"المنتصرة" تضع الهند ضمن النخبة.. أول حاملة طائرات محلية الصنع
انضمت الهند إلى نخبة القوى البحرية العالمية، الجمعة، عندما دشنت أول حاملة طائرات محلية الصنع خاصة بها، "آي إن إس فيكرانت".
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أنه مع الحاملة "فيكرانت" التي تبلغ تكلفتها 3 مليارات دولار، تنضم الهند إلى عدد محدود فقط من الدول التي تمتلك أكثر من حاملة طائرات أو حاملة مروحيات هليكوبتر في الخدمة، وتصبح ثالث دولة، بعد المملكة المتحدة والصين، التي تدشن حاملة طائرات محلية الصنع خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
وغمرت الناقلة البلاد بـ"ثقة جديدة"، بحسب ما قاله رئيس الوزراء ناريندرا مودي خلال احتفال أقيم بحوض بناء السفن في كوشين بولاية كيرالا جنوبي الهند، مضيفا، قبل الصعود على متن الحاملة ورفع علم البحرية الجديد: "ربما يكون الهدف صعبا. وربما تكون التحديات كبيرة. لكن عندما تتخذ الهند قرارها، لا هدف يكون مستحيلا".
وتابع: "حتى الآن، صنعت الدول المتقدمة فقط هذا النوع من حاملات الطائرات. اليوم، تتخذ الهند بدخولها هذه العصبة خطوة أخرى باتجاه أن تصبح دولة متقدمة"، مضيفا أن منطقة المحيطين الهندي والهادئ ظلت "أولوية أمنية رئيسية" للهند.
ومن جانبه، رأى جون برادفورد، زميل أقدم بكلية إس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، أن التزام الهند تجاه السفينة عكس "رؤيتها طويلة الأمد للاحتفاظ بقوة بحرية عالمية."
وأضاف برادفور: "هناك أسئلة تلوح في الأفق بشأن قدرة أي حاملة على البقاء في عصر الصواريخ، لكن القوات البحرية الكبرى – بينها تلك الموجودة في الولايات المتحدة، واليابان، والصين، والمملكة المتحدة – تضاعف استثماراتها في الحاملات. ومن هذا المنطلق، تواصل الهند السباق".
وتنضم الحاملة "فيكرانت" إلى الحاملة "آي إن إس فيكراماديتيا"، وهي حاملة خضعت لتجديدات تعود إلى الحقبة السوفياتية وتم شرائها من روسيا عام 2004، في أسطول الهند. وتعتبر "فيكرانت" أصغر قليلًا من الأخيرة ومن الحاملات الأمريكية والصينية والبريطانية، لكنها أكبر من اليابانية.
وأشاد المحللون بقوتها النارية المحتملة. وعندما يصبح جناحها الجوي جاهزا للعمل كليا على مدار السنوات القليلة المقبلة، ستحمل "فيكرانت" ما يصل إلى 30 طائرة، من بينها مقاتلات "ميج-29 كيه"، وطائرات هليكوبتر، بالإضافة إلى أنظمة دفاعية تتضمن صواريخ سطح-جو. كما تعمل بأربعة محركات توربينية غازية، وتقدر أقصى سرعة لها بـ32 ميلا في الساعة، ومدى يصل إلى 8600 ميل (13 ألفا و890 كيلو مترا).
وقال آجاي شوكلا، ضابط سابق بالجيش ومحلل دفاع حاليا: "الهند تبعث برسالة مفادها بأن لديها القوة، ولديها حاملات الطائرات، وبالتالي القوة الجوية للسيطرة على أقاصي المحيط الهندي".
وأضاف محللون أن الحاملة الجديدة، والمدمرات والفرقاطات التي ستشكل في النهاية مجموعتها الضاربة، تعطي الهند خيارات أبعد من ذلك أيضا.
وأشارت "سي إن إن" إلى أن الحاملة الجديدة ستمكن الهند من الاضطلاع بدور أكبر في التدريبات العسكرية التي تجريها مجموعة الحوار الأمني الرباعي (كواد)، وهو تحالف غير رسمي يضم: الولايات المتحدة، واليابان، وأستراليا، والهند.
ولم يكن بناء "فيكرانت" سهلا على الهند. ووقعت الحكومة على تصميمها وبنائها عام 2003، وتم وضع العارضة في فبراير/شباط عام 2009. وتم تعميد السفينة "فيكرانت" - والتي تعني "الشجاعة" أو "المنتصرة" باللغة السنسكريتية – وإطلاقها في أغسطس/آب عام 2013.
لكن بعد ذلك ظهرت تأخيرات: كانت هناك بعض الخصائص التي احتاجت إعادة تصميم، وكانت هناك مشكلة في تأمين معدات الطيران من روسيا، ثم جائحة كوفيد-19. ومع ذلك، يقول الخبراء إن الهند ستتمكن من تعزيز قدرتها على بناء السفن محليا والتعلم من التجربة.
وبدأت البحرية الهندية تشغيل حاملات الطائرات عام 1961. وكانت أول حاملة، التي حصلت عليها من المملكة المتحدة، تحمل اسم "فيكرانت" أيضًا. لكن تقاعدت "فيكرانت" الأولى من الخدمة عام 1997. وخدمت الحاملة الثانية بريطانية الصنع، "آي إن إس فيرات" في البحرية الهندية لثلاثين عاما قبل إيقاف تشغيلها في 2017.
aXA6IDMuMTI5LjQ1LjE0NCA= جزيرة ام اند امز