سياسة
"داعش" في الهند سعيا وراء استقطاب عناصر جديدة
معلومات حول التحاق 21 هنديّا مؤخرا بداعش عبر التسلل لأفغانستان مخاوف من أن يكون التنظيم يكثف نشاطه لاستقطاب مزيد من الأنصار.
أثارت معلومات حول التحاق 21 هنديًّا مؤخرًا بتنظيم داعش الإرهابي عبر التسلل إلى أفغانستان مخاوف من أن يكون التنظيم يكثّف نشاطه في أراضٍ جديدة لاستقطاب مزيد من الأنصار.وخلال السنوات الماضية تفاخر مسؤولون أمنيون هنود بأن بلدهم التي تعد ثالث أكبر دولة من حيث عدد السكان المسلمين، لم ينضم منها سوى بأعداد محدودة للغاية لتنظيم داعش.
وبحسب معظم التقديرات لم يلتحق سوى أقل من 90 هنديًّا بالتنظيم الإرهابي.
وقال فكرام سود الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الأجنبية الهندية إن "داعش التحق به عدد أكبر من البريطانيين بل وربما من المالديف أكثر من الهنود".
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن المخاوف بشأن تزايد نفوذ التنظيم في الهند اتخذت بُعدا رسميا خلال الشهر الجاري، عندما أصدرت السفارة الأمريكية في دلهي أول تحذير يتعلق بتنظيم داعش كان يتحدث عن "تهديد متزايد في مناطق في الهند يتردد عليها الغربيون مثل المواقع الدينية والأسواق ومناطق الاحتفالات".
ولكن تنظيم داعش لم يقرر الذهاب إلى الشمال أو منطقة الاضطرابات الإسلامية المشتعلة مثل كشمير حيث يبدو أن التنظيم اتجه إلى استقطاب أتباع جديد في كيرالا التي تعد من أكثر المناطق ثراء بالهند وأكثرها تنوعا كما أن سكانها قد حصلوا على أفضل مستويات تعليمية.
وكانت المجموعة التي اختفت في يونيو الماضي تنحدر من تلك الولاية. وقد نشرت تلك المجموعة لاحقا مقطعا صوتيا تقول فيه إنها اتجهت إلى أفغانستان وطلبوا من ذويهم عدم اللجوء للشرطة لأنهم لا يعتزمون العودة.
وأعرب عم أحد الشباب المتسللين والذي يدعى حكيم عن دهشته مؤكدا أن الفتى كان محبا للحياة ولم يكن متدينا.
كان حكيم قد وقع في براثن مجموعة جديدة تتمركز حول الموظفين في المدرسة الدولية للسلام وهي مدرسة محلية تقدم تعليما دينيا متشددا، ونفت إدارة تلك المدارس أي صلة باختفاء تلك المجموعة.
وأضاف عم حكيم أنه فجأة أطلق لحيته وفصل التليفزيون في منزله وتوقف عن قيادة سيارته بحجة أن كل هذه الأشياء تم شراؤها بالتقسيط والذي يعد ربا وبالتالي فهو محرم في الإسلام.
ورغم أن الأفكار المتشددة ليست بجديدة على جنوبي الهند فإنها أنتجت نسخة أكثر تشددا خلال الفترة الماضية وفقا لأشرف كادكالا، الأستاذ بجامعة كيرالا.
وأضاف كادكالا: "إنها أيديولوجية ضيقة ومتشددة وقد تمكنت من جذب العديد من الشبان خاصة الطلاب. حيث بدأوا الانفصال عن شيوخهم السنيين التقليديين والبحث عن تعاليم الإسلام عبر الإنترنت".
وشارك كادكالا نفسه في محاضرة العشرات من الشبان الذين يخشى آباؤهم من أنهم أصبحوا يتبنون عقائد متشددة، معترفا بأن تلك المحاضرات كانت فاشلة وأن هؤلاء الشباب يتبعون معلميهم من المتشددين بدون تفكير وأنهم يأخذون فتاواهم من الإنترنت.
وبالرغم من أن قوات الأمن ما زالت لا ترى تهديدا يأتي من تنظيم داعش، مؤكدة أن التهديد الأساسي يأتي من جماعات أكثر تنظيما مثل "لشكر طيبة" أو "جيش محمد" فإن داعش حاولت بوضوح إثارة انتباه الهنود. فقد أصدرت آلتها الإعلامية مقطع فيديو في مايو يعرض حوارات مع المجندين الهنود بمن في ذلك مجموعة من جماعة المجاهدين الهنود والذين تعهدوا بالولاء لداعش في عام 2014.
ومن جهته يعتقد كادكالا أن الهند ليست المكان المناسب لذلك النوع من التطرف وإن كان برافين سوامي، المؤلف والصحافي المتخصص في القضايا الإستراتيجية يرى أن الخطر لا ينبعث من فرار هذا العدد المحدود ولكنه يأتي إذا ما تمكنوا من شن هجمات كبرى إذ سيكون لذلك عواقب سياسية ربما تثير مشاكل حقيقية". aXA6IDE4LjE5MS4xNjIuNzMg جزيرة ام اند امز