ظهرت أدلة دامغة على تورط عناصر إرهابية مدعومة من تركيا وقطر داخل عدد من الدول العربية.
ظهرت أدلة دامغة على تورط عناصر إرهابية مدعومة من تركيا وقطر داخل عدد من الدول العربية، وتأويان عناصر من جماعة الإخوان المصنفة بمنظمة إرهابية مع توفير التمويل المباشر للعمليات الإرهابية التي وقعت في مصر وسوريا والعراق وليبيا.. والخطورة الحقيقية لهؤلاء الذين تلاعبوا بمفهوم الدين الحنيف وحركوا الفتن، هي أنهم لعبوا دوراً كبيراً عبر تصدير الأفكار المريبة، بغية أدلجة المجتمع والناس.
ولهذا عمد هؤلاء إلى تشجيع وإقامة المعسكرات وبتحريك من بعض الأئمة المحرضين على إشعال أوار الفتن أمثال القرضاوي الذي وجه حقده ضد الإسلام والمسلمين عبر دعواته إلى اتباع عمليات القتل والتدمير للعباد والبلاد، ويعد رأس فتنة الإخوان المسلمين في تأليب المسلمين على بعضهم بزرع الشقاق، وتسببت فتاواه في قتل كثير من الجنود والضباط البواسل في سيناء، فهو دائماً يفتي بقتل وذبح جنود مصر، ولديه الكثير من الفتاوى المريبة التي تحرض على القتل في أماكن أخرى.
ليس ذلك فحسب وإنما مؤلفه الشهير -الإخوان المسلمون سبعون عاماً في الدعوة والتربية والجهاد- ويعد واحداً من أشهر كتب منظّر الجماعة الأول على مر السنين، وأحد أهم المدافعين عنها، بل وصل الأمر به ليصف عناصر الإخوان الإرهابية بأنهم أفضل مجموعات الشعب المصري بسلوكهم وفكرهم، وهذا الأمر ليس بغريب على شيخ الفتنة، الذي يدعو مراراً وتكراراً إلى العنف والإرهاب، ويحرّض على القتل والتخريب، و للقرضاوي عدد من الفتاوى المثيرة للجدل، وتلك الفتاوى أثارت جدلاً واسعاً، وهاجمه التيار الإسلامي أيضاً بسبب فتواه بجواز أن يقتل مسلمٌ مسلماً، فهي إحدى الفتاوى الشاذة التي نال بسببها قسطاً واسعاً من الهجوم.
الغاية المبتغاة من رفض تصارع المذهبيات تنقية النفس من المآثم وتزكية الروح من براثن الشرك، وتطهيرها بالعبادة الحقة والمعرفة وصولاً إلى إقامة الروابط على أساس من المحبة والتآخي، وإحقاق العدل والمساواة تحقيقاً لسعادة الناس، قال تعالى في سورة الأنعام آية 159: "إِن الذين فَرَّقُوا دِينَهُم وكَانوا شِيَعاً لستَ منهم في شيءٍ إنما أَمرُهُم إلَى اللَّهِ ثُم يُنبِّئُهم بما كَانوا يفعلون"، وهؤلاء لعبت بعقولهم الأهواء والمصالح والغايات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تؤمنوا حتى تحابوا".
مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ثمن مقترحاً بريطانياً بإلغاء استخدام مصطلح الإرهاب الإسلامي، مشدداً الأزهر الشريف على أن مَن يرتكبون أعمال الإرهاب فئة ضالة تنصَّلت من تعاليم الشريعة السمحة التي تحضُّ على قيم الرحمة والسلام، وإن شيوع تلك المصطلحات التي تصف الإسلام بالإرهاب، ساعدت على انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا داخل المجتمعات الغربية، وأنه حال تنفيذ ذلك المقترح فإنه سيساعد على تقويض آفة الكراهية التي تضرب أركان المجتمعات وتمس أمنها واستقرارها من الداخل، وأن يتم تعميم ذلك الإلغاء في كافة الدول التي تستعمل تلك المصطلحات، لما لها من تأثير سلبي على التعايش والاندماج.
نصوص الإسلام قرآناً وسنةً، لا علاقة لها من قريب أو من بعيد بما تقوم به فئة باغية فهمت الإسلام فهماً مغلوطاً، والمشكلة ليست في النصوص ذاتها، ولكن المشكلة كامنة في فهمهم السقيم للنصوص، مع عدم تمكنهم من الأدوات التي تساعد على الفهم الصحيح، وتعصم الذهن من الوقوع في الخطأ، والمقترح البريطاني لإلغاء مصطلح الإرهاب الإسلامي خطوة جادة ومهمة لتقريب وجهات النظر والالتقاء على كلمة سواء بين الأديان وتحفظ البلاد وتؤمّن حياة العباد.
إن الأديان السماوية بريئة من أعمال هؤلاء المتطرفين الذين يعيثون في الأرض فساداً، وعلى الهيئات الدولية والمراجع الدينية عدم التغاضي عن تلك الأعمال الإجرامية المنافية لجوهر الأديان، وتأتي عملية مدينة نيس في فرنسا التي نفذها إرهابي وأدت إلى طعن ثلاثة أشخاص وقطع رأس امرأة ضمن سلسلة من أعمال المتطرفين المرفوضة دينياً، بالإضافة إلى تعرض النمسا مساء الاثنين الماضي لهجوم إرهابي بواسطة مجموعة من المسلحين في ستة مواقع مختلفة في المدينة القديمة بوسط العاصمة فيينا أودت بحياة أربعة مدنيين وشرطي، ولا يمكن الركون إلى هذه العمليات أو قبولها إطلاقاً، وضرورة إبعادها عن جوهر الدين وقداسة الأديان، وفي خضم هذه الحوادث المؤلمة للبشرية توضح ميركل بما يلي: "أقول لمن يريد حرية التعبير دون أي تكاليف أو حدود، حرية التعبير تتوقف عندما تكون مصدراً لنشر الكراهية".
وما يمكن التأكيد عليه أنه لن تنطلي على المسلمين الواعين لأمثال هؤلاء الذين يتلاعبون بالعقول، ويخفون غير ما يظهرون وأفكار الجماعة المتطرفة حين ظهورها فجأة بمواقفها المختلفة وأباطيلها الحاقدة، ما يجعلها مرفوضة من المؤمنين الصالحين والمصلحين ذوي الأفكار البناءة الذين لا يريدون تهديماً للشرائع السماوية، وهنا ينطبق على هؤلاء قول ابن رشد حين يتحكمون بالواقع ويلبسون أباطيلهم الضلال والبهتان: "إذا أردت أن تتحكم في جاهل فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة