، التي لديها ظروف فريدة من نوعها".
وأضاف: "الادعاء بأن قواعد صندوق النقد الدولي قد انتهكت غير صحيحة. لدينا مبادئ توجيهية واضحة حول عدم الإقراض في حالات استدانة يتعذر تحملها، وجميع البرامج تتطلب موافقة المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي، الذي يمثل 189 دولة".
وتابع: "يُظهر تقرير اليوبيل أيضا القصور في فهم سياسات الإقراض الخاصة بصندوق النقد الدولي. إن قراراتنا بإقراض البلدان لا تستند ببساطة إلى حدود رقمية، بل تستند إلى تحليلات شاملة لاستدامة الديون والسياسات اللازمة لمعالجة الاختلالات الاقتصادية وأعباء الديون".
وجاء قرض صندوق النقد الدولي في العام الماضي بعد عامين فقط من موافقة الأرجنتين على سداد حصة من القروض المتبقية من إفلاسها في عام 2002، ما ترك 82 مليار دولار من الديون غير المسددة.
وفي إطار صفقة صندوق النقد الدولي، وافقت الأرجنتين على خفض عجزها المالي من 2.2% إلى 1.3% من الناتج المحلي الإجمالي هذا العام، وتوفير ميزانية متوازنة العام المقبل.
مع ذلك، فإن المخاوف من أن تطيح الانتخابات العامة في وقت لاحق من هذا الشهر بالرئيس الحالي، موريسيو ماكري، لصالح الشعبوي ألبرتو فرنانديز وزميلته المرشحة لمنصب النائب، الرئيسة السابقة كريستينا دي كيرشنر، ما أدى إلى هروب المستثمرين، والاندفاع للحصول على العملات، ورفع سعر الفائدة على الديون المطروحة للتداول العام في البلاد.
وحملة "اليوبيل للديون، هي ائتلاف من المنظمات الوطنية والمجموعات المحلية في جميع أنحاء المملكة المتحدة، يدعو إلى إلغاء الديون غير العادلة وغير المستحق للبلدان الأشد فقرًا، لا سيما ديون الدول النامية.
aXA6IDMuMTQyLjIxMi4xNTMg جزيرة ام اند امز