"مجلس تطوير الصناعة".. مبادرات تنافسية لتعزيز الاقتصاد الإماراتي
عقد "مجلس تطوير الصناعة" في دولة الإمارات اجتماعه الثاني، برئاسة الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس "مجلس تطوير الصناعة".
ويعتبر "مجلس تطوير الصناعة"؛ منصة رئيسية للتعاون وتنسيق الجهود والتكامل بين الجهات المعنية بالقطاع الصناعي في الدولة على المستويين الاتحادي والمحلي والقطاع الخاص.
ويعمل "مجلس تطوير الصناعة" من أجل تهيئة بيئة الأعمال المناسبة والجاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين في القطاع الصناعي، بما يعزز قدراته وتنافسيته إقليمياً وعالمياً، إضافة إلى ترسيخ منظومة عمل محفزة في القطاع الصناعي، وصولاً إلى تطوير الإجراءات والحوافز والممكنات الصناعية، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية إلى القطاع الصناعي.
واستعرض المجلس توصيات الاجتماع الأول، والتقدم المحرز في إنجاز التوصيات، كما تم عرض المستهدفات الاستراتيجية لكل إمارة وانسجامها مع الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، حيث عرضت كل إمارة الحوافز التي توفرها لتحفيز أداء القطاع الصناعي، ودعم نمو الصناعات الوطنية وتعزيز تنافسيتها، إضافة إلى عدد من الملفات الحيوية لتسهيل بيئة الأعمال وتقليل التكلفة على المستثمرين الصناعيين.
تسريع التمكين والتكامل بين القطاعين العام والخاص
وبهذه المناسبة، قال الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس "مجلس تطوير الصناعة": "تماشيًا مع رؤية القيادة الرشيدة، وانسجامًا مع التوجهات الحكومية الداعمة لتعزيز نمو الصناعة الوطنية، نعمل على تسريع أدوات التمكين والتكامل والشراكة في المشاريع الوطنية الكبرى بين القطاعين الحكومي والخاص، لدعم مسيرتنا نحو الخمسين عاماً المقبلة، بما يسهم في تهيئة بيئة الأعمال الجاذبة للمستثمرين المحليين والدوليين في القطاع الصناعي، وتعزيز مكانة الدولة وجهةً عالمية لريادة صناعات المستقبل".
وأضاف: "انسجامًا مع خريطة الطريق التي حددتها حكومة دولة الإمارات، فإننا نعمل على تعزيز ممكنات التكامل والشراكة بين القطاعات الحكومية الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص، وانتهت فرق العمل في ’مجلس تطوير الصناعة‘ من تحديد مستهدفاتٍ استراتيجية واضحة على مستوى الدولة، سيتم البت فيها خلال الأسابيع المقبلة ضمن المستهدفات الحكومية لمضاعفة الجهود وتسريع الفرص والمشاريع الاستثمارية في قطاع الصناعة لتعزيز مساهمته في الاقتصاد الوطني".
وتابع: "يعمل ’مجلس تطوير الصناعة‘ على تعزيز المكانة التنافسية لدولة الإمارات عالمياً، وتنفيذ المبادرات واقتراح وإعداد السياسات والقوانين والتشريعات والاستراتيجيات التي تساهم في تحقيق النمو المستدام وتعزيز القيمة الوطنية المضافة، واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والارتقاء بالبنية التحتية للجودة، وصولاً إلى تعزيز ثقة المستهلك في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية بالمنتجات المصنعة في دولة الإمارات".
تعزيز مساهمات القطاع الصناعي بالاقتصاد
من جانبه، قال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، نائب رئيس "مجلس تطوير الصناعة"، إن فرق العمل والبرامج الطموحة التي تم استحداثها في المجلس، ستساهم بشكل حيوي في تعزيز دور القطاع الصناعي في الاقتصاد الوطني، باعتباره محركاً أساسياً للنمو، ولتعزيز قدرة وتنافسية المنتجات المصنعة في دولة الإمارات في الأسواق المحلية، وكذلك زيادة قدراتها التصديرية في الأسواق الخارجية، وترسيخ منظومة عمل محفزة لتأسيس و تطوير المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وصولاً إلى المتابعة المستمرة للتطور المتحقق في المؤشرات الاستراتيجية الموحدة لأداء القطاع الصناعي الإماراتي.
وأضاف: تطرق الاجتماع إلى مستجدات فرق العمل (البيانات، والسياسات والتشريعات، والممكنات الصناعية)، ونسب الإنجاز المحققة منذ الاجتماع الأول، وناقشنا مستجدات تخفيض تكلفة ممارسة الأعمال في القطاع الصناعي، وكذلك مستجدات منصة البيانات الصناعية التي أوصى المجلس بتطويرها لتوحيد البيانات على مستوى دولة الإمارات، وما سيوفره هذا المشروع من بيانات ذات جودة، تسهم في دعم اتخاذ القرار، وكذلك توصية مشروع التعداد الوطني المتكامل للقطاع الصناعي الذي سيغطي جميع الإمارات والمناطق الحرة التابعة لها، بهدف توفير البيانات الرئيسية للمنشآت الصناعية في دولة الإمارات، مروراً بدراسة تكلفة النقل لعبور شاحنات المصانع بين إمارات الدولة، بهدف تخفيف الأعباء على القطاع الصناعي.
كما استعرض المجلس سياسة تثمين المخلفات والحد من تصديرها، خصوصاً أن المصانع يمكنها إعادة استخدام تلك المخلفات، مثل مخلفات الحديد والألمنيوم، من خلال تدويرها، بما يعزز وفرة المواد وخفض تكلفة المُدخلات الصناعية واضافة القيمة، وذلك انسجاماً مع مفاهيم الاستدامة والاقتصادي الدائري.
وناقش "مجلس تطوير الصناعة" استعدادات وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وشركائها الاستراتيجيين بمن فيهم دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، لإطلاق "منتدى اصنع في الإمارات" في 21 و 22 يونيو المقبل في مركز أدنوك للأعمال بالعاصمة أبوظبي، والذي سيتم خلاله تسليط الضوء على عدد من الفرص والمشاريع الاستثمارية الصناعية، والإعلان عن عدة اتفاقيات ومذكرات التفاهم بين المستثمرين وكبرى الشركات الصناعية الإماراتية والعالمية لتطوير صناعاتهم والاستفادة من برامج مثل "القيمة الوطنية المضافة” ، والتحول إلى حلول التكنولوجيا المتقدمة في القطاع الصناعي.
حضر الاجتماع كلا من عمر صوينع السويدي وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة وشريف العلماء وكيل وزارة الطاقة والبنية التحتية، واللواء سهيل سعيد الخييلي، مدير عام الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ بالإنابة وحنان منصور أهلي مدير المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء بالإنابة، وحميد محمد بن سالم الأمين العام لاتحاد غرف التجارة و الصناعة بالدولة، وسعادة اللواء الركن الدكتور مبارك بن غافان الجابري، الوكيل المساعد للإسناد والصناعات الدفاعية بوزارة الدفاع.
كما حضر الاجتماع نورة المرزوقي الوكيل المساعد لقطاع السياسات والاستراتيجية بوزارة الموارد البشرية والتوطين. وراشد عبدالكريم البلوشي وكيل دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، وأسامة أمير فضل – الوكيل المساعد لقطاع المسرعات الصناعية – مقرر المجلس. والدكتور عبدالرحمن الشايب النقبي، مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية برأس الخيمة، وشيخة الشامسي نائب مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية في أم القيوين ومحمد الكمالي نائب المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الصناعة والصادرات، والشيخ عبدالعزيز بن حمدان النعيمي، مدير قسم تنمية الصادرات والأعمال في دائرة التنمية الاقتصادية في عجمان، وناصر الملا – ممثلاً عن دائرة الصناعة والاقتصاد في الفجيرة، وأحمد النقبي، الرئيس التنفيذي لمصرف الامارات للتنمية.
ويُعنى "مجلس تطوير الصناعة" باعتماد مؤشرات استراتيجية موحدة للأداء في القطاع الصناعي بدولة الإمارات ومتابعة تنفيذها، ورفع تقارير دورية عن الإنجازات إلى مجلس الوزراء، واقتراح المبادرات والآليات الملائمة لتدعيم التعاون وتبادل التجارب والخبرات بين مختلف الجهات الحكومية ذات العلاقة بقطاع الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة من جهة، والقطاعين الحكومي والخاص من جهة أخرى، والتنسيق مع الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في تطوير السياسات والتشريعات والإجراءات والحوافز المرتبطة بالقطاع الصناعي في دولة الإمارات.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0MyA= جزيرة ام اند امز