حق الانتقال الأخضر.. 6 رسائل تصنع أمل الشعوب الأصلية في COP28 (تحليل)
شهدت فعاليات مؤتمر الأطراف COP28 حضوراً فاعلاً من السكان الأصليين الذين وجدوا منصة ملهمة لنقل أصواتهم ورسائلهم للعالم.
"نحن قادة السكان الأصليين والحلفاء من مختلف الثقافات والتقاليد والمناطق في جميع أنحاء العالم، متحدون في الدعوة إلى أن يكون COP28 منصة لمناقشة حقوق الشعوب الأصلية". هذه هي رسالة من الشعوب الأصلية وجدت من يسمعها في الدورة الحالية لمؤتمر الأطراف التي تستضيفها مدينة إكسبو دبي.
ولأول مرة في تاريخ المناخ خصصت البلد المضيف (الإمارات) يوماً للشعوب الأصلية، حيث رفعت رئاسة COP28 منذ تكليف الإمارات في غلاسكو 2021 بقيادة النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف شعار "لا أحد خلف الركب".
وعلى ذلك يشهد COP28 يوماً للشعوب الأصلية، وجناحاً مخصصاً لها حيث تشكل تلك الشعوب 5% من سكان العالم في حين تحمي 80% من تنوعه البيولوجي.
- إعلان COP28 للإغاثة والتعافي والسلام.. قراءة متأنية (تحليل)
- الإمارات تحتضن «أكاديمية تمويل المناخ».. حقائق ودلالات
إن الدعوة التي وجهتها أكثر من 100 مجموعة من الشعوب الأصلية والمنظمات غير الحكومية تكتسب أهمية خاصة بالنظر إلى أن 54% من المعادن التي تنتقل إليها الطاقة على الصعيد العالمي تقع على أراضي الشعوب الأصلية أو بالقرب منها.
وتسلط الرسالة الضوء أيضا على حقيقة أن "العديد من قادة السكان الأصليين يسعون ويدافعون عن حلول الطاقة النظيفة والنقل على أراضيهم التي تتوافق مع احتياجاتهم وأهدافهم التي يحددونها بأنفسهم. وهذه الحلول التي تقودها الشعوب الأصلية تحتاج إلى الاعتراف بها وتعزيزها وتمويلها من قبل الدول والكيانات الخاصة".
وهناك 6 رسائل مهمة ودلالات حملتها رسالة الشعوب الأصلية لقادة العمل المناخي والحكومات والدول ترصدها "العين الإخبارية":
- الموافقة الحرة والمسبقة
إذا كان النشاط البشري والثورة الصناعية الرابعة حسب التسمية التي أطلقها المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، سويسرا، في عام 2016 بالطلب المتزايد على المعادن المستخرجة لتخزين الطاقة وبطاريات النقل المكهربة وتقنيات الطاقة الخضراء الأخرى، فإنه يجب في المقابل احترام وحماية وإعمال حقوق الشعوب الأصلية، وتحديدا الحق في الموافقة الحرة والمسبقة والمستنيرة.
حق ليس جديدا نص عليه إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية (UNDRIP) واتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 169، لضمان الممارسات البيئية والاجتماعية العادلة والمسؤولة على أراضي تلك الشعوب.
- حق الانتقال الأخضر
الانتقال الأخضر وانتهاج حلول الطاقة النظيفة والنقل النظيف، والتخلص من الوقود الأحفوري مثل النفط والفحم والغاز. يجعل السكان الأصليين بما لديهم من روابط أسلاف وثقافية وروحية بأراضينا مشارك حتمي في الدعوة للمناخ.
وفي نطاق التحول الأخضر هناك ميزة نسبية للشعوب الأصلية وهي ضبط ممارسات الإشراف المناسبة للطبيعة المتجذرة بما يعمق من أساليب حياتهم ولا يلغي هذا الموروث البشري.
وتحتاج حلول التحول التي يقودها قادة السكان الأصليين إلى الاعتراف بها وتعزيزها وتمويلها من قبل الدول والكيانات الخاصة.
- طليعة الكفاح المناخي
تؤكد الشعوب الأصلية أن ارتباطها العميق بأراضي أجدادهم يضعهم أيضا في الخطوط الأمامية لضمان ألا تكون هذه الأراضي مناطق تضحية لتلك الشركات والسياسيين الذين يسعون إلى حل سريع باسم الحلول المناخية ويجعلهم في طليعة العمل المناخي.
الالتزام بالانتقال العادل لا يلغي الموقف الحازم ضد ممارسات التعدين التي تحدث دون الحصول على الموافقة الحرة المسبقة المستنيرة للشعوب الأصلية هي رؤية تلك الشعوب .
- الممارسات غير العادلة
يمكن أن تؤدي إلى النزوح؛ الهجرة; وفقدان سبل العيش والثقافة واللغة، وتؤكد الشعوب الأصلية أن عمليات التعدين يجب أن تلتزم بالممارسات المسؤولة التي تسترشد بإطار الموافقة الحرة المسبقة المستنيرة، الذي يدعم حق الشعوب الأصلية في تقرير المصير. فالشعوب الأصلية لديها حق متأصل وغير قابل للتصرف في اتخاذ قرارات بشأن مستقبل أراضيهم وأقاليمهم ومواردهم.
- منع الاستغلال
من الرسائل المهمة التي حملتها رسالة السكان الأصليين لقادة العمل المناخي في COP28 أن الاستغلال التاريخي للشعوب وأراضيها من قبل شركات النفط والغاز والتعدين يعرض إرثا من وضع الأرباح على حساب رفاهية وصحة وسلامة وثقافة وتقاليد وأراضي الشعوب الأصلية المقدسة ومياهها وهواءها.
وهنا يأتي مضمون دعوة الشعوب الأصلية بأن تشارك مجتمعاتها بشكل هادف في صنع القرار وأن تكون قادرة على ممارسة حقها في منح أو حجب الموافقة على هذه المشاريع التي ستؤثر على حياتهم وسبل عيشهم وثقافتهم.
- مشاركة بالمفاوضات
تجاهل أصوات الشعوب الأصلية لن يؤدي إلا إلى إدامة الوضع الراهن لصناعة الوقود الأحفوري والتعدين، وعليه يجب إشراك الشعوب الأصلية منذ البداية، وأن تكون معيشتهم وممارساتهم الثقافية وأولوياتهم في قلب المفاوضات بشأن المناجم المقترحة على أراضيهم.
والشعوب الأصلية بحاجة إلى المشاركة في السياسات وتعزيز مستويات المشاركة والشفافية في كل خطوة من خطوات العملية. ويجب أن يتم تطويرها بشكل مشترك بمشاركتنا ووفقا لقيادتهم وهياكلها الإدارية.
الطريقة الأكثر حماية لتحقيق ذلك هي أن تضمن الحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم أعلى معايير الموافقة الحرة المسبقة المستنيرة لكل مشروع تعدين معادن مقترح يؤثر على الشعوب الأصلية.
وكما هو منصوص عليه في إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية، الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 2007 وأقرته العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، فإن الموافقة الحرة المسبقة المستنيرة تعبر عن البروتوكولات القائمة على الموافقة التي يحددها قادة الشعوب الأصلية، وتؤمن سلطة صنع القرار وحقوق المشاركة في جميع القرارات التي تؤثر على مجتمعات وأقاليم الشعوب الأصلية، وتساعد على فهم الآثار الكاملة للمشاريع التي تؤثر على أراضي الشعوب الأصلية، الكفاف والممارسات الثقافية وأساليب الحياة.
- COP28 صنع الأمل
يجب أن يكون COP28 هو الأساس للحكومات في جميع أنحاء العالم للبناء على هذا الزخم واتخاذ الخطوات العاجلة اللازمة لتأمين تقرير المصير للشعوب الأصلية على النحو المبين في إعلان الأمم المتحدة بشأن حقوق الشعوب الأصلية وكما هو محدد من قبل الشعوب الأصلية المتأثرة حتى يتمكن العالم من الحصول على هذا الانتقال بشكل صحيح، واتخاذ الإجراءات المناخية المطلوبة، وتجنب ارتكاب أخطاء الماضي التي عرضت تلك الشعوب وأساليب حياهاا للخطر ، ودفعت حدود الكواكب إلى حدود خطيرة.
COP28 فرصة لتحديد عالم أفضل وأكثر شمولا يخدم جميع المجتمعات وجميع الشعوب - متجاوزا حدود السلطة السياسية والاقتصادية المركزة.
وفي إطار هذه الرؤية الجماعية، تؤكد الشعوب الأصلية التزامها بحماية تراثها الثقافي المشترك وممارساتها التي تربطهم معا والاستمرار في كونهم مشرفين مسؤولين على هذا الكوكب.