فاتورة كورونا.. الصناعة ثالث أكبر القطاعات تراجعا رغم التحفيز
الانكماش يضرب الإنتاج الصناعي في مختلف أنحاء العالم بعد تفشي فيروس كورونا،وعودة الإنتاج ينعش آمال التعافي
دفع القطاع الصناعي حول العالم فاتورة خسائر باهظة تعد الأكبر بعد قطاعي السياحة والطيران على خلفية التداعيات السلبية لتفشي فيروس كورونا التي أسفرت - الخسائر- عن انكماش حاد بالإنتاج رغم حزم التحفيز التريليونية.
ولم تفلت الصناعة الأمريكية من تداعيات الجائحة، إذ تراجع الإنتاج الصناعي خلال أبريل/ نيسان الماضي 11.2%، مقارنة بانخفاض قدره 4.5% في الشهر السابق له.
ويبدو أن قطاع الصناعة مثل القطاعات الأخرى المتضررة سيواصل إلحاق الخسائر بالاقتصاد الأمريكي حتى نهاية الربع الثاني، وذلك في ضوء توقع بنك الاحتياطي الفيدرالي انكماش الاقتصاد بأكثر من 42%، مقارنة بنسبة 5% في الربع الأول من نفس العام.
ولم تكن منطقة اليورو أفضل حالات، إذ كشفت بيانات مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي يوروستات، أن الإنتاج الصناعي سجل أكبر انخفاض على الإطلاق في أبريل/ نيسان بنسبة بلغت 17.1% على أساس شهري، وتفاقمت إلى 28% على أساس سنوي.
وبحسب التقرير فإن هذا الانخفاض هو الأكبر في منطقة اليورو التي تضم 19 دولة منذ بدء تسجيل البيانات عام 1991، نتيجة إجراءات العزل العام .
وبالنظر إلى الانتاج الصناعي في الاقتصاديات الكبرى بمنطقة اليورو، فقد انكمش في ألمانيا بمعدل 30.2% خلال أبريل/ نيسان الماضي على أساس سنوي، انخفاض إنتاج فرنسا بنسبة 34.9%، بالإضافة إلى الانكماش في كل من فرنسا وإيطاليا بواقع 42.5% و34.3% على الترتيب.
وتعول الدول الأوروبية على انحسار موجة كورونا بالتزامن مع إعادة الاقتصاد مجددا، ما يسمح بتشغيل المصانع الثقيلة وإعطاء دفعة تنشيطية للإنتاج الصناعي.
وبالانتقال إلى شرق آسيا، فقد نجحت المصانع الصينية للمرة الأولى منذ أن ضرب الوباء البلاد في استئناف عملها، ما انعكس في نمو الناتج الصناعي في أبريل/نيسان بنسبة 3.9%.
جاء ذلك انطلاقا بعد انكمش الناتج الصناعي الصيني بنسبة 13.5% في أول شهرين من العام، قبل أن يتقلص معدل التراجع إلى 1.1% في مارس/أذار 2020.
وتراجع الإنتاج الصناعي في اليابان خلال أبريل/ نيسان الماضي إلى أدنى مستوى في 7 أعوام، إذ انكمش بمقدار 9.8% مقارنة بمعدل تراجع قدره 9.1% في الشهر السابق له، وفق بيانات وزارة الاقتصاد اليابانية.
وبحسب تقرير نهائي للحكومة اليابانية، فقد انكمش اقتصادها انكمش بمعدل سنوي قدره 2.2% خلال الربع الأول من 2020.
وعلى صعيد أكبر اقتصاد بأمريكا اللاتينية، هبط الإنتاج الصناعي في البرازيل بأسرع وتيرة له على الإطلاق في أبريل/ نيسان، بعد أن سجل تراجعا قدره 18.8% مقارنة بالشهر السابق له و27.2% على أساس سنوي.
ووفقا لبنك جولدمان ساكس فإن هذه الأرقام تشير إلى أن الإنتاج الصناعي البرازيل قد تراجع بواقع 38% من مستوى الذروة التي سجلها في مايو/أيار 2011.