مؤيدو استضافة المهاجرين أكثر سعادة من معارضيها
يبدو أن مخاوف البريطانيين المعارضين لاستضافة المهاجرين لم تكن في محلها، فالأبحاث أثبتت أن المهاجرين لا يؤثرون على فرص العمل أو الأجور
يبدو أن مخاوف البريطانيين المعارضين لاستضافة المهاجرين ببريطانيا لم تكن في محلها، فإن جميع الأبحاث الاقتصادية أثبتت أن المهاجرين لا يؤثرون على فرص العمل أو قيمة أجور العاملين من المواطنين البريطانيين، بل إن وجود المهاجرين زاد من فرص العمل، وأكد بحث أجراه "ديفيد بارترام" أن البريطانيين المؤيدين لاستضافة المهاجرين ببريطانيا سعداء في حياتهم أكثر من البريطانيين المعارضين لذلك.
وأكد البحث أن مؤيدي وجود المهاجرين يعيشون سعداء في حياتهم بنسبة 8% أكثر من المعارضين لذلك، وكشفت أن الخطاب السياسي في بريطانيا الذي يركز على مهاجمة المهاجرين وطردهم كان أحد أسباب هذه النتيجة لتسببه في تقويض شعور المواطنين البريطانيين بالرفاهية.
واعتمد الباحث "ديفيد بارترام" الذي يعمل محاضرا بجامعة ليستر، في بحثه على بيانات المسح الاجتماعي الأوروبي الذي جرى على 5,995 مواطن بريطاني، والذين وُجه لهم خلاله سؤال عن قدر سعادتهم في وجود المهاجرين وتقييمهم لهذه السعادة من 1 إلى 10.
وكانت النتيجة أن تقييم الرافضين للمهاجرين لسعادتهم الخاصة كان متوسطه 7.16 من 10، وتقييم المؤيدين لوجود المهاجرين لشعورهم بالسعادة كان 7.91 من 10، وحسب ما أفادت إندبندنت فإن هذه النتيجة تشير إلى أن مؤيدي المهاجرين يشعرون بالسعادة في حياتهم بنسبة 8% أعلى من الرافضين لذلك.. بحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية التي أشارت إلى البحث.
كما تم تقسيم آراء المؤيدين والمعارضين في هذا المسح الاجتماعي إلى نسب متفاوتة، فكانت نسبة الموافقين على دخول أعداد كبيرة من المهاجرين لبريطانيا 6%، وكانت نسبة الموافقين على دخول عدد متوسط من المهاجرين لبريطانيا 34%، وكان الموافقون على دخول المهاجرين ولكن بأعداد قليلة 35%، بينما كانت نسبة الرافضين تماما لدخول المهاجرين 25%.
وقالت إندبندنت إن البحث شهد تفاعلا كبيرا من شريحة مكونة من الـ5,995 مواطن الذين شاركوا به، وكانت هذه الشريحة بالتحديد هي التي ضمنت العاطلين عن العمل خلال الأشهر الثلاثة الماضية والمعاقين والمرضى، وكانت نسبة تقييم المؤيدين للمهاجرين لشعورهم بالسعادة في حياتهم 7.07 من 10 من هذه الفئة، بينما كان تقييم الرافضين لشعورهم بالسعادة في حياتهم 6.19 من 10.
وعندما تم تغيير مقياس الاختبار بأن الهجرة ستكون لمواطنين من نفس الأصول العرقية، وجد الباحثون أن نسب التقييم تغيرت، فكانت نسبة الموافقين على دخول أعداد كبيرة من المهاجرين لبريطانيا 10%، وكانت نسبة الموافقين على دخول عدد متوسط من المهاجرين لبريطانيا 48%، وكان الموافقون على دخول المهاجرين ولكن بأعداد قليلة 35%، بينما كانت نسبة الرافضين تماما لدخول المهاجرين 12%.
وقال الباحث الدكتور ديفيد بارترام في خطبته أمام المؤتمر السنوي لجمعية علم الاجتماع البريطاني بمدينة مانشستر: "فيما يخص الاقتصاد فإن جميع الأبحاث الاقتصادية أثبتت أن المهاجرين لا يؤثرون على فرص العمل أو قيمة أجور العاملين من المواطنين البريطانيين، بل إن وجود المهاجرين زاد من فرص العمل ولم يقلل من قيمة الأجور".
وأضاف: "فقط المفهوم السائد لدى المواطنين البريطانيين حول المهاجرين أنهم ليسوا منا، والذي ساعد على تحفيز الشعور بعدم السعادة لوجود المهاجرين وبالتالي عدم السعادة بأي شئ في الحياة في المجمل".
وأكمل ديفيد بارترام قائلا: "نسبة الـ8% التي تميز السعداء في حياتهم لتأييدهم لوجود المهاجرين، تعادل نفس النسبة الموجودة بين هؤلاء الذين يشعرون بالسعادة لتقاضيهم في العام 50 ألف إسترليني والذي يتقاضون في العام 20 ألفا".
وفيما يخص الخطاب السياسي المناهض لوجود المهاجرين قال ديفيد بارترام إن "الخطاب المعادي للمهاجرين والرسائل السياسية التي تحفز المواطنين ضد وجود المهاجرين يتسبب في شعور المواطنين نفسهم بالتعاسة".
وعلق القيادي الليبرالي الديمقراطي تيم فارون على البحث في حوار له مع إندبندنت قائلا: "نتيجة هذا البحث دليل على ما نعلمه بالفعل في أعماق قلوبنا وهو أننا جميعا نحمل مسؤولية ما نقوله في حديثنا ومسؤولون عن طريقة نطقنا به".
وأضاف: "يجب على السياسيين والإعلاميين مراعاة هذه المسؤولية أكثر من غيرهم، والدليل على ذلك هجوم كرويدون الذي استهدف أحد الساعين للجوء السياسي والذي كان سببه الخطاب السياسي المتطرف في الإعلام، لذلك يجب أن نعي خطورة الكلمات التي نتحدث بها في جميع شؤون المهاجرين ونبذ الخطاب المتطرف الذي دائما ما يكون سببا رئيسيا للتطرف نفسه".
وختم تيم فارون حواره قائلا: "أتمنى حقا أن تكون نتيجة هذا البحث فعالة فيما بين المواطنين البريطانيين وتذكرة بأن نشر العبارات المحبطة سيعود على ناشريها وعلينا جميعا بالإحباط وعدم الشعور بالسعادة في حياتنا".