الهند وباكستان.. هجوم كشمير يوحّد الفرقاء

تتبادل الهند وباكستان إطلاق النار على طول حدودهما غير الرسمية منذ الهجوم على كشمير، لكن في نيودلهي وإسلام آباد، يتقارب الخصوم السياسيون ويسعون لاستغلال الموقف لتحقيق مكاسب سياسية.
تدهورت العلاقات المتوترة منذ فترة طويلة بين الهند وباكستان بسرعة منذ الهجوم الذي وقع في 22 أبريل/نيسان في باهالغام بكشمير الهندية وخلف 26 قتيلا.
واتهمت نيودلهي إسلام آباد بالوقوف وراء الهجوم الذي أسفر عن أكبر حصيلة من القتلى المدنيين في المنطقة ذات الأغلبية المسلمة منذ عقود.
ونفت باكستان أي تورط لها ودعت إلى إجراء "تحقيق محايد" في ملابساته.
إضافة إلى إطلاق النار عبر خط السيطرة الحدودي في كشمير، تبادلت الدولتان سيلا من الإجراءات الدبلوماسية وطردتا مواطنين، وأمرتا بإغلاق الحدود.
لكن يرى محللون أن كلا الجانبين قد يستغل الأزمة داخليا لتحقيق مكاسب سياسية.
قال مايكل كوغلمان الخبير السياسي: "يمكن لنيودلهي أن تستغل الوضع لتعزيز صورتها كجهة قوية وحازمة في مواجهة الإرهاب".
وأكد لفرانس برس: "ويمكن لإسلام آباد أن تستغله لحشد الدعم لقيادة مدنية وعسكرية لا تحظى بشعبية كبيرة في الداخل".
دعم للجيش
وأصبحت أحزاب المعارضة الباكستانية في الآونة الأخيرة أكثر صراحة في انتقاد الجيش، الذي لطالما انخرط في السياسة والاقتصاد.
لكن تداعيات هجوم كشمير الآن "حوّلت الانتباه تماما إلى عدو مشترك"، كما رأت المحللة السياسية الباكستانية عائشة صديقة.
وأوضحت لفرانس برس: "عندما يسود الخوف من الحرب، يظهر الناس دعما أكبر للجيش".
وعندما صوّت مجلس الشيوخ على قرار مناهض للهند الأسبوع الماضي، صوّت حزب حركة الإنصاف الباكستانية بزعامة رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان لصالح القرار، مما ضمن إقراره بالإجماع.
وأكدت صديقة أنه لم يكن أمام الحزب خيار آخر وإلا اعتبر غير وطني.
وذكر الشيخ وقاص أكرم، المتحدث باسم حزب إنصاف: "الأمر لا يتعلق بالوقوف مع هذه الحكومة أو الجيش، بل بالوقوف في وجه العدو".
وأكد وزير الإعلام عطا الله تارار الرسالة نفسها: "نحن لا نتحدث كأعضاء في الحزب، بل كباكستانيين".
تأليب الأخ على أخيه
في الهند، أصدر راهول غاندي زعيم حزب المؤتمر، وهو من أشد منتقدي مودي، بيانا أكد فيه وحدة المعارضة في إدانة الهجوم.
وقال غاندي: "مهما كانت الخطوات التي ترغب الحكومة في اتخاذها، فسندعمها بالكامل".
ورأى أن "الهدف من هذا الهجوم هو تقسيم المجتمع وتأليب الأخ على أخيه".
وأضاف "في مثل هذا الوقت، من الضروري للغاية أن يبقى كل هندي متماسكا - حتى نتمكن من إحباط مؤامرة الإرهابيين هذه".
كما نظم الجناح الشبابي لحزب المؤتمر مسيرات رافعا العلم الهندي، ومعلنا دعمه لمودي.
حتى أفراد الأقلية المسلمة في الهند -الذين يصورهم بعض أعضاء حزب مودي القومي الهندوسي على أنهم "طابور خامس" باكستاني- وقفوا إلى جانب الحكومة.
ضغط على مودي
على الجانب الباكستاني، وصف مسؤولون حكوميون ووسائل إعلام رسمية هجوم كشمير بأنه "مفبرك ومدبر من قبل الهند".
ورأى مطلوب إنكلبي، أحد سكان كشمير الباكستانية: "الهند تحمّلنا المسؤولية بعد إعدام مواطنيها".
وفي إسلام آباد، وافقه وقاص شيخ وهو تاجر عمره 56 عاما.
وأكد أن "الهجوم من تخطيط الهنود، ولا علاقة لباكستان به"، مؤكدا أنه "يدعم الجيش إذا استمرت الهند في استفزازاتها".
منذ هجوم كشمير، أصدرت الشرطة الهندية ملصقات مطلوبين لثلاثة رجال -باكستانييْن وهندي- زعمت أنهم أعضاء في جماعة عسكر طيبة، وهي منظمة تتخذ من باكستان مقرا لها.
aXA6IDMuMTQ1LjE3OS4xNDcg جزيرة ام اند امز