صرخة حقوقية ليبية لإنقاذ المهاجرين من براثن مليشيا السراج
أطلقت منظمة حقوقية صرخة استغاثة للعالم للمطالبة بعدم إعادة المهاجرين لليبيا وإنقاذهم من براثن شبكات تهريب وتجارة البشر وعصابات الجريمة للمليشيات التابعة لحكومة فايز السراج.
وقالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا، في بيان اطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، إن ما يعرف بـ"خفر السواحل الليبي"، أعاد خلال شهر يناير/كانون الثاني الجاري، حوالي 300 شخص، بينهم نساء وأطفال، إلى مراكز الإيواء في الداخل، معبرة عن قلقها من مصيرهم.
ميناء غير آمن
وأكدت اللجنة أنه "لا ينبغي إعادة أي شخص إلى ليبيا، كونها ليست ميناء آمنًا"، معربة عن استيائها حيال استمرار سياسات دول الاتحاد الأوروبي في صد واعتراض قوارب المهاجرين قبالة السواحل الليبية، والتي تتنافي مع التزامات الدول الأوربية تجاه قضايا الهجرة واللاجئين، وتتعارض أيضًا مع القيم الإنسانية والأخلاقية ومع الأعراف والمواثيق الدولية، كونها تسهم في تُفاقم من معاناة المهاجرين وطالبي اللجوء القاصدين أوروبا.
وحملت دول الاتحاد الأوروبي مسؤولية الفظائع والجرائم التي يتعرض لها المهاجرون في ليبيا على يد شبكات تهريب وتجارة البشر وعصابات الجريمة والجريمة المنظمة.
لا للتوطين
وجددت اللجنة رفضها لأي مشروع لتوطين المهاجرين وطالبي اللجوء الموجودين على الأراضي الليبية، وتحويلها إلى وطن بديل لهم.
ودعت دول الاتحاد الأوروبي إلى المبادرة بقيادة مشروع تتعاون فيه دول المصدر والعبور والوجهة من أجل معالجة ظاهرة الهجرة، بما يحمي الحقوق الأساسية للمهاجرين عامة واللاجئين.
ممارسات "إجرامية"
وتحول احتجاز المهاجرين داخل مراكز الإيواء إلى أحد أهم المجالات المربحة، ونموذج عمل مغر لشبكات تهريب البشر، لكسب المزيد من الأموال، وسط غياب القانون والمساءلة من قبل ما يسمى بحكومة الوفاق في ليبيا، برئاسة السراج.
ووثقت منظمة العفو الدولية في تقرير لها نشرته في سبتمبر/أيلول الماضي واطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، ممارسات "إجرامية" ترتكبها المليشيات المسلحة بحق المهاجرين في مراكز الإيواء، عبر إجبارهم على المشاركة في عمليات عسكرية، الأمر الذي يعرض حياتهم وسلامتهم للخطر.
وسجلت في تلك المراكز جرائم بحق المهاجرين بينها إجبارهم على المشاركة في أعمال ذات طابع عسكري، كما يتم استخدام بعضها كمخازن للأسلحة والذخيرة.
وقتل في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مهاجر نيجيري في العاصمة طرابلس حرقًا على يد عناصر المليشيات المسلحة في المصنع الذي يعمل فيه بمنطقة تاجوراء شرقي طرابلس، وفق ما أعلنت منظمة الأمم المتحدة.
أرقام رسمية
وفي يوليو/تموز، قتل رجال أمن ليبيون مهاجرين سودانيين في بلدة الخمس الساحلية غرب البلاد، قيل إنهم حاولوا الفرار بعد أن اعترضهم خفر السواحل الليبي في البحر المتوسط.
وفي مايو/أيار الماضي، هاجمت عائلة أحد المهربين الليبيين مجموعة من المهاجرين من بنجلاديش في بلدة مزدة الصحراوية، وأطلقت النار عليهم ما أدى إلى مقتل 30 منهم على الأقل، وفق المنظمة الدولية للهجرة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه "في 31 يوليو/تمّوز 2020، كان هناك أكثر من 2780 شخصاً، 22% منهم من الأطفال، محتجزين في مراكز" مخصصة لاحتجاز المهاجرين غير الشرعيين في ليبيا.
aXA6IDMuMTM4LjM3LjQzIA== جزيرة ام اند امز