إخوان ليبيا يحرضون على عمليات إرهابية بدول مقاطعة قطر
قيادي في إخوان ليبيا يدعو علنا إلى تنفيذ عمليات إرهابية في مصر والسعودية والإمارات في خطوة تسلط الضوء على دور قطري.
دعوة القيادي في جماعة الإخوان الليبية، عضو مجلس شورى الجماعة عبدالعزيز السيوي، إلى تنفيذ عمليات إرهابية في عمق مصر والسعودية والإمارات، يقدم دليلا جديدا للعالم على أيديولوجية العنف والتطرف التي تنبني عليها الجماعة المدعومة من قطر.
الإرهاب.. هذه المحرقة التي زلزلت العالم وقطعت أوصاله، يسري لهيبها هذه المرة ليحرق الجماعة، ويقدم للعالم دليلا جديدا على سمتها الإرهابية والدموية.
خطاب الكراهية والموت
السيوي، قال في مقطع فيديو لجزء مسرب من خطبة صلاة جمعة بمسجد في مصراتة نشرته صحيفة المرصد الليبية، يوم 8 ديسمبر/كانون أول الماضي: "إنني والله أدعو إلى الإرهاب ضد السيسي، وأدعو إلى إرهاب شديد وكبير ضد طغاة الإمارات".
وأضاف "وإنني على أعواد هذا المنبر، أدعو إلى إرهاب عميق ضد ملوك السعودية لأنهم أورثونا الذل والعار بينما الكافر الملحد رئيس كوريا الشمالية قال إن إسرائيل لا أرض لها".
دعوة سافرة إلى الإرهاب، استغل صاحبها وجماعته صفته الدينية للترويج لها، من خلال استخدام منابر المساجد، وتسميم الرأي العام بأفكار تحريضية تنضح كراهية وعنفا وتطرفا.
خطاب مشحون بالحقد على المسلمين، مع أن أصحابه يحرفون الإسلام لاستخدام مستخلصاتهم المشوهة والمحرفة شظايا يقسمون بها الدول ويستهدفون بها الأبرياء تحت مسميات كاذبة وأوهام تفضح الأطماع الحقيقية للجماعة وأدبياتها المسمومة وسمتها الإرهابية.
وبالنظر إلى السياق الذي جاءت فيه الدعوة، أي بعد يومين تقريبا من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، يتضح أنه في الوقت الذي توحدت فيه جميع البلدان العربية والإسلامية ضد القرار الأمريكي بحق المدينة المحتلة، وفي الوقت الذي توجهت فيه سهامها ضد الاعتراف الموهوم، تغرس جماعة الإخوان سيوفها في الجسد العربي المثقل بالأزمات.
جمود دولي
غير أن ما يثير الاستغراب، وفق مراقبين، يظل الجمود المخيم على الموقف الدولي بهذا الشأن، والمحكمة الجنائية الدولية أيضا، لأن دعوة مماثلة وموثقة تشكل دليلا لا لبس عليه يقود مباشرة نحو تجريم وحظر جماعة الإخوان دوليا.
جمود يمضي عكس الجهود الدولية الرامية لمكافحة الإرهاب وتصنيف الكيانات والأشخاص المتورطة في التحريض عليه أو ارتكابه ضمن القائمات السوداء، لكن ما يحدث على أرض الواقع يظهر نوعا من النشاز بين الوقائع وردود الفعل البديهية، فالمجتمع الدولي لا يزال يدعم بشكل غير مشروط، حكومة الوفاق الوطني الليبية التي يتبعها السيوي.
فالسيوي يتقاضى مرتبه من وزارة أوقاف حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج، ويبث دعواته المسمومة المحرضة على القتل والإرهاب عبر منبر المسجد، وعلى قناة التناصح الليبية، ما يعني في النهاية أن الإرهابي يقتات من الدعم الدولي ويبث سمومه في داعميه.
وفي الواقع، فإن الدعوة إلى القتل لا تعتبر غريبة عن جماعة الإخوان التي رسمت مسارها منذ التأسيس حتى اليوم، بشلالات لا تنضب من دماء الأبرياء، مستخدمة ذات السلاح الفتاك الذي قسم دولا وفتت أخرى وشرد وقتل الملايين، ألا وهو تكفير الآخرين تمهيدا للحصول على شرعية زائفة توظفها بشتى الأشكال في طمس معالم الحياة أينما حلّت.
منهج دموي يقوم على العنف والكراهية دأبت الجماعة الإرهابية على تبنيه، غير أن الإشكال يظل مرتبطا على الدوام بعدم وجود رادع قانوني زجري، خصوصا في بلد مثل ليبيا المهتز منذ 2011 على وقع أزمة أمنية خانقة.
قطر في الردهة الخلفية
استهداف البلدان الثلاثة المقاطعة لقطر منذ يونيو/حزيران الماضي، لم يأت اعتباطا أو جزافا، وإنما يسلط الضوء على شبح قطر المختفي في الردهة الخلفية للأحداث.
فالدعوة بدت على المقاس، ومشحونة بذلك العداء اللافت الذي تكنه الدوحة لجيرانها، وبتمويلها للإرهاب وتحريضها عليه من خلال جماعات تتخذها أذرعا تنفيذية لتنفث عبرها سمومها بالمنطقة.
فالحقد النابض من كلمات الخطيب الإخواني كان واضحا، أو بالأحرى مدفوع الثمن، وحماسه المبالغ فيه يحمل أكثر من دليل على أن انحسار الحلول أمام الدوحة لحل أزمتها جعلها تستنجد بأذرعها في كل مكان، وإيقاظ الخلايا النائمة منها، وتجنيد كل ما يتاح لها، من أجل تشويه وترهيب من تعتبرهم خصومها.
تشويه يتجاوز الطابع النظري ليصل إلى الدعوة إلى استهداف الأبرياء، في خطوة يقول مراقبون إنها تستدعي تعبئة دولية من أجل تجريم الجماعة وحظرها.
aXA6IDMuMTM4LjEyNi41MSA= جزيرة ام اند امز