إجماع عالمي على مواثيق COP28.. حماية الكوكب تنطلق من الإمارات
على أرض مدينة إكسبو دبي يجتمع القادة من جميع أنحاء العالم في أهم وأكبر مؤتمر مناخي (COP28) لمناقشة مستقبل الحضارة، والتصدي للتحديات المناخية التي تهدد العالم وإيجاد حلول عاجلة وحاسمة.
ويأتي مؤتمر COP28 في دولة الإمارات ليثبت منذ اللحظات الأولى لانعقاده أنه نسخة استثنائية من تاريخ مؤتمرات الأطراف، فالتعهدات والأرقام الصادرة عن المؤتمر تؤكد أن العالم وضع قدما في المكان الصحيح من أجل مواجهة التغير المناخي.
خلال الـ4 أيام الأولى قادت الإمارات دول العالم لتوقيع العديد من التعهدات الداعمة للاستدامة والحفاظ على البيئة، وفي هذا التقرير نستعرض أبرز هذه التعهدات وأعداد الدول التي أعلنت دعمها لها.
إعلان الزراعة والنظم الغذائية - 137 دولة
وقعت 137 دولة على إعلان "COP28 بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي" الأول من نوعه، كما أعلنت عن حشد ما يزيد على 2.5 مليار دولار لدعم الأمن الغذائي في إطار مواجهة تغير المناخ، وعقد شراكة جديدة بين دولة الإمارات ومؤسسة "بيل وميليندا غيتس" لدعم الابتكارات في مجال النظم الغذائية.
يأتي هذا التعهد ليثبت أن الدول يجب أن تضع النظم الغذائية والزراعة في صميم طموحاتها المناخية، والحد من الانبعاثات العالمية لحماية المزارعين وحياتهم وسُبل عيشهم، في المجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.
التزام الدول من جميع أنحاء العالم بهذا التعهد سيسهم في بناء منظومة غذائية مستقبلية عالمية مستدامة.
مؤتمر الأطراف COP28 شهد خطوة حاسمة تتمثل في إدماج النُظم الزراعية المستدامة، والنُظم الغذائية بوصفها عوامل تمكين حاسمة خلال التعامل مع تداعيات تغير المناخ، وبتضافر الجهود والتعاون المشترك يمكن إجراء تغيير جذري في مجال الغذاء والزراعة، لبناء مستقبل أفضل للأسر والمزارعين.
وتضم الدول الـ137 الموقعة على إعلان "COP28 بشأن الزراعة المستدامة والنظم الغذائية المرنة والعمل المناخي" أكثر من 5.7 مليار شخص ونحو 500 مليون مزارع، كما تنتج 70% من الغذاء، ومسؤولة عن 76% من إجمالي انبعاثات النظم الغذائية العالمية، و25% من إجمالي الانبعاثات العالمية، وسيساهم التوافق على الإعلان في تعزيز النظم الغذائية، وبناء المرونة المناخية، والحد من الانبعاثات العالمية، ودعم الجهود العالمية للتصدي للجوع، بما يتماشى مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
ويشدد هذا الإعلان وهو الأول من نوعه في منظومة عمل مؤتمرات الأطراف، على الحاجة الملحَّة لاتخاذ إجراءات مشتركة بشأن تغير المناخ، الذي يؤثر سلباً على حياة جزء كبير من سكان العالم، خاصة المجتمعات الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.
وتعدّ النظم الغذائية ضرورية لتلبية الاحتياجات المجتمعية وتعزيز القدرات بشأن التكيّف مع تداعيات تغير المناخ، لكنها في الوقت نفسه مسؤولة عن ثلث إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة، كما يعد أصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.
تعهد الطاقة المتجددة - 119 دولة
خلال فعاليات مؤتمر الأطراف COP28 تعهدت 119 دولة بزيادة مصادر الطاقة المتجددة في العالم بحلول 2030، ويهدف التعهد غير الملزم إلى مضاعفة قدرات الطاقات المتجددة في العالم 3 مرات بحلول عام 2030.
وتعهدت هذه الدول "بالعمل معًا" من أجل زيادة القدرات العالمية للطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الكهرومائية إلى 11 ألف غيغاواط بنهاية العقد، على أن تؤخذ في الاعتبار "الفروقات والظروف الوطنية" لمختلف الدول، وتبلغ القدرات الحالية للطاقة المتجددة 3400 غيغاواط على مستوى العالم.
ونهاية عام 2022 كانت القدرات العالمية للطاقات المتجددة تبلغ 3372 غيغاواط، وفقا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا)، مع هيمنة الطاقة الكهرومائية (37%) والطاقة الشمسية (31%) عليها.
كما وعدت الدول بمضاعفة الوتيرة السنوية للتقدم في مجال كفاءة استخدام الطاقة حتى عام 2030، من 2% إلى 4%.
إعلان المناخ والصحة - 132 دولة
في ظل سعي دولة الإمارات إلى ضمان جودة حياة أفضل للبشر، وتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام، ومستقبل أفضل للأجيال القادمة، أطلقت رئاسة COP28 بالشراكة مع منظمة الصحة العالمية "إعلان COP28 بشأن المناخ والصحة"، سعياً إلى تسريع العمل المناخي الذي يستهدف حماية صحة البشر من التداعيات المتزايدة لتغير المناخ.
الإعلان، الذي وقعت عليه 123 دولة، يتضمن إقرار الحكومات لأول مرة بضرورة حماية المجتمعات وإنشاء منظومات صحية للتصدي للتداعيات الصحية لتغير المناخ مثل ارتفاع درجات الحرارة وتلوث الهواء وتفشي الأمراض المعدية.
كما تلقى الإعلان دعماً من عدد من الدول الرائدة في هذا المجال، منها البرازيل ومالاوي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وهولندا وكينيا وفيجي والهند ومصر وسيراليون وألمانيا، حيث يدعم الإعلان الجهود المشتركة لمواجهة التحديات المتعلقة بوقوع 9 ملايين حالة وفاة سنوياً في العالم نتيجة تلوث الهواء، وتعرض أكثر من 189 مليون فرد لأحداث ناتجة عن ظواهر الجو القاسية.
يُغطي الإعلان مجموعة من مجالات العمل المناخي والصحي، منها إنشاء منظومات صحية مرنة مناخياً ومستدامة ومنصفة، وتعزيز سُبل التعاون بين القطاعات لخفض الانبعاثات وتحقيق أقصى استفادة من العمل المناخي لتحسين الصحة، وزيادة التمويل للحلول المناخية والصحية، حيث التزم الموقعون على الإعلان بإدراج المستهدفات الصحية ضمن خططهم الوطنية للمناخ، وتحسين سُبل التعاون الدولي لمعالجة المخاطر الصحية لتغير المناخ في مؤتمرات الأطراف القادمة.
ونظراً إلى أهمية التمويل في نجاح الإعلان، توصلت رئاسة COP28 بالتعاون مع كل من "الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا" (الصندوق العامي)، وصندوق المناخ الأخضر، ومؤسسة روكفلر، ومنظمة الصحة العالمية إلى عشر مبادئ بشأن تعزيز تمويل العمل المناخي والصحي، وجمع تعهدات تمويل جديدة وإضافية، وتعزيز الابتكار من خلال المشاريع القادرة على إحداث تغيير جذري وتطبيق طرق العمل الجديدة التي تشمل قطاعات متعددة، وحظيت "مبادئ COP28 الإرشادية لتمويل الحلول المناخية والصحية" بتأييد أكثر من 40 شريكاً تمويلياً ومنظمة مجتمع مدني، ما يؤكد زيادة التعاون بين الممولين، وتنامي زخم الدعم المستدام لحلول تحديات المناخ والصحة.
تعهد التبريد العالمي - 57 دولة
يهدف تعهد التبريد العالمي الذي وقعت عليه 57 دولة إلى خفض انبعاثات التبريد العالمية بشكل كبير تصل إلى 68% بحلول عام 2050، حيث تمثل هذه الانبعاثات 7% من إجمالي الانبعاثات العالمية.
ومن المتوقع أن يتضاعف الرقم 3 مرات مع استخدام مزيد من الدول أجهزة تكييف الهواء.
ويأتي تعهد التبريد العالمي ضمن المُسرّع العالمي لخفض الانبعاثات وهو مجموعة من المبادرات الهادفة لتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وخفض الانبعاثات العالمية بشكل ملموس.
ويركز هذا المُسرّع على 3 محاور رئيسية، هي تسريع بناء منظومة الطاقة المستقبلية وتوسيع نطاق الاعتماد عليها، وخفض انبعاثات منظومة الطاقة الحالية بشكل متزامن، ودعم جهود التخفيف بشكل عاجل من خلال خفض انبعاثات غاز الميثان وغازات الدفيئة غير ثاني أكسيد الكربون.
ويعد المُسرّع العالمي لخفض الانبعاثات خطة شاملة لإجراء تغيير جذري واسع النطاق، والتعامل مع جانبَي العرض والطلب في قطاع الطاقة بشكل متزامن، واعتمد إعداده على آراء ومدخلات عدد من الأطراف المعنية الرئيسية، بما في ذلك منظمات دولية ومجموعة من الحكومات والمسؤولين والمنظمات غير الحكومية وقادة القطاعات الصناعية.
إعلان الهيدروجين منخفض الانبعاثات 32 دولة
وافقت 32 دولة، من خلال انضمامها إلى إعلان الإمارات للهيدروجين، على اعتماد معيار عالمي لإصدار الشهادات والاعتراف بخطط إصدار الشهادات الحالية لإنتاج الهيدروجين، مما يسهم في تعزيز فرص التجارة العالمية المتعلقة بالهيدروجين منخفض الانبعاثات.
ويعد الاستثمار في مشاريع إنتاج الهيدروجين من الركائز المهمة نحو الوصول للحياد الكربوني الصفري.
تشهد دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة تطورا مستمرا في مجال المشاريع التجارية المستدامة مع التركيز على الطاقة المتجددة والتقنيات الصديقة للبيئة والممارسات المسؤولة، خاصة مشاريع الهيدروجين التي تعد المشاريع الأبرز في هذا المجال.
إعلان المناخ والإغاثة - 74 دولة
وقعت 74 حكومة و39 مؤسسة على إعلان COP28 بشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام، الذي يمثل التزاما جماعيا بزيادة الاستثمار ودعم إجراءات تعزيز المرونة المناخية في الدول والمجتمعات الأكثر عُرضة للصراعات وتداعيات تغير المناخ.
وتمثل حماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش إحدى الركائز الأربع الأساسية في خطة عمل رئاسة COP28.
وتأتي أهمية الإعلان في ظل تأثير تداعيات تغير المناخ على جميع البشر بشكل متفاوت من مجتمع لآخر، حيث تقع أضرار الظواهر الجوية القاسية في البيئات الضعيفة والمتأثرة بالصراعات على 3 أمثال عدد الأفراد سنوياً مقارنة بالدول الأخرى، ويضاف إلى ذلك أن من يعيشون في دول نامية وضعيفة يحصلون على 1.25% من التمويل المناخي، مقارنة بمن يعيشون في غيرها، لذا تلتزم رئاسة COP28 بتنسيق العمل وتكريس التوافق لتغيير هذا الوضع.
وتركز رئاسة مؤتمر الأطراف COP28 على تسريع الجهود العالمية لدعم الدول والمجتمعات الأكثر عُرضة للصراعات وتداعيات تغير المناخ وتعزيز مرونتها المناخية.
إعلان التمويل المناخي - 12 دولة
شهد إعلان الإمارات بشأن الإطار العالمي للتمويل المناخي خلال COP28 إطلاق 12 دولة خريطة طريق لتوفير مزيد من التمويل بشروط ميسَّرة وتكلفة مناسبة.
ويبني الإعلان على مجموعة من المبادرات التي مهدت الطريق نحو جمع وتحفيز التمويل المناخي خلال العام الجاري، وحشد جهود مجموعة من قادة العمل المناخي في عدة أقاليم حول رؤية واحدة، فيما ستعمل دولة الإمارات على متابعة تنفيذ إطار التمويل مع هؤلاء الرواد فور انتهاء COP28.
ويدعو إعلان الإمارات للتمويل المناخي العالمي قادة العالم للاستفادة من المبادرات الرئيسية السابقة واستكمال مسيرتها مثل مبادرة بريدجتاون وجدول أعمال أكرا-مراكش وإعلان نيودلهي لقادة مجموعة العشرين وإعلان نيروبي للقادة الأفارقة بشأن المناخ والدعوة إلى العمل التي تضمنها.
وطالب الإعلان الوفاء بالالتزامات وتحقيق نتائج طموحة، ودعا إلى الوفاء بالتعهدات السابقة مثل تقديم 100 مليار دولار من التمويل المناخي للدول النامية وتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر وتفعيل عمل وآليات تمويل الصندوق العالمي للمناخ، ويؤكد أهمية إتاحة التمويل بشكل ميسر وبتكلفة مناسبة.
ودعا الإعلان إلى إتاحة المجال المناسب لتوفير التمويل للعمل المناخي، والذي يتطلب وجود بنية تمويلية دولية ملائمة لمواجهة الصدمات الأكثر تواتراً وشدة، وبالتالي تزويد البلدان النامية بالوسائل اللازمة لاتخاذ إجراءات لمواجهة تداعيات تغير المناخ تتواكب مع سياساتها لإدارة الضغوط المالية المتعلقة بالديون.
وطالب الإعلان توسيع نطاق توفير التمويل الميسر للعمل المناخي وتحديد آليات تمويلية جديدة مبتكرة سيتم استكشافها للمساعدة في تقديم الدعم على نطاق واسع للدول النامية، إضافة إلى تحقيق انتقال منطقي وعملي وعادل ومسؤول مدعوم من الحكومات لا يترك أحداً خلف الرَكب: يحدد كيفية اغتنام الفرص المتاحة في الاقتصاد الحقيقي، بما في ذلك من خلال الدعم الفني ونقل التكنولوجيا.
ووافق الموقِّعون على الإعلان على زيادة الدعم المقدم للدول النامية خاصة الدول الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ لدعمها في تحقيق أهدافها المتعلقة بالعمل المناخي، وذلك بتنفيذ الأهداف المعلن عنها بشأن الوفاء بتعهد الـ100 مليار دولار وغيرها من الإجراءات الأخرى.
تحالف الشراكات عالية الطموح - 64 دولة
شهدت قمة COP28 للعمل المناخي الوطني إطلاق رئاسة المؤتمر لمبادرة "التحالف من أجل الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح" (CHAMP).
المبادرة تم تطويرها بالتشاور مع القادة المحليين والأطراف المعنية، وهي مبادرة رائدة توصي بعملية جديدة للقادة المحليين والإقليميين للمساهمة في تطوير مساهمات محدّثة وطموحة ومحددة وطنيا.
وأقرّ المبادرة 64 حكومة تهدف إلى تعزيز التعاون على المستوى الوطني والمحلي لوضع نهج جديد شامل طموح لتجديد المساهمات المحددة وطنياً، كما توفر "CHAMP" آلية لجمع أفضل الأفكار الخاصة بالعمل المناخي على المستوى المحلي، وتهدف أن تكون الجولة القادمة من وضع الأهداف المناخية الوطنية أكثر طموحاً واحتواءً للجميع.
ويعتبر "تحالف من أجل شراكات متعددة المستويات عالية الطموح" حافزا لتعزيز هذه المساهمات وتسريع العمل المحلي.
ويمثل التحالف من أجل الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح "CHAMP" طريقة جديدة تحتوي الجميع لتشكيل المساهمات الطموحة المحددة وطنياً والقابلة للتنفيذ.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOC40MyA= جزيرة ام اند امز