في الهند.. 21 مليون فتاة يعانين بسبب "تفضيل الذكور"
نسبة السيدات العاملات انخفضت مع مرور الوقت، من 36% إلى 24% في الفترة بين عامي 2015 و2016.
أعلنت الحكومة الهندية هذا الأسبوع أن هناك ما يزيد على 63 مليون سيدة "مفقودة" من شعبها، وأنه يتم فقدان مليوني سيدة سنويا من مختلف الفئات العمرية؛ بسبب إجهاض الأجنة الإناث والأمراض والإهمال وسوء التغذية، بالإضافة إلى وجود 21 مليون فتاة غير مرغوب فيها بسبب تفضيل الذكور.
وجاءت هذه التقديرات لعامي 2017 و2018 ضمن مسح اقتصادي سنوي للهند، وعززت آراء العلماء والباحثين من أن عقوداً من تفضيل الأبناء الذكور في الهند وفي الصين، فضلا عن سياسة الطفل الواحد، نتج عنها فقاعة ديموغرافية مليئة بالذكور صنعها الرجال في البلدين، وربما يكون لها تأثير على المدى الطويل على الجريمة والاتجار بالبشر ومعدلات الإدخار الإجمالية، وتمكن هذا العدد الزائد من الذكور من العثور على عرائس.
وفي الهند يوجد تفضيل كبير للأبناء الذكور على الإناث، وإذا رزقت إحدى العائلات بفتاة، تستمر في الإنجاب حتى تحصل على صبي، الأمر الذي أدى إلى ما يقدر بـ21 مليون فتاة "غير مرغوب فيهن" في الهند، وعادة ما يحصلن على تغذية وتعليم أقل من إخوانهن الذكور.
وحسب المسح الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قورنت بيانات من عام 1991 وحتى 2011، وأظهرت النتائج أن النسبة بين النوعين في الولايات المختلفة بالهند أصبحت أكثر سوءا رغم تحسن الدخول.
وبحسب علماء الاجتماع، فلا توجد ظاهرة تفضيل الذكور في المناطق الريفية الفقيرة في الهند فقط، بل في الطبقات المتوسطة والغنية أيضا، حيث تملي التقاليد على العائلات الثرية أن يحمل الابن اسم العائلة ويرث تجارتها وملكياتها، على الرغم من أن الفتاة يمكنها ذلك قانونا.
وفي ولايتي بنجاب وهاريانا الشمالية على سبيل المثال، تبلغ نسبة النوعين بين الرضع والأطفال البالغين 6 سنوات، 1200 رجل إلى 1000 سيدة، بالرغم من أن هاتين الولايتين من أغنى الولايات الهندية.
وتم نشر الدراسة بغلاف وردي اللون في إشارة إلى تمكين المرأة. وأشارت الدراسة إلى أن الهند حققت تطورات في معظم المؤشرات المعتمدة على النوع مع نمو ثروة البلاد، ما يعني أن السيدات بدأن في الحصول على تعليم أفضل واتخاذ قرارات في منازلهن.
ومع ذلك تنخفض نسبة السيدات العاملات مع مرور الوقت، حيث قلت النسبة من 36% من السيدات اللاتي يعملن خارج المنزل، إلى 24% فقط في الفترة بين عامي 2015 و2016. ولعل السبب في ذلك هو ارتفاع دخول الرجال ما دفع زوجاتهم إلى التخلي عن العمل والتركيز على تربية الأطفال.