هل تريد أن تكون مهما وسط الناس؟ خفض نبرة صوتك
هل تبحث عن طريقة بسيطة لتحسين مكانتك الاجتماعية أو حتى زيادة فرصك في بناء علاقة طويلة الأمد؟ دراسة جديدة تشير إلى أن خفض نبرة صوتك قد يكون الحل المثالي.
قال ديفيد بوتس، أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة ولاية بنسلفانيا، ومؤلف الدراسة، في تصريح له: "التواصل الصوتي هو أحد أهم الخصائص البشرية، والنبرة هي أكثر جوانب الصوت التي تُلاحَظ بشكل واضح".
وأضاف: "فهم كيف تؤثر نبرة الصوت على التصورات الاجتماعية يمكن أن يساعدنا في فهم العلاقات الاجتماعية بشكل أوسع، وكيف نحقق مكانتنا الاجتماعية، وكيف نقيّم الآخرين، وكيف نختار شركاء الحياة."
الطريقة التي أُجريت بها الدراسة
لتحديد تأثير نبرة الصوت على تصورات الناس، قام بوتس وفريقه بإجراء دراسة شملت 3,173 مشاركًا من 22 دولة.
طُلب من المشاركين الاستماع إلى مجموعة من تسجيلات صوتية لمجموعات صوتية متنوعة، حيث كانت الأصوات تُستخدم بنغمات مختلفة لنفس الجملة.
ثم طُلب من الرجال تحديد الصوت الذي بدا لهم أكثر هيبة، أكثر احترامًا، أو أكثر نجاحًا في كل زوج من الأصوات الذكورية، كما كان عليهم تحديد الصوت الذي بدَا أكثر احتمالية للفوز في معركة.
بالنسبة للأصوات الأنثوية، كان المطلوب منهم تحديد الصوت الأكثر جذبًا لعلاقة طويلة الأمد.
أما النساء فقد طُلب منهن الإجابة على نفس الأسئلة، ولكن فيما يخص أصوات الرجال، مع إضافة سؤال حول الصوت الأنثوي الأكثر جذبًا. كما كان عليهن تحديد أي من الأصوات الأنثوية كان يبدو أكثر إثارة.
نبرة الصوت تؤثر في التصورات الاجتماعية
أظهرت النتائج أن الرجال الذين يمتلكون أصواتًا منخفضة كان يُنظر إليهم على أنهم أكثر قوة وهيبة من قبل الرجال الآخرين.
وأوضح بوتس: "تشير النتائج إلى أن الأصوات العميقة تطورت لدى الذكور لأن أسلافنا الذكور كانوا يتفاعلون بشكل متكرر مع منافسين غرباء، وتُظهر هذه النتائج كيف يمكننا استخدام التفكير التطوري والأبحاث المستفادة من الحيوانات غير البشرية للتنبؤ وفهم كيفية اختلاف نفسيتنا وسلوكياتنا عبر السياقات الاجتماعية، بما في ذلك عبر الثقافات المختلفة".
هل حان الوقت لتغيير نبرة صوتك؟
أظهرت الدراسة أيضًا أن الرجال والنساء يجدون الأصوات ذات النبرة المنخفضة أكثر جذبًا في العلاقات طويلة الأمد.
بينما كانت الأصوات الأنثوية ذات النبرة العالية أكثر جذبًا للرجال في العلاقات قصيرة الأمد، وكان يُنظر إليها على أنها أكثر إثارة من قبل النساء.
وأشار بوتس إلى أن "الخصائص الثانوية للإناث، مثل الصوت، تبدو أكثر تصميمًا لجذب الشريك مقارنة بالتعامل الجسدي".
وتشير الدراسة إلى أن نبرة الصوت تلعب دورًا مهمًا في كيفية إدراك الناس اجتماعيًا، حتى عبر مختلف الثقافات. ورغم ذلك، يؤكد بوتس أن الدراسة تُظهر أيضًا "أن مدى اهتمامنا بنبرة الصوت عند إصدار الأحكام الاجتماعية يختلف بين المجتمعات ويستجيب للعوامل الثقافية والاجتماعية ذات الصلة".