"فن البذاءة".. أحقاد إخوانية تستهدف نسيج المجتمع اليمني
دأبت ألسنة البذاءة الإخوانية على بث روح الكراهية والتحريض ضمن هجوم إعلامي مسيس وموجه بخبث لشق نسيج المجتمع اليمني.
ودرجت الآلة الإعلامية لإخوان اليمن على انتهاج سياسة جديدة في الهجوم المكثف والموجه بدقة لتشويه المجلس الانتقالي الجنوبي وكل خصومهم، وذلك عبر عديد أبواق تستخدم عناوين مختلفة تمس الاعتبار والكرامة الإنسانية والسمعة لأبناء المحافظات اليمنية الجنوبية.
وأثار مؤخرا فنان إخواني كوميدي بارز ردود فعل غاضبة واسعة النطاق في الأوساط اليمنية وثقافيا وسياسيا وشعبيا والحقوقية الدولية، والتي اعتبرته تحريضا على الكراهية، فيما بدأت منظمة دولية بملاحقته قضائيا.
وظهر الفنان الإخواني "فهد القرني" في تسجيل مصور تم تداوله عبر مواقع التواصل وهو يوجه الإساءة المعلنة لفئة من الشعب اليمني بشكل فقد أخلاقيات الفن ورسالته السامية التي تدعو للسلام وصون الحقوق والحريات الإنسانية.
وعمد القرني، الذي يمثل أحد كبار القيادات الثقافية لإخوان اليمن، إلى توجيه الإساءة المعلنة بالشتم والقذف والذم والقدح والاحتقار بألفاظ نابية تمس من كرامة كل اليمنيين والشعب الجنوبي، خصوصا شرفهم وعرضهم.
واستهدف "القرني" استفزاز القواعد الشعبية جنوبا خصوصا في العاصمة المؤقتة عدن وجرها للعنف، ضمن أحقاد تغذي شق النسيج المجتمعي بإحياء أحقاد قديمة بين الشمال والجنوب، وتجلى ذلك في تعميم إخواني مكتوب يكرس الإساءة المعلنة تداوله ناشطون يتبعون حزب الإصلاح الإخواني.
وتدارك المجلس الانتقالي الجنوبي خطورة الهجمة الإخوانية الإعلامية لاستفزاز القواعد الشعبية وجرها لقمع المشردين والنازحين الذين فروا من مليشيا الحوثي الإرهابية، وخلق أزمة ثقة جديدة تعرقل الحكومة المعترف بها دوليا.
ودعا نائب رئيس هيئة المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك الناشطين الجنوبيين إلى عدم الانجرار للإساءة الإخوانية وجرح الشعب في المحافظات الشمالية.
وقال بن بريك في سلسلة تدوينات على"تويتر": "أيها الناشطون الجنوبيون كنتم ولا تزالون جيشا مهابا دك الباطل وأهله، أناشدكم لا يجرنكم سفهاء الإخوان ببذاءتهم إلى جرح الشعب في الشمال".
وأشار القيادي الجنوبي البارز إلى أن ذلك هو مسعى ألسنة البذاءة الإخوانية، مؤكدا مخاطبا أنصاره "إن انتقدتم أحدا بينوا بالأدلة القاطعة، ولا يحملكم الغضب للسب والشتم، فأنتم أصحاب حق، وإن لصاحب الحق مقالا".
ملاحقة حقوقية وقضائية
ويغذي التسجيل المصور للفنان الإخواني خطاب الكراهية، ويعد بمثابة سلاح خطير يؤجج الصراعات المجتمعية.
ووصفت المنظمة الدولية لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان "فرنت لاين البريطانية" التسجيل المصور لفهد القرني أنه "فعل خطير".
وأكدت أنها تقدمت بدعوة قضائية إلى النائب العام في مصر والأردن واليمن ضده ليأخذ القانون مجراه وبأقسى عقوبة ممكنة لتحقيق الردع الخاص والزجر العام في هكذا قضايا.
وذكرت المنظمة، في بيان وصل "العين الإخبارية" نسخة منه، أنها تلقت العديد من الشكاوى من مواطنين باعتبارها منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان، وأن البلاغ القضائي المشترك يضعه ليتحمل مسؤوليته الكاملة أمام القضاء العادل جنائيا ومدنيا.
وأشار البيان إلى أن التسجيل المصور للقرني أفقده أخلاقيات الفن، وله تداعيات خطيرة وردود فعل غاضبة تنعكس على المجتمع كتعزيز لخطاب التحريض والكراهية بين المجتمعات، والأهم من ذلك شق النسيج الاجتماعي في الشمال والجنوب.
وأوضحت المنظمة الدولية التي تركز على القضايا المجتمعية الناتجة عن غياب القانون ورصد انتهاكات النزاع، أن ردود الأفعال الغاضبة قد تتحول لأفعال وسلوك خاطئة مستقبلاً، نتيجة ما تضمنه التسجيل من تحريض وبث روح الكراهية في أوساط المجتمع.
وحملت المنظمة الفنان الكوميدي الإخواني كامل المسؤولية القانونية والمجتمعية لما يترتب على خطابه وتسجيله المصور من ردود الأفعال الغاضبة من مختلف فئات المجتمع نتيجة الإساءة والقذف والمساس بكرامتهم وشرفهم وأعراضهم.
أزمة إخوانية
يعكس فن البذاءة الإخوانية والتي كان آخرها القرني، أزمة حقيقة يعيشها التنظيم الإرهابي منذ فشله في عرقلة اتفاق الرياض وتعمده توجيه أبواقه لتسميم الأجواء السياسية والمجتمعية.
وحسب الناشط السياسي والمجتمعي اليمني عمار القدسي فإن الهجوم الأخير الذي شنه المدعو فهد القرني وما حمله من ألفاظ بذيئة يعكس الاضطراب الذي تعيشه قيادة الإخوان مع الإصرار على المضي في تنفيذ اتفاق الرياض من جانب التحالف العربي بقيادة السعودية.
كما أن "بذاءة الكوميدي الإخواني ضد نساء الجنوب تهدف إلى تسميم الأجواء في الجنوب وعدن والدفع نحو خلق ردود أفعال طائشة ضد أبناء الشمال وهذا مستبعد، وكل ذلك ضمن إطار تفجير المشهد وتعطيل تنفيذ اتفاق الرياض"، وفقا للناشط اليمني.
ومنذ ولادة المجلس الانتقالي كشريك فاعل في محاربة مليشيا الحوثي والتنظيمات الإرهابية لا سيما مؤخرا عقب تنازلات كبيرة قدمها لتنفيذ اتفاق الرياض، عمد الإخوان لاستفزازه واستهدافه بشكل ممنهج عبر تفريخ ثقله الشعبي أو الترويج لخطاب مناطقي من قبيل "القرويين" أو بإحياء نعرات صراع تاريخية.
وطبقا للقدسي في تصريح لـ"العين الإخبارية"، فإن تنظيم الإخوان الإرهابي يأمل من خلال التصعيد الإعلامي بتصريحات قياداته أو القيادات الموالية له أو مطابخه الإعلامية والفنية ضد الانتقالي، في تعويض ما فشلوا في إحرازه على الأرض بعرقلة اتفاق الرياض، وذلك من خلال استفزاز قيادات وقواعد المجلس ودفعها إلى تصعيد مقابل.
وأوضح الناشط اليمني أن المضي في تنفيذ الاتفاق يعني خسارة الإخوان نفوذهم داخل الشرعية وعلى محافظات الجنوب التي تشكل 90% من المناطق المحررة، وهذا يعني أن وجودها السياسي في أي تسوية سياسية للأزمة سيكون ضعيفاً، بالإضافة إلى أن الاتفاق نص على وجود الانتقالي في أي مفاوضات قادمة تخص هذه التسوية.