الهند تنشد تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2070
افتتحت الهند هذا العام، مزرعة بهادلا للطاقة الشمسية، في ولاية راجاستان الصحراوية، على مساحة تساوي مساحة جمهورية سان مارينو.
بدأت الهند خلال العام الجاري، إعلان خطوات جدية بهدف تنويع مصادر الطاقة في البلاد، في وقت تعتبر فيه ثالث أكبر مصدر لانبعاث الكربون في العالم، وتُنتج نحو 70% من طاقتها الكهربائية في محطات الطاقة التي تعمل بالفحم.
مطلع الشهر الجاري، أعلن رئيس الوزراء ناريندرا مودي أن 50% من الطاقة التي ستعتمد عليها الهند بحلول العام 2030 ستكون نظيفة، مؤكدا أن الهند تسعى إلى تحقيق حياد الكربون بحلول العام 2070.
- وزير البترول المصري: صادراتنا من الغاز تحقق أرقاما إيجابية في 2021
- في أديبك 2021.. السعودية تكشف تفاصيل مبادراتها لخفض الانبعاثات الكربونية
واليوم الإثنين، أعاد وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي هارديب سينغ بوري، ما قاله رئيس الحكومة، بشأن جدية بلاده في التحول التدريجي لبطاقة النظيفة والمتجددة خلال الفترة المقبلة، بهدف خفض الانبعاثات الكربونية الضارة.
وقال الوزير هارديب سينغ بوري في كلمة له خلال افتتاح أعمال مؤتمر ومعرض أديبك 2021 في الإمارات العربية المتحدة: "رغم اعتماد الهند بشكل أساسي على الوقود الأحفوري في اقتصادها، إلا أنها تعهدت بتحقيق صفر كربون بحلول 2070".
وذكر الوزير أن الهند تعهدت أيضا بأن تكون نصف مواردها من الطاقة ستكون من الطاقة المتجددة بحلول 2030، عبر إعلان رزمة برامج لتوليد الطاقة بعيدا عن الوقود الأحفوري وبالتحديد الفحم.
وزاد: "المشكلة في أن الهند تعتمد في تلبية احتياجاتها من الطاقة على الاستيراد، حيث تستورد معظم من احتياجاتها من الوقود الكربوني.. لكن التحول للطاقة النظيفة يجب أن يأخذ في اعتباره الدول الأكثر استهلاكا للطاقة".
وافتتحت الهند هذا العام، مزرعة بهادلا للطاقة الشمسية، في ولاية راجاستان الصحراوية، على مساحة تساوي مساحة جمهورية سان مارينو، وتتلقى أشعة الشمس طيلة 325 يوما كلّ عام.
وما تزال مشاريع أخرى قيد التنفيذ. ففي ولاية غوجارات مثلا، أطلق ناريندرا مودي العام المنصرم مشروع بناء مزرعة طاقات متجددة بمساحة سنغافورة؛ وبدأ العديد من أغنياء الهند، مثل موكيش أمباني وجوتام اداني - أغنى رجلين في آسيا - في الاستثمار في القطاع.
ووفقًا لتقرير نُشر العام 2019، فإن 21 مدينة من أصل 30 مدينة الأكثر تلوثا في العالم هي مدن في الهند التي هي مسكن لـ 1.3 مليار شخص يستهلكون طاقة أكثر بسبب ازدياد التحضّر.
وتنوي الهند في العقدين المقبلين إضافة قدرات انتاج طاقة كهربائية توازي بقوتها تلك المستخدمة في أوروبا، بغية تلبية الطلب المحلي المتزايد، بحسب الوكالة الدولية للطاقة.
واستدرك وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي هارديب سينغ بوري: "بلادنا ستكون واحدة من أكثر دول العالم طلبا للطاقة في غضون السنوات المقبلة".
انطلاق فعاليات "أديبك 2021"
وانطلق صباح اليوم الإثنين 15 نوفمبر/تشرين الثاني معرض ومؤتمر "أديبك 2021"بمشاركة وزراء وقادة وخبراء قطاع الطاقة حول العالم.
ويشارك في "أديبك 2021" أكثر من 1100 متحدث من بينهم أكثر من 160 شخصية من وزراء ومدراء تنفيذيين وقادة أعمال عالميين حيث يجتمعون في أول مؤتمر ومعرض على مستوى القطاع بعد قمة الأمم المتحدة للمناخ "COP 26".
وتستمر فعاليات المؤتمر والمعرض، حتى يوم الخميس 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بمشاركة وزراء وقادة وخبراء قطاع الطاقة حول العالم.
وتشهد الدورة الحالية من "أديبك 2021" مناقشة القرارات الرئيسية لقمة الأمم المتحدة للمناخ "COP 26" وصياغة أجندة قطاع الطاقة للعقود الثلاثة المقبلة.
ويعد "أديبك" الملتقى الأول والأكبر عالميا في مجال الطاقة والبترول ونقطة التقاء عالمية لشركات النفط والغاز والطاقة وسط مشاركة وزراء الطاقة في العالم وكبار الرؤساء التنفيذيين وأهم صانعي القرار
والمؤثرين في هذا القطاع الاستراتيجي، ليكتسب اعترافًا عالميًا بكونه أهم المؤتمرات والمعارض التي توفر فرصًا للمشترين والبائعين للالتقاء والتعلم والتواصل.
ويعمل "أديبك 2021"، الذي انطلق في مركز أبوظبي الوطني للمعارض ويقام على مساحة 140 ألف متر مربع، على الجمع بين صناع القرار والمسؤولين لرسم ملامح مستقبل قطاع النفط والغاز معتمدا على مكانته المؤثرة عالميا كمنصة للمناقشات الهامة والتعاون الدولي.
كما يوفر "أديبك 2021" فرصة مهمة للشركات من حول العالم لعرض ابتكاراتها وإطلاق منتجات جديدة وإقامة الشركات وإجراء الأعمال إضافة إلى تركيز المناقشات على وضع قطاع النفط والغاز لما بعد جائحة "كوفيد-19" وأخر المستجدات المتعلقة بتغير المناخ بالإضافة إلى الاستراتيجيات المستقبلية لمعالجة آثاره طويلة الأجل على الاقتصاد العالمي.