الأحزان مستمرة.. كارثة الدوري الإندونيسي تشهد فصولا جديدة
تواصل السلطات الإندونيسية إجراءاتها من أجل الكشف عن ملابسات الكارثة الكروية التي شهدها أحد ملاعب البلاد (السبت) بسبب تدافع الجماهير.
وشهد استاد كانجوروهان في مدينة مالانج الإندونيسية حادثة مروعة بسبب تدافع الجماهير بذعر خلال محاولتهم الهروب من الملعب الذي امتلأ بأكثر من سعته عقب اقتحام مشجعي فريق أريما صاحب الأرض مباراته أمام بيرسيبايا سورابايا، والتي خسرها 2-3، مما دفع الشرطة لإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق الجماهير.
وأسفر ذلك الأمر عن مقتل أكثر من 150 شخصا، وهو ما دفع لجنة حقوق الإنسان بالبلاد لاتخاذ قرار (الإثنين) بفتح تحقيق في مدى أحقية الشرطة في استخدام الغاز المسيل للدموع في هذا الموقف.
وكشفت السلطات الإندونيسية، في إجراء جديد، الإثنين، أنها ستشكل فريقا مستقلا لتقصي الحقائق في واقعة التدافع، بينما ذهبت الشرطة ومسؤولون رياضيون إلى مالانج للتحقيق في الكارثة التي باتت واحدة من أسوأ كوارث الاستادات في العالم.
وكان الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو أصدر تعليمات لرابطة الدوري الممتاز بإيقاف المباريات لحين اكتمال التحقيقات، بينما قال مسؤولون إن نحو 300 شخص أصيبوا بجراح بعضها تصنف بالخطيرة.
أحزان جديدة
وشهدت الكارثة فصلا مأساويا جديدا بعدما أبلغ مسؤول حكومي في وزارة تمكين المرأة وحماية الطفل، واسمه نهار، وكالة رويترز بأن هناك 32 طفلا على الأقل بين ضحايا الحادث، تتراوح أعمارهم بين 3 و17 عاما.
ونقلت الوكالة عن إنداه واهيوني، وهي الأخت الكبرى لأخين لقيا حتفهما في الكارثة، قولها: "أنا وعائلتي لم نتوقع أبدا أن ينتهي الأمر بتلك الطريقة.. لقد كانا يحبان كرة القدم، وذهبا إلى استاد كانجوروهان لأول مرة، ليلقيا مصيرهما".
كارثة الدوري الإندونيسي.. إجراءات مثيرة للجدل
كان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أكد أن لوائح السلامة تنص على ضرورة عدم استخدام الأسلحة النارية أو الغاز للسيطرة على الجماهير خلال المباريات، مما أثار التكهنات حول صحة الإجراءات التي اتبعتها الشرطة الإندونيسية للسيطرة على المتظاهرين.
ودعا نشطاء حقوق الإنسان إلى إجراء تحقيق شامل في الكارثة، وقال تشويرول أنام، مفوض اللجنة الوطنية الإندونيسية لحقوق الإنسان، في تصريحات نشرتها وكالة رويترز: "إذا لم يتم استخدام الغاز المسيل للدموع، لم تكن ستحدث هذه الفوضى".
وكان شهود عيان أكدوا أن الشرطة طاردت الجماهير التي اجتاحت أرض الملعب، وهو ما أجبرها على العودة إلى المدرجات، لا سيما بعدما تم إطلاق الغاز المسيل للدموع على المدرجات، مما تسبب في اندفاع الكثيرين للخروج عبر الأبواب.
وأكد وزير في الحكومة الإندونيسية (الاثنين) أن الرئيس ويدودو أصدر تعليمات بمنح 50 مليون روبية (3268 دولارا) كتعويض لعائلات ضحايا الكارثة.
aXA6IDEzLjU5LjExMi4xNjkg
جزيرة ام اند امز