خبيرة تكشف لـ«العين الإخبارية» خطة مصر لتأمين احتياجاتها من الطاقة

تمضي الدولة المصرية قدمًا نحو بناء جمهوريتها الجديدة، وفي الوقت ذاته تولي اهتمامًا بالغًا وكبيرًا بقطاع الطاقة، نظراً لدوره الفعال والحيوي كمحرك أساسي ومؤشر للنمو الاقتصادي.

وقد وضعت الحكومة المصرية أمامها أن تطبيق استراتيجية الطاقة المتكاملة والمستدامة إحدى أهم ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

• أسواق النفط في مرمى العواصف.. كيف يؤثر المناخ على الإنتاج والأسعار؟
• شركات الطاقة المتجددة «الناشئة» تجمع 5.9 مليار دولار في 2024
  

وقد وقعت مصر عددًا كبيرًا من مذكرات التفاهم في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر، منذ استضافتها مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب27) عام 2022، وسعيها المستمر لزيادة مشاركة مصادر الطاقة المتجددة لأكثر من 42% بحلول عام 2030.

إلا أن قطاع الطاقة في مصر شهد في الفترة الأخيرة، تحديات متعددة أثرت على قدرته على تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والوقود. 

وتتمثل هذه التحديات في نقص الاستثمارات في تطوير مشروعات الطاقة، بالإضافة إلى التكاليف المرتفعة للوقود. 

كما أن عدم الاستقرار السياسي في المنطقة وتقلبات أسواق الطاقة العالمية له دور كبير في التأثير على توفر الموارد وأسعارها، مما يشكل عبئًا إضافيًا.

من جانبها، كشفت الدكتورة وفاء علي، أستاذ الاقتصاد والطاقة المصرية في حوارها لـ"العين الإخبارية" عن تأثير الأحداث السياسية الحالية على سوق الطاقة العالمي، والتحديات التي قد تنشأ عن ذلك. 

كما كشفت عن أبرز السياسات التي يجب أن تتبناها مصر لتحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة، وتحدثت أيضًا عن أهمية تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة بين دول المنطقة العربية، وتابعت موضحة تأثير تطورات أسعار النفط العالمية على اقتصاد مصر، والإجراءات اللازمة لتعزيز المقاومة الاقتصادية في مواجهة تلك التحديات، وأشارت إلى أبرز التحديات التي تواجه تحديث البنية التحتية للطاقة في مصر، وكيفية التغلب عليها.

وإلى نص الحوار:

ما حدود تأثير الأحداث السياسية الحالية على سوق الطاقة العالمي؟ وما التحديات التي قد تنشأ عن ذلك؟

لا شك أن الأحداث الجيوسياسية تؤثر بشكل مباشر على أسواق الطاقة عالمياً، فمصفوفة المخاطر ترتفع يومًا تلو آخر، وتحاول كل دولة الإبحار بعيدا عن المخاطر التي ازدادت منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية والتداعيات الاقتصادية التي جلبتها معها من اتساع الفجوة بين العرض والطلب في سوق الطاقة، ثم اتساع مسارح النزاعات الدولية ودورها السلبي في تعكير صفو البحار والمحيطات، ومعاناة أسواق الطاقة وقلة الاستثمارات المباشرة في هذا القطاع وسياسة الأوبك بلس للتخفيض للمحافظة على توازن سوق الطاقة.

ما أبرز السياسات التي يجب أن تتبناها مصر لتحقيق استدامة في قطاع الطاقة ودفع التحول نحو الطاقة المتجددة؟ 

وضعت مصر استراتيجية للتحول الطاقي 2035 ليكون لديها مزيج من الطاقة المتجددة يبلغ 42% قائمة على عدة محاور، وهي: ضخ استثمارات كبيرة في هذا القطاع، ثم حسن إدارة الطلب، وضمان الاستدامة، وهي ماضية في هذا الطريق ببنيتها التحتية وظروفها التمكينية لمراحل سلاسل القيمة المضافة في هذا الملف، وتوسيع الشراكات مع شركاء النجاح في مجال الهيدروجين الأخضر بالإضافة إلى الإصلاح التشريعي لقوانين الاستثمار التي فتحت آفاقًا جديدة.

ما أهمية تعزيز التعاون الإقليمي في مجال الطاقة بين دول المنطقة العربية؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك بشكل فعال؟

لا شك أن التناغم العربي هو كلمة السر في نجاح هذا الملف الاقتصادي الواعد والحاجة إلى منصة أو شبكة موحدة للطاقة للدول العربية سواء الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية أو مشروعات الطاقة المتجددة مع دولة الإمارات العربية المتحدة فالأمر يأتي بالخير للجميع.

ما السياسات الاقتصادية التي ينبغي لمصر اتخاذها لجذب الاستثمارات في قطاع الطاقة، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية والمحلية؟ 

أدركت مصر مبكرًا أهمية تطوير بنيتها التحتية والتشريعية واستقرارها السياسي وموقعها الاستراتيجي بين مستهلكي العالم، ونظرت للعوامل غير المرئية أيضًا لاستقبال الاستثمارات المباشرة وزيادة حجم جلب التكنولوجيا الحديثة، لذلك هي أنجزت ما عليها نحو المستقبل وتسعى لتخطي المعوقات، وأطلقت العنان لكل الإمكانات المتاحة.

حدثينا عن تأثير تطورات أسعار النفط العالمية على اقتصاد مصر، وما الإجراءات اللازمة لتعزيز المقاومة الاقتصادية في مواجهة تلك التحديات؟

لا شك أن مصر ليست بمعزل عن العالم وتأثرت بالعوامل الحاكمة عالميا لأسواق الطاقة التي ارتفعت من بداية العام 10% واستقرت بالمنطقة الخضراء بين الـ80 و90 دولارا، مما أثر على أسعار النفط، وبالتالي كل مناحي الحياة، ولكن الدولة المصرية تعاملت مع التداعيات الاقتصادية العالمية بتحوط للأزمة وإجراءات استباقية، كذلك بالحماية الاجتماعية للمواطن المصري الذي لن تتركه في مهب الريح.